
كمال عامر
البلاك.. بلوك
■ عشت عن قرب كل ما حدث أمام قصر الاتحادية لأن الرئيس مرسى جار لى بحكم سكنى.أثناء وجودى فى محطة بنزين ـ مصر للبترول بشارع الميرغنى تبعد 250 مترا عن قصر الاتحادية قال لى العامل.. النهارده بعد ساعة سيصل البلاك بلوك وهيبدأ الحفل!!والحفل عندى يعنى مولوتوف وخرطوش وضرب واعتداء وقنابل غاز ودموع واختناق.. وكاميرات تليفزيونية.. قلت للعامل: معقولة قال لى: «ده مكتوب والعيال قالوا كده فى التليفزيونات».فى الموعد شاهدت نحو مائة شاب يرتدون السواد.. وبعد قذف ثلاث عبوات مولوتوف على باب 4، بدأ رد فعل الأمن المركزى وهو فى هذه المرة بأعداد كثيفة.. وطور من خطة الدفاع بعد احتلاله لنواصى الشارع ومطاردة شباب البلاك بلوك.. حتى آخر شارع الميرغنى تجاه الخليفة المأمون.. وقد انتصر الأمن المركزى على البلاك بلوك مساء الجمعة الماضي.. لكن عندى مجموعة ملاحظات!
أولا: أن الشرطة تعلم جيداً تلك الشريحة.. ويمكنها أن تسيطر على الوضع فوراً دون قنابل مسيلة للدموع أو خرطوش ورصاص واشتباكات، لكن فيه حاجة غريبة أن الشرطة ترغب فى تنظيم الحفل دون تدخل فاعل للإلغاء.
السؤال: من المستفيد من هذا السيناريو دون شك هذا الفيلم الهابط ذكرنى بالافكار السوداء والتى يمكن تمريرها للوصول إلى فكرة معينة.. لأن الحياة فى الشارع المصرى رتيبة وتحتاج لمن يحركها، أرى أن ما حدث أمام الاتحادية الجمعة الماضى وقبلها من حفلات ضرب وسحل وغيرها لا يمكن أن تكون عفوية.. هناك أطراف لها مصلحة فى إقامة الحفل أمام الاتحادية أو غيرها.. أطراف تسعى للوقيعة بين الشرطة والشعب على الاقل لتقوم بدور تفكيك الداخلية..
البلاك بلوك فى مصر الجديدة يسيرون أمام رجال الداخلية قبل أو أثناء الحفل عينى عينك وكأن الشرطة اكتفت بالمطاردة وإلقاء القنابل والوقاية بالضرب ومطاردة الشباب الغاضب والاشتباك معه مباشرة، بينما شباب البلاك بلوك من واقع خطتهم من السهل جدا معرفة كيف يفكرون.ما شاهدته أكثر من مرة أن الحفلات أمام الاتحادية تبدأ بتسديد من 4 إلى 6 زجاجات بنزين وقطعة قماش على بوابة القصر واستفزاز رجال الشرطة وهذه اشارات البداية يتم بعدها بدء الحفل.من الممكن وقف تلك النوع من الحفلات فيما لو أردنا.. لكن يظهر أن هناك أطرافا ترغب فى وضع ديكور حار لشارع هادئ.. ربما تعيد لنا الذاكرة بأن الشارع أصبح عنيفا.. أو لبعث رسالة لصالح فريق ما يرغب فى تخويف الآخرين.
البلاك بلوك صناعة مجموعة تسعى لسرقة مصر لا يهمها حرقها أو حرثها.. ومن الواضح أن الخطة معروفة.. والاطراف معروفين وما نراه هو سيناريو هابط بين جميع الأطراف.. الشرطة فى مصر ـ الآن ـ لا تجد تعاطفا من أى طرف.. هى لا تعلم كيف ترد على من يرتكب الاخطاء.. لكن فى نفس الوقت لدى يقين بأنها قادرة لو أرادت لحسم الكثير من الامور.. البسطاء من الشعب «زهقوا من الاتهامات المتبادلة.. الحوارات الإعلامية التى تشبه فقاقيع الصابون..لا يتذكرها أحد فى الصباح.. الأخبار التى أصابتنا بالكآبة.. ومع الاسف ليس هناك ضوء.. من لم يمت بالخرطوش والرصاص أمام الاتحادية أو فى محيطها.. الخطة أن يموت منتحراً.
[email protected]