مبارك.. القضاء العادل

الإفراج عن مبارك جرعة معنوية للرئيس السابق ودفاعه.. كان من الممكن أن يخرج الرئيس السابق حراً لو لم يتم توجيه تهمة خاصة بترميم القصور الرئاسية وهى تهمة أعتقد أنها تم إضافتها لمنع خروج مبارك.. كما يحدث لنجليه علاء وجمال!
القرار تأكيد على أن قضاء مصر كان ومازال هو سند الذين لا سند لهم! وبدون شك سوف يزعج قرار الإفراج عن مبارك عددا كبيرا من السياسيين والانتهازيين وإن كنت أميل إلى أن قرار الإفراج عن مبارك وقبله عدد كبير من الوزراء الذين عملوا فى ظل حكم الرئيس السابق والمسئولين بمثابة نقطة إيجابية تحسب لصالح النظام الحاكم والأمر يؤكد أنه لم يتدخل أو يلعب فى تلك المساحة.
قرار الإفراج عن مبارك قد يغضب بعضا ممن يدعون المعرفة وهم أبعد عنها أو من عينوا أنفسهم حكماء أو مفكرين وهم بالطبع مفبركون.
مبارك تعرض لحملة هجوم شرسة ساهم فيها «جهات» و«دول» ومؤسسات ووزارات وبدأت بالتشكيك فى الذمة المالية مروراً بتلطيخ يديه بالدم.. الصحافة المصرية بدورها وأصحاب الأقلام حتى المقربون منه ونظامه انقلبوا عليه مثل الحياة.. طمعاً فى الحصول على مكافأة من النظام الجديد.
▪ الفرصة مهيأة الآن لحل الخلافات السياسية الموجودة والتى تعرقل أى تحرك للأمام فى أى قطاع.. من المهم أن يتدارك الإخوان المسلمين التحديات التى تواجههم فى إدارة البلاد وأيضاً كيفية الحل.
الشارع مازال يغلي.. الهدوء الآن كاذب.. ومازال العالم ينتظر حركة الشطرنج الإخوانية.
▪ 28 سيارة تحرس تحركات الرئيس المنتخب مرسى وهذا العدد الكبير يؤكد أن الرئيس يتعرض لتهديدات أو أن طاقم الحراسة غير مطمئن.
تشديد الحراسة على الرؤساء فى مصر ليس لها أى علاقة بالانتخابات، هذا العدد هو أكبر مما كان يحرس مبارك .
▪ نعم هناك تربص بوزير الإعلام صلاح عبدالمقصود.. الرجل يتحرك وسط ظروف صعبة.. وعلى مكتبه 42 ألف طلب ومطلب فئوى وتظلم من العاملين فى التليفزيون.. وأيضاً يواجه سهاما يومياً ما بين أخطاء وزراء أو مسئولين تابعين للحكومة.. اتهموا وزير الإعلام مرة ببيع التليفزيون لقطر.. وعدد كبير من الاتهامات.
أنا أشفق على وزير الإعلام الحالى من عملية التربص التى تحاصره.. عبدالمقصود يتحمل كل مشاكل الإخوان.. وهو مطالب بالدفاع عن الحكومة، والرئيس، والإخوان، وتليفزيون مصر.. والإعلام بشكل عام.
صلاح عبدالمقصود مظلوم يتحمل أخطاء غيره، مطلوب منه أن يدافع عن نظام هش، وأعمال معطلة.. وأداء حكومى باهت نتيجة ظروف صعبة جداً أو معاكسة يدفع ثمنها وزراء، أرى أنهم لم يختبروا حتى الآن ورئيس حكومة يعيش كابوسا من المشاكل اليومية.
أنا لست من دراويش عبدالمقصود لأن مشكلته أو تهمته أنه وزير إعلام إخواني.
نعم تليفزيون مصر تراجعت ريادته وتعرض للعطب ويعاني.. لكنه ليس المسئول عن ذلك بل النظام السياسى بشكل عام.
▪ الجاردن البريطانية هى جريدة لا يمكن تصنيفها بالحياد أو الحرية. مثلها مثل غيرها.. وهى صاحبة أكبر كذبة عندما اتهمت الرئيس مبارك بأنه يملك 75 مليار دولار.. وهو الخبر الذى صنع جمعة الغضب بعدها بثلاثة أيام اعتذر مدير تحرير الجاردن بأن الخبر كاذب ومنقول عن صحيفة «الخبر» الجزائرية وقت أزمة الكرة بين مصر والجزائرى هذا يعنى أنها ليست بعيدة عن الشهبات.. تقريرها المنشور باتهام القوات المسلحة المصرية بالاعتداء وقتل المتظاهرين خبر لا يستحق الرد.
 


 [email protected]