
كمال عامر
جنوب الوادى فى توشكى
تعالوا نتفق أن الزراعة هى أهم القطاعات المطلوبة لتأمين «قوت المصريين».تعالوا نتفق أن الاستثمار فى الزراعة ذو عائد بطىء.. وهو ما يدفع معظم المستثمرين للابتعاد عنها.تعالوا نتفق أن تفتيت الملكية أضر بالعملية الإنتاجية.تعالوا نتفق أن الدولة لا تقدم الخدمات اللوجستية للمزارع على الأقل ليطور نفسه وزراعاته واختيار المناسب منها.تعالوا نتفق أن التصدير فى الإنتاج الزراعى هو عملية فردية واجتهاد شخصى من الفلاح أو التجار.تعالوا نتفق أن الدولة تقدم رشاوى للفلاحين قبل الانتخابات لكنها لم تبحث عن حلول لمشاكله التاريخيةوأيضًا نتفق أن الزراعة الحقيقية لم تعد تجذب إلا شريحة بسيطة من المستثمرين وأن معظم المشروعات الزراعية فى سيناء أو توشكى وشرق العوينات وغيرها لا تجذب أحدا.
فى توشكى إمكانيات ضخمة للاستصلاح والزراعة وإقامة صناعات زراعية ومجتمع متكامل ودائم.. المياه موجودة.. والأرض وإن كانت تحتاج إمكانيات وأموالا إلا أن استصلاحها وزراعتها وإنتاجها مضمون. لكن الخلاف السياسى على صاحب فكرة المشروع وهو الرئيس السابق «مبارك» كان حجر عثرة أمام تنفيذ البرنامج والغريب أن وزراء حكومة د.أحمد نظيف حاربوا المشروع وكادوا أن يقتلوه.. بالإضافة إلى عدم فهم وإدراك البعض منا لخصوصية وصعوبة الاستصلاح والزراعة وهو ما دعا عددا من غير المدركين بمطالبة، والوليد بن طلال بعودة 75 ألف فدان للدولة من حصة الـ 100 ألف التى سبق أن تم تخصيصها. برغم أن عقد الوليد قانونى إلا أن الرجل طواعية أعاد الـ75 ألف فدان للدولة التى لم تجد أى مشتر لها برغم طرحها فى مزاد ثلاث مرات. وهو ما يؤكد ما نشرته من قبل بأن خطأ قد حدث وجريمة بسحب الأرض من الوليد بن طلال. والخاسر مصر لأن الرجل أنفق ما يقرب من مليار جنيه لاستصلاح وزراعة 8 آلاف فدان نظرًا للتكلفة العالية للاستصلاح وإقامة محطات الرفع.
توشكى تحتاج لرؤية جديدة وخطة عاجلة للانتهاء من المشروعات، لأن الزراعة لا تعترف بتأخير اعتماد الأموال.. ولا بخطط التقشف وإلا ضاع ما تم انفاقه.نا سعيد جدًا لأن وزير الاستثمار أسامة صالح عندما شاهد إنتاج القمح فى أرض شركة جنوب الوادى قال بصوت عالٍ أمام رؤساء الشركات فى اجتماع عمومية القومية للتشييد «دى المشروعات اللى لازم نشجعها.. مشروعات فيها أمل وفرحة بمستقبل جديد لكل المصريين. علينا أن نكرر التجارب المشرقة لشركة جنوب الوادى للتنمية فى توشكى ونساعد فى تكرار هذا الحدث المهم فى الشركات الأخرى.
كانت هناك ترجمة واضحة من جانب قيادات القومية للتشييد والبناء مهندس صفوان سلمى رئيس مجلس إدارة الشركة ومهندس يوسف الشيخ ومهندس أحمد فؤاد نائبى رئيس القومية بزيارتهم وتفقدهم للأراضى المزروعة فى توشكى.. قيادات القومية للتشييد. وفى قرارات فورية مع رؤساء الشركات والعاملة بالمشروع لم يتركوا مشكلة أثارها عامل أو رئيس شركة إلا وأصدروا قرارات فورية بالحل.. وأثناء الجولة أصروا على مشاهدة كل فدان من أرض جنوب الوادى.. المستصلح والمزروع حتى أفدنة الاستصلاح.
لم يهتموا بالعاصفة المرعبة التى كادت تطيح بالسيارات ومنعت الرؤية تمامًا وهى المرة الأولى التى أرى فيها عاصفة رملية.. برغم أن مؤشرات حدوثها كانت معروفة إلا أن قيادات القومية للتشييد ورؤساء الشركات العاملة فى توشكى لم يهتموا وأصروا على تفقد أرض جنوب الوادى للتنمية التى بدأت فى استصلاحها.إدراك صفوان سلمى رئيس القومية للتشييد والنائب الأول يوسف الشيخ والنائب الأول أحمد فؤاد، بضرورة التواجد فى مواقع العمل لرؤية الأمور على حقيقتها أعتقد لو أن كل مسئول فى مصر أدرك ذلك على الأقل لتم حل المشاكل والأهم أن اقتراب المسئول من دولاب العمل وإذابة الحواجز كلها أمور ترفع روح العمال والعاملين وتزيد من شعبيته.
[email protected]