
كمال عامر
الابتزاز المرفوض عربياً
العلاقات المصرية- العربية عادة ما تتعرض للأزمات.. لكن معظم تلك الأزمات صناعة قادة وليس شعوب؟!.. الرئيس عبدالناصر، والسادات تحديدا توترت العلاقات المصرية - العربية معهما مع اختلاف المبررات.. مبارك استفاد من الدرس والتجارب ونجح فى عدم إثارة الأشقاء.
التاريخ يؤكد لى أن رؤساء مصر السابقين فى كل أزمة واجهت أيا منهم إلا واتجه إلى الدول العربية.. حدث ذلك مع الرؤساء الثلاثة عندما انكسر عبدالناصر عام 67 وجد فى الخرطوم كل العرب يتسابقون لمساندته.. وأيضا تكرر الموقف عندما دخل السادات حرب 1973 تسابقت السعودية، والإمارات، والجزائر، والعراق وليبيا وكل العرب على مساندة مصر والمصريين.. وعندما قاد مبارك عملية التنمية وجد كل المساندة من الأشقاء العرب.
الآن هناك بعض الأصوات داخل مصر تلعب دوراً فى سبيل حرق العلاقات المصرية - السعودية والمصرية - القطرية وغيرها! ظاهرة جديدة وهى جرجرة وإقحام الدول العربية فى خلافات الشارع المصرى وبين الأحزاب مثلما يحدث مع السعودية والإمارات وقطر.
السلفيون يهاجمون قطر.. والإخوان يحاولون إحراج السعودية والإمارات وغيرهما.. محاولة تشويه الدول العربية لم تعد حكراً على منفلت أو برنامج لكنها امتدت إلى ما هو أكبر من ذلك.. الحقيقة التى يجب أن نتعلم منها، أن السعودية والإمارات والكويت وقطر والجزائر وغيرهما من الدول العربية هى الأقرب لنا وهى دول تتعامل بالفعل معنا كأشقاء.. علينا أن نتعلم أن الهجوم على دولة عربية أصبح مشكلة خاصة أنه هجوم غير مبرر.
السعودية وقطر والإمارات والكويت دول شقيقة تحتضن العمالة المصرية وتعاملها باحترام.. وعندما تقدم مساعدات لمصر هى تقدمها للشعب المصرى وليس للإخوان أو الرئيس مرسي!
كم مرة ساعدت الدول العربية مصر فى الكثير من الموافق سلما وحربا؟!
وأعتقد أن الهجوم أو الاساءة إلى السعودية والإمارات والكويت وقطر أمر يضر موقفنا.. نعم الاشقاء يتعاركون.. ويتشاجرون.. لكن أيضا للغضب حدود!
لم اسمع أن شقيقا سب شقيقه فى الثوابت مثل الأم أو الأب التاريخ يؤكد لنا أن الغضب بين الشعوب هو صناعة سياسية أو مغرضين أو انتهازيين وأصحاب مصالح سياسية أو مالية.
السعودية والكويت والإمارات وقطر والجزائر وكل الدول العربية هى دول شقيقة يجب أن نحافظ على خصوصية العلاقات معها.. والأهم ألا نعكر صفو تلك العلاقة بل نزيدها عمقا.
الدول العربية عندما تقدم مساعدات لمصر.. هى لا تؤيد مرسى أو الإخوان أو الإنقاذ.. هى تعمل لشعب وتساند الشعب المصرى كله مسلم ومسيحي.
وأيضا عندما تحتضن مصريين فوق أراضيها هى لا تشترط انتماء سياسيا أو غيره.. علينا أن نعامل تلك الدول باحترام أكثر وعلى الإعلام أن ينتبه فى ظل فوضالديمقراطية لا يجب صناعة فجوة مصرية - عربية.
وإذا كانت هناك مضايقات من جانب مصر الرسمية لرءوس الأموال العربية من السعودية، والإمارات، والكويت وأيضا قطر.. فمن المهم أن يتقدم الرسميون لحل تلك الخلافات لأنها تصيب العلاقات وتهددها.. وهو دور الرئيس مرسى ورئيس الوزراء د.هشام قنديل دون غيرهما.. وإذا كان مرسى لا يسعده علاقات متميزة بين مصر وأى دولة أخرى عليه أن يعلن ذلك بوضوح.
إذا كانت مصر تعيش حرية إعلام وأفكار فمن باب أولى أن تحول هذه الحرية إلى الإيجابية.. الإضرار بالعلاقات المصرية - العربية أمر يخنق المواطن لا مرسى ولا الإخوان ولا السلفيين.. وهو ما يدفعنى إلى مناشدة مصر الرسمية بضرورة حل مشاكل رجال الأعمال العرب.. عاملوهم مثلما تعاملوا الأجانب والتى لم اقرأ اسما لأى منهم تعرض لمشاكل بعد يناير 2011 ولدى قناعة أيضا بأن البرنامج لباسم يوسف جديد ومهم وكاشف ومقنع وإيجابى.. لأنه كشف للمتورطين فى الفيديوهات المعروضة الأخطاء لربما يتداركوها وأنا مع باسم يوسف ضد كل من يحاولة النيل من برنامجه، لكنى أيضا ضد الاساءة لدول عربية مثل قطر فى أغنية ذنب قطر أنها دولة عربية أرادت مساندة مصر واسأل: هل يرضى أى مصرى أن يمتنع الاشقاء فى قطر أو السعودية أو غيرهما عن مساندة الاقتصاد المصرى؟!
الخاسر هنا هو الشعب.. بل البسطاء الذين ينتظرون مياها نظيفة وصرفا صحيا ومدرسة بأموال سعودية أو إماراتية أو قطرية.. أو كويتيه وبدلا من قول كلمة شكراً أجد الرصاص يوجه إلى صدر تلك الدول أنا هنا أناشد السياسيين فى مصر بالابتعاد فى جدلهم وشتائمهم عن الدول العربية الشقيقة يمكنهم توجيه اسلحتهم إلى مساحات أخري، وإذا كانت الدول العربية تستخدم الصبر ضد السخافات المصرية.. أعتقد أن للصبر حدودا السعودية فعلتها عندما حاول عدد من المصريين جر المملكة للانفلات السياسى والفوضى الموجودة، وعندما تنبه السياسين للموقف سارعوا للإصلاح.
نعم هناك من السياسيين والأحزاب من يمارس الابتزاز السياسى مع الدول العربية والأسماء معروفة، والهدف مزيد من الصفقات المتنوعة يتورط فى هذا الأمر الكبار قبل الصغار، وينساق وراء الموقف البسطاء أكرر لمن يريد التضحية، بلاش الدول العربية ولعبة الابتزاز معها. كفي.. حرق علاقة مع أى منها سوف ينعكس فوراً على المواطن البسيط.
إذا كنا نسعى للمحافظة على بلدنا وكرامتها علينا أن نفعل بنفس الأمر مع الدول العربية الشقيقة.