الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الشيخ.. الطيب

الشيخ.. الطيب







 
 
 
سيطر الإخوان المسلمين على الحكومة ومنصب رئيس الجمهورية وهو ما نطلق عليه النصف الأول من إدارة البلاد.
هذه التفصيلة لا تكتمل إلا بعد السيطرة
 على النصف الثانى.. الإخوان المسلمين بدورهم اشتهروا أو ارتبط اسمهم وعملهم بالدين والتدين.
إذا عيونهم على النصف الثانى لاستكمال السيطرة وتكريس الأخونة.. النصف الثانى من المعادلة فشل الإخوان فى الاستحواذ عليه.. هذا الفشل على الأقل وراء تعطيل حسم الكثير من الأمور بل أراه مازال شوكة فى ظهر الإخوان.
النصف الثانى من معادلة إحكام السيطرة على البلاد هو الأهم والأخطر وهو الأزهر الشريف أو بلغة أسهل الجهة التى ترعى الدين وتحافظ عليه.. ابتعاد سيطرة الإخوان عن الأزهر أصاب الإخوان المسلمين بأضرار واضحة وبمرور الوقت أصبح الأزهر هو شوكة فى حلق الإخوان المسلمين والإخوان من ناحيتهم تصوروا أن السيطرة على الأزهر ستحدث دون معارك ومع مرور الوقت.
 الإخوان فلسفة عملهم الدين والتدين وبدون السيطرة على من يلعب فى تلك المساحة أو يحكمها ـ الأزهر ـ لن تكتمل لهم عملية حكم مصر.. الأهم أن الإخوان المسلمين وبعد سيطرتهم على النظام السياسى ونظرا للمشاكل التى تواجههم من المعارضين أو الشارع حاولوا البحث عن النصف الآخر لتعويض الخسارة من التى لحقت بهم فى البزنس السياسى!
الإخوان المسلمين لديهم رغبة قوية فى التحكم بالإرشاد الدينى و ـ الأزهر ـ لتكتمل لهم السيطرة على مصر والشعب المصرى.
فى غياب التحكم فى عملية الإرشاد الدينى خسر الإخوان الكثير من المواقف وقد استشعروا خطورة تأجيل أو تباطؤ الاستحواذ على هذا العنصر.
ولأن الأزهر ـ الارشاد الدينى ـ ازدادت قوته وبرز كقوة مهمة فى المعادلة السياسية أو وقف زحف الإخوان المسلمين على أوجه الحياة ومع التنسيق الواضح بين المعارضة للإخوان المسلمين والأزهر استشعر الإخوان ضرورة غزو الأزهر وتأميم عملية الإرشاد الدينى بعد أن أيقنوا صعوبة الإبقاء على الأزهر بعيدًا عن الأخونة.
الإخوان المسلمين وضعوا خطة أخونة الأزهر.. متصورين أن الأمر سوف يمر كما حدث فى معارك أخرى.. لكن اتضح أن الشيخ.. الطيب وهو شيخ الأزهر رجل قوى كشخص ويقود مؤسسة قوية أرى أنها استعصت على الإخوان.
الصراع بين الإخوان المسلمين والأزهر ـ كمؤسسة دينية نالت احترام كل المصريين والمسلمين ـ بدأ يشتد.. ففى الوقت الذى يواجه الإخوان المسلمين الكثير من المشاكل والصعوبات فى إدارة الدولة أو ترويض المعارضة وكسب الشارع ازداد التفاف المصريين حول الأزهر كمؤسسة وشيخه الطيب بل امتد هذا الاحترام الأزهر والالتفاف حوله إلى خارج حدود مصر وهكذا أصبح الأزهر كمؤسسة دينية وشيخه هو الإنقاذ للإسلام والمسلمين أمام تيار اتضح أنه يسعى للاستحواذ على البلد مهما كلفه الأمر.
قوة الأزهر زادت وبدأ المصريون يلتفون حوله ويتحضنون به وليس بغريب أن المعارضة نفسها وجدت فى الأزهر عونًا، وعندما زار الطيب السعودية ثم البحرين والإمارات ورد الفعل من زيارة الشيخ.. الطيب عالميا ومحليا. كلها أمور أزعجت بالتالى الإخوان وسحبت من رصيدهم حيث جرد الأزهر الإخوان المسلمين من أهم أسلحتهم التى طالما تغنوا بها وهى الإرشاد الدينى أو الدعوة. حيث اتضح إنهم يستغلون الدعوة لصالح تحقيق هدف الجماعة الواضح وهو التمكين!
الأزهر أزعج الإخوان المسلمين وحاصرهم داخليًا وخارجيًا.. ومن هنا بدأ حكماء الإخوان فى البدء بتنفيذ خطة الاستحواذ الثانى على الدعوة الإسلامية والأزهر.. ومرة بالتشكيك فى الشيخ..الطيپ.. مرة فى تشويه صورته داخل التأسيسية وآخرها ما حدث فى جامعة الأزهر من مؤامرة تسمم عدد من الطلاب.. والذى تزامن مع قيام طلاب الإخوان برفع لافتات ضد الشيخ.. الطيب.. ومهاجمته وعندما ايقنوا أن الشيخ.. الطيب مُحصن واحترام المسلمين بالعالم دفعوا بالشباب من طلاب الجماعة لعمل سيناريوهات وتآمرية لعل وعسى!
المشهد مؤلم والتدابير ساذجة.. والسيناريو ردئ والمحصلة أن الإخوان المسلمين خسروا الكثير فى معركتهم مع الشيخ.. الطيب والأزهر.. وأعتقد أن مارثون الصراع بين الإخوان ومحاولتهم السيطرة على الأزهر لن ينتهى.. أرى أنه بدأ فقط.. لأن قوة الأزهر أمر يزعج الإخوان المسلمين طالما أنه منبر حر.
الشيخ.. الطيب.. نجح بامتياز فى قيادة الأزهر.. وأعتقد الأزهر لن يسقط فى يد الإخوان المسلمين.. سيظل حكمهم لمصر منقوصا وغير مكتمل.. لأن الأزهر حرًا.