
صبحي مجاهد
تأشيرة حج
مع قدوم موسم الحج تنتاب نفس كل مسلم شوقًا وحنينًا إلى بيت الله الحرام وتمنى لو استطاع إليه سبيلا، فمن لطف الله أن جعل الله الحج واجبًا على كل مستطيع له مالا وقدرة بدنية، لكن فى تلك الأيام تظهر لنا عوائق أخرى للحج أهمها تأشيرة الحج، فمن الغريب أن الإنسان عندما يكون مستطيعا لا يجد سبيلا للحصول على تلك التأشيرة، ورغم سعيه الدءوب لها إلا أنه لا يحصل عليها.
والغريب أن تلك التأشيرة التى يحلم بها كل من يريد الحج وهو مستطيع له يرى العديد من أصحاب العلاقات بالسفارة السعودية أو من كانت له علاقة طيبة بالسفير يحصل عليها وبسهولة شديدة، فى الوقت الذى ترفض فيه جوازات عديدة يظل أصحابها يترددون على السفارة لآخر يوم للحصول على تلك التأشيرة ويظلون يومهم لديهم الأمل فى حج بيت الله الحرام.
وسألت نفسى سؤالا عندما وقعت فى هذا الأمر هذا العام كيف يستطيع من عليه عبء السماح بتلك التأشيرة النوم وهو يعلم ان هناك عبادا لله يتشوقون لحج بيته بتلك التأشيرة ثم لا يمنحها لهم.. بينما يمنحها كجوائز فى برامج فضائية معينة.
ومع ان الإنسان الذى يسعى بنية صادقة للحج ثم يمنع منه بشر بالأجر إلا ان قلب المسلم الذى يحمل إيمانًا صادقا بالله لا يكفيه سماع هذا ويستشعر بمرارة الفشل فى الوصول إلى أحد ابواب طاعة الله الكبيرة، فالملبى والواقف على عرفات يحصل على الخير الكثير ويكفيه أنه ممن يباهى الله بهم الملائكة فى هذا اليوم فيغفر لهم.
وأقول لكل من اشتاقت نفسه للحج كما نشتاق جميعا استعن بالله ولا تيأس فى طرق الأبواب من أجل الوصول إلى رضا الله ورضوانه وغفرانه، فإن يئست من سفارة أو من مساعدة البشر فإن الأمل فى الله باق لا ينبغى أن ينقطع مهما حدث.