
كمال عامر
موقعة الجمل «2»
■ الاعتداءات التى حدثت على هامش مظاهرة للإخوان ضد القضاء الجمعة الماضية أعاد لى المشهد المؤلم لموقعة الجمل الأولى ما حدث أمس الأول هو سيناريو مطلوب لموقعة الجمل الأولى.
الفيديوهات التى بثها الإعلام بالتأكيد أرى فيها هزيمة للإخوان حيث كان التركيز على ممارسات ضد الإنسانية!
الفيديوهات موجودة.. والاشخاص المتهمون أو من ارتكبوا الجرائم لم يخافوا الظهور فيها من السهل الوصول إليهم.. والضحايا موجودون ومعروفون وأنا أنتظر النائب العام فى تحقيق رادع لمن شارك فى اختلاط دماء المصريين برصيف الشارع عند عبدالمنعم رياض أو غيره.
عدم التحقيق فى تلك الممارسات المجرمة وردع المتهمين سوف يزيد من تلك الممارسات.. ولو تحرك النائب العام ضد المتهمين فى أحداث الاتحادية ما تكرر المشهد المؤلم فى ميدان عبدالمنعم رياض.
الحقيقة الغائبة أن عدم الحسم بالقبض على القتلة أو الذين سحلوا الشباب أمام قصر الاتحادية وفى أماكن أخرى منح أى شخص الحرية فى الحرق والقتل والسحل.. وهى أمور معروفة.
النائب العام المستشار طلعت عبدالله هو المسئول عما يحدث أو سوف يحدث لأى شاب مهما كان انتماؤه السياسى لأنه وببساطة يرفض الدخول إلى عش الدبابير بإعلانه حقائق ما حدث أو يحدث بشأن الدم فى المظاهرات.
فى موقعة الجمل الأولى لعب السياسيون دوراً فى طمس الحقائق واتهام أبرياء والتستر على المجرمين، وفى الثانية لعبت الشرطة دوراً فى تمرير سقوط الضحايا.. وحرق الأتوبيسات وسحل الأبرياء.
واسأل السيد النائب العام: لماذا ترفض البدء فى التحقيقات حول القتل والضرب وأمام قصر الاتحادية والمواقع الأخرى.. المعلومات يمكن توافرها.. والفيديوهات الآن تكشف المتورطين.. بل وعناوينهم وأماكن اقامتهم.
لو لم يفعل النائب العام ذلك سوف نكتفى كالعادة بالمشاهدة.. وسوف يتكرر الدم.
تطهير القضاء مطلب إخوانى.. وتطهير الإخوان مما يعانون منه مثل الحقد والقلب الأسود مطلب قضائي.. وما بين المطلبين اسأل: متى يتوقف الإخوان عن تخوين المصريين؟
الآن أصبحت على يقين من أن الاختلاف مع الإخوان أقل نتيجة له هو الدعوة للتطهير.. من غير المعقول أن يكون التخوين والعزل هو ضريبة الاختلاف مع الإخوان.. أخشى أن استيقظ وأجد شعب مصر كله مختلفا مع الإخوان.. القضية واضحة.. الإخوان المسلمين يرفضون المعارضة.. لا يطيقون كلمة «لأ» وهو أمر لا يستقيم مع عالم السياسة وإدارة دولة.. العملية تحتاج لشوية صبر وادراك أن المعارضة جزء أصيل من الحكم ويجب احترامها واحترام ما تقوله.
برغم كل الاحتقان الموجود بالشارع إلا أننى ألمح شعاعا من ضوء شمس وهو أمل فى الحل.. الإخوان أصبحوا الآن مدركين أنهم لن ينجحوا دون نزع لغم الاحتقان والتطرف والدخول فى مفاوضات سرية للاتفاق مع المعارضة للحل.. العالم الآن يحاصر الإخوان.. عربيا ودوليا.
الأزمات متنوعة.. والشارع غاضب.. والحل فى «يد» الإخوان وهو تقاسم السلطة مع غيرهم خاصة أن الأمر الواضح محدد فى نجاح الإخوان بالانتخابات ونجاح المعارضة فى طرح حلول حقيقية لمشاكل البلد.
أعتقد أن حالة الغليان الموجودة مطلوبة لاستنفار الأصوات العاقلة لتتدخل للحل وتقديم ضمانات للتنفيذ.