
صبحي مجاهد
أمن مصر وعد إلهى
عندما بدأت أكتب أولى كلمات هذا المقال وجدت نفسى لا أفكر كثيرا فى الحديث عن أمن مصر ووقع فى ذهنى وعد الله لنا وبشراه للمصريين فى سورة يوسف الآية 99 على لسان سيدنا يوسف{اُدْخُلُوا مِصْر إِنْ شَاءَ اللَّه آمِنِينَ} فلم أجد ردا ابلغ ولا أقوى من وعد الله بأمان مصر الذى حفظها على مدار تلك العصور حتى فى أيام القحط لم يحدث أن حدثت فى مصر يوم مجاعة بل تحملت فى عهد سيدنا يوسف أهل بلاد كنعان.. وفى التوراة (مصر خزائن الأرض كلها، فمن أرادها بسوء قصمه الله).
ولقد دعا لمصر الانبياء فدعا لها نوح عليه السلام لها فقال عبدالله بن عباس دعا نوح عليه السلام لابنه بيصر بن حام أبو مصر فقال: اللهم إنه قد أجاب دعوتى فبارك فيه وفى ذريته وأسكنه الأرض الطيبة المباركة التى هى أم البلاد وغوث العباد.
كما كان بمصر إبراهيم الخليل، وإسماعيل، وإدريس، ويعقوب، ويوسف، واثنا عشر سبطا وولد بها موسى، وهارون، ويوشع بن نون، ودانيال، وأرميا ولقمان.
وكان بها من الصديقين والصديقات مؤمن آل فرعون الذى ذكر فى القرآن فى مواضع كثيرة وقال على بن أبى طالب كرم الله وجهه اسمه حزقيل، وكان بها الخضر، وآسية امرأة فرعون وأم إسحاق ومريم ابنة عمران، وماشطة بنت فرعون.
ومن مصر تزوج إبراهيم الخليل هاجر أم اسماعيل وتزوج يوسف من زليخا، ومنها أهدى المقوقس الرسول عليه الصلاة والسلام ماريا القبطية فتزوجها وأنجبت له إبراهيم.
يذكر أنه لما اجتمع الحسين بن على مع معاوية قال له الحسين: إن أهل حفن بصعيد مصر وهى قرية مارية أم إبراهيم فاسقط عنها الخراج إكراما لرسول الله، فأسقطه.
وقد ذكر الكثيرون من المسلمين الأوائل وغيرهم من فضائل وصفات مصر وأهلها الكثير والكثير، وما يناله حاكمها من البركة والرزق والخير.