الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الجنادرية والرقص مع السيوف

الجنادرية والرقص مع السيوف





 
السعودية تقدم نفسها للعالم من خلال الجنادرية وهى تصر على استضافة عدد من دول العالم للمشاركة.. الصين هى ضيف الشرف هذا العام.
المهرجان ينظمه الحرس الوطنى السعودى وهو مناسبة تاريخية.. البلدان العربية تشارك بعرض التراث والحضارة والقيم العربية والإسلامية الأصلية.
الجنادرية سبق أن استضاف عروضاً لثقافات اليابان وفرنسا وروسيا وتركيا وكوريا.
الجنادرية أكثر من ربع قرن من الفن والثقافة والإبداع.. هناك تنوع من المسابقات وكلها محاور لتأصيل وتأكيد الهوية العربية والإسلامية للسعودية.. المهرجان تظاهرة ثقافية وفنية وفكرية ندوات ومحاضرات العلمية والفكرية وثقافية وأمسيات شعرية وعروض مسرحية.. والأهم لم ينس القائمون على الجنادرية الحاضر والمستقبل.. والبحث فى أحوال العرب والمسلمين والتحديات التى تواجههم فى الوقت الراهن ومعرض الوثائق والصور.. انعكاس للحراك الثقافى داخل وخارج السعودية.
الرقص بالسيوف وهى أشبه بالرقصة الرسمية للبلاد هى تعبير  عن الفرح والسلام.. وتجديد الولاء للملك.. وقد كانت تلك الرقصة عنواناً فى زمن الحرب.. واعتقد أن أركان العارضة الأساسية كانت ملازمة للحرب منذ الجاهلية فالطبول تقرع منذ القدم فى الحرب والسيف يحمل والشعر الحماسى عنصر أساسى من عناصر الحرب والعارضة النجدية فناً حربياً كان يؤديه أهالى نجد بعد الانتصار فى المعارك وذلك قبل توحيد أجزاء البلاد.
خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حريصاً على مشاركة المرأة وتفعيل تلك المشاركة لمنح المرأة السعودية حقها وتسليط الضوء على ما تقوم به لخدمة مجتمعها وتأكيداً على ما يمكن أن تمنحه من عطاء فكرى وأدبى وعلمى وثقافى.
بعد الجنادرية 2013 فرصة سنوية من أجل مشاركة نسائية فاعلة وقوية.. لم تقتصر المشاركة كما هو واضح على المرأة التراثية والفلكلورية خلال الجنادرية بل تطور دورها حتى أصبح لها نشاط ثقافي حيث تشارك فى العديد من الندوات الثقافية والفكرية والمحاضرات والأمسيات الفنية.
الجنادرية صورة تعبر عن تطور الأفكار.. توضح التاريخ.. وحركة المستقبل.. حسناً.. الأشقاء فى المملكة السعودية لا يتركون فرصة إلا واستغلوها لصالح تقديم أنفسهم للعالم.. وقد نجحوا فى ذلك من خلال انفتاح جيل جديد من الشباب مؤهل علمياً ليواكب حركة العالم المتقدم.. وهو ما جعل السعودية تدرك أهمية تناغم خططها ما بين ماض عريق ومستقبل يحتاج إلى يقظة مستمرة.
السعودية تلعب دوراً مهماً فى المحافظة على أمن المنطقة العربية بل والعالم عن طريق سياسة ثابتة وواضحة.. والتغييرات التى أدخلتها قيادة المملكة فى الحياة السياسية والاجتماعية.. أعتقد أنها تتلاءم مع المتغيرات العالمية.
العلاقة بين السعودية والعالم العربى مستقرة ومع مصر أراها سنداً للأمة العربية.. التاريخ علمنا ذلك.. والمواقف المشتركة بيننا أعتقد أنها كافية للمحافظة على عمق العلاقة.
ضيوف السعودية سيتحاورون حول الإسلام والطاقة والسلام.. وعلى مائدة النقاش حركات الإسلام السياسي.. الثابت والمتحول فى الرؤية والخطاب.. وأيضاً من الموضوعات حركة التنوير فى الوطن العربى وإحقاق النهضة.. اللغة العربية والتحديات التى تواجهها.. ورأس المال الوطنى والادخار والتنمية المستدامة.. والفساد المالى والإداري.. ثم تجربة الصين.
السعودية لم تدفن رأسها فى الرمال.. لكن من خلال النقاش بشكل عام وبالجنادرية بشكل خاص منحت العقل فرصة لتجديد «أطر» الثوابت لمواجهة واقع متجدد.. وقد أرادت من خلال ما يدور فى الجنادرية 2013 أن تؤكد أن العقل هبة من الله يجب منحه كل الفرص لمناقشة الموضوعات حتى الخلافية لأن الإقناع أراه حائط صد ضد التطرف بكل أشكاله.
[email protected]