الأربعاء 31 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الريادة الإعلامية المنقوصة

الريادة الإعلامية المنقوصة






■ بعد زيارة لقناة النيل للأخبار ضيفًا..
اتحاد الإذاعة والتليفزيون يتعرض لهجوم متنوع.. من شخصيات مختلفة، رافضة أو معارضة لأمور كثيرة داخل المبنى وخارجه.
تليفزيون مصر يملك كل مقومات النجاح.. كوادر إدارية مميزة.. تجهيزات وستديوهات وإعلاميون.. والدليل علي نجاح القنوات الخاصة يرجع إلي كوادر التليفزيون لكن المشكلة أن تلك المقومات لم توظف وغابت عنها أهم عوامل الإبداع وهى البيئة الصحية للعمل والإرادة!
بدون احراج أو لف  ودوران.. كان تليفزيون مصر يعيش ظروفًا أفضل قبل يناير 2011 من حيث التأثير.. والمكانة.. والمنتج التليفزيونى بكل أنواعه.. وكانت الكوادر التى تدير المنظومة الإعلامية داخل التليفزيون تملك رؤية.. وخبرة ومنهجًا وخططًا وحلولًا.
بالطبع خطط التليفزيون المصرى قبل 2011 كانت تهدف إلى تعزيز مكانة تليفزيون الشعب لجذب المشاهدين المصريين والعرب واحتلال مكانة عالمية.. بهدف خلق قنوات توصيل وتواصل بين مصر والعالم.. بشأن شرح القضايا وتسويق وجهات النظر المصرية.
بالطبع شكلت الجزيرة هاجسًا لكل المهتمين بالإعلام المصرى فى كونها، الأكثر جاذبية للمشاهد وصناعة الجدل وموقفها من الأصوات عندنا يؤكد ذلك.
قادة التليفزيون وقتها أنس الفقى وزير الإعلام وعبد اللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار وضعا خطة لسحب البساط من الجزيرة الإخبارية بعد رصد دورها فى الأحداث وقوة تأثيرها.. عن طريق تطوير كل عناصر العملية الإعلامية لقناة النيل للأخبار.
الفقى والمناوى اهتما بكل تفاصيل إطلاق قناة النيل للأخبار وتوفير ستوديهات وأجهزة فنية وأيضًا كل منظومة العمل البشري.. خطة الفقى / المناوى لاطلاق قناة تنافس وتهزم الجزيرة تم تنفيذ 60٪ منها ستوديهات هى الأفضل تجهيزًا ومساحات ورؤية وشكل ومضمون وإضاءة.. لم تترك الخطة أى عنصر دون أن تمتد  إليه للتطوير والذى بدأ من اللقطة الأولى للضيوف لدى الدخول للقناة مرورًا بالجلوس بالاستراحة حتى الاستوديو..
وساعد فى الإنجاز أن الجهة المنفذة لكل كراسة شروط التطوير هى جهة سيادية عنوانها فى العمل الجدية والجودة فى التنفيذ.. والالتزام ببنود الشروط والبرنامج الزمنى فى التنفيذ.
بالطبع حلم المصريين.. والعاملين بالإعلام ينحصر فى الريادة لمصر علي الرغم من أن تليفزيون الدولة يعتمد معاملاته على قوانين حكومية وبيروقراطية قاتلة ومربكة وتتابعه أجهزة رقابية حكومية تدقق فى كل خطوة مالية وإدارية فى نفس الوقت لا يمتلك الأموال اللازمة لسرعة التحرك والتصرف بشأن العمليات المالية المرتبطة بالتجديد وشراء الحقوق أو المواد التحريرية المطلوبة أو الوصول إليها، كلها أمور تحتاج لأموال ضخمة ذات رقابة قليلة تسمح للمسئول بتحقيق نجاحات وهو ما يتوافر فى القطاع الخاص أو الجزيرة وغيرهما.
وسط كل هذه الظروف المعقدة أعتقد أن مصر خسرت أكبر هدية وأفضلها بسبب الانفلات الذى ساد مرافق البلد بما فيها التليفزيون بعد يناير 2011  وظهور قوى من داخل التليفزيون لم تستطع التفرقة بين إنجازات لصالح البلد وخلافات مع الشخص.. وامتدت يد الإهمال إلى مشروع قناة النيل للأخبار وسواء ذلك متعمدًا أو بدون تنسيق!!
خطة أنس الفقى وعبد اللطيف المناوى للنيل للأخبار لتصبح الأكثر شهرة وتأثيرًا فى المحيطين العربى والعالمي.. قناة تليق بمصر المكانة والتاريخ تترجم ما لدى مصر من قيادات وكفاءات إعلامية متنوعة وهم الذين حملوا على اكتافهم عملية انطلاق معظم القنوات التليفزيونية العربية والخاصة ومازالوا.
■ أنس الفقى وعبد اللطيف المناوى كان لديهما قناعة بأن النجاح مضمون وحاول المناوى تحديدًا أن يثبت للعالم إمكانية مصر امتلاك قناة إخبارية واسعة التأثير والانتشار .
عبد اللطيف المناوى لعب دورًا مهمًا ومعروفًا فى المحافظة على تليفزيون مصر والعاملين فيه ورسالته الإعلامية.. خلال الانفلات الأمنى والإدارى  لإيمانه بأن سلامة العملية الإعلامية انعكاس لحال البلد.. وكان كالربان دوره حماية السفينة من الأمواج والأعداء.. حافظ علي سلامة البلد أيضًا وأنقذها من الحرق ومن خلال تدقيقه فى المحتوى الإعلامى وتنقيته للرسائل التى يتلقاها أو يبثها.. وتحمل كل الآثار المترتبة على هذا السلوك لم ينهزم أمام احتياطات أمنية للمحافظة على حياته.. ولم يترك الساحة ويهرب مثلما حاول غيره.
تحملت أسرته سخافات وإهانات.. ولكن عبد اللطيف المناوى انتصر لفكرته..
النيل للأخبار تحتاج تنفيذ النسبة التى لم تكتمل من الخطة التى بدأها أنس الفقى وعبد اللطيف المناوي.. الاستديوهات والكوادر البشرية وكل المقومات الموجودة فى المحطة تحتاج للاستكمال.. وإلا ما تم صرفه خسارة..
■ ■ أن تفوز قناة النيل للأخبار على قناة الجزيرة أمر يحتاج لعمل وجهد وأموال وإرادة وأسألوا الفقى والمناوى.