الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هانى المسيرى

هانى المسيرى






محافظ الإسكندرية السابق هانى المسيرى تعرض لهجوم متنوع منذ تولى منصبه حتى تقديمه للاستقالة من منصبه بعد حادث الأمطار وغرق شوارع ومناطق بالمحافظة.
المسيرى رجل أعمال ناجح وإدارى ممتاز.. لكنه واجه مشاكل متنوعة أعتقد أنه لم يكن يتوقعها.
مرة أن الرجل سمح لزوجته بدخول المحافظة وأخرى بأنه ضد الفقراء باختراعه تروماى الأغنياء، وثالثة أن تصريحاته لا تجد قبولا من البسطاء!
الملاحظ لى أن المسيرى رجل حاول أن يطبق العلم فى حلول لمشاكل معقدة موجودة.. لم يتحمس للعلاقات العامة ولا للإتيكيت الذى يحكم الموظف العام.
حاول أن يخرج بالإسكندرية إلى العالمية بشأن شفافية التصرفات والقرارات وجرأة الحلول.. الرجل أيضا كان صادقا فى تغييره للمواقف وللحلول.
المسيرى كان رجلا مختلفا.. فى ملبسه وتصرفاته مزج فيها طبيعته مع متطلبات المنصب.. لم يخدع أحدا.. الرافضون لتطبيق القوانين غضبوا عندما رفض الغرامة ضد قرارات الهدم.. وتحمل هجوما شرسا من مجموعات الابتزاز.
■ المسيرى تجسيد للأفكار الجديدة التى يجب أن تطبق فى البحث عن حلول عصرية لمشاكل معمقة وموروثة.
■ اتضح من حكاية غرق شوارع الإسكندرية أن المنصب ما زال يلائم المسئول الذى يمكنه أن يسوق أكبر كمية من الأكاذيب بين الناس.. رجل يشترى إعلاما يروج له حتى لو بمواصفات غير موجودة.
المناصب الآن تحتاج لمسئول من نوعية وزراء يطلقون أحلى التصريحات عند توليهم المنصب.. وعندما يتركونه يتولى شخص آخر بتصريحات جديدة أخرى قد تقوض عمل من سبق وتكشفه وما زال عندنا من التصريحات لوزراء لم يحققوا شيئا.. ومسئولين صنع منهم الإعلام «هالة» كبيرة.
مسئولون حققوا نجاحات على الورق وساندهم إعلام متحيز لهم.. فى الوقت الذى حاربنا مسئولين بالفعل يملكون حلولا لمشاكلنا، علموا بجهد وإخلاص.. لكن فى النهاية لم يحصدوا إلا الإهانات.
فى الإسكندرية لا يمكن لعاقل أن يتهم المسيرى وحده فى المعاناة مع الأمطار.. لأن هناك من هم مسئولين عن العملية برمتها.. هو بحكم المنصب مسئول سياسيا.
لكن اللافت أن الرجل باحترامه لنفسه ورفضه للمساومات أو المهادنة قد سبب لشخصه مشاكل شخصية مع مجموعات وجهات تحتاج لـ«الدلع».
هانى المسيرى المحافظ السابق للإسكندرية حاول أن يقدم نموذجا جديدا فى عمل المسئول عن المحافظة.. لكن يظهر أنه لم يتعلم أن المناصب فى مصر ليس شرطا لنجاح من يحكمها أن يكون صادقا وأمينا وشفافا.
فى مصر ما زلنا لا نحترم الشخص المؤهل علميا لتولى المنصب.. ما زلنا نشعر بارتياح أمام مقومات المرشح للمنصب مثل توافر المواءمة.. كيفية تسويق الأفكار.. وشق الخصوم ولم الناس حوله.
ما زلنا ننظر إلى المسئول وتقييم عمله بناء على حالة الرضا حتى لو كانت مغشوشة وتلحق الضرر بالمنظومة أو بالبلد بشكل عام.
أنا ضد استقالة المسيرى الذى فشل فى الحصول على شعبية مقابل ترويج أكاذيب.. حتى بين العاملين حوله.. وضد تحميله المسئولية برمتها!
نجاح المسئول فى أى موقع بمن فيهم المحافظ يعتمد على العلاقة بينه وبين مرءوسيه! لأن هؤلاء هم الذين يطبقون القانون.. ويتابعون ويكتبون التقارير ويوجهوها.
■ بطانة المسئول أو الذين يعملون معه يمكنهم العمل على نجاح الرجل أو إسقاطه.
المحافظ لن يعمل وحده.. لن يقوم بتنظيف البلاعات.. ولا عمل إصلاح وكشف دورى على عملية الصرف للأمطار أو للبشر.
المسيرى أو غيره من المحافظين عملهم التخطيط والإشراف على التنفيذ.
■ مع الأسف المحليات بالإسكندرية أسقطت المسيرى مثلما سبق أن أسقطوا طارق المهدي.. وسوف يسقطون كل من يقف ضد رغبتهم! أيا أن كان اتجاهها!
■ هانى المسيرى محافظ الإسكندرية السابق يشعر بالارتياح الآن لأنه ترك مشاكل لا حصر لها.. وسيعود لعمله كرجل إدارة ناجح وسوف يجنى الملايين ولكن الإسكندرية أو العمل الإدارى فى مصر خسر نوعية جديدة من القيادات.
■ ما حدث مع المسيرى قد يمنع تولى خريج جامعة أمريكية منصب المحافظ، لأن حضرته مؤهل وعنده خبرة فى عمله وليس فى المواءمة.
هذا هو المصطلح سيئ السمعة والمطاط، الذى قد يصل فى معناه إلى ضرورة دفع الرشاوى للحصول على التأييد والتلميع بالورنيش.
يا رب نتعلم