
كمال عامر
الأقباط
▪ منذ أن أدركنا معنى الحياة.. ولم ألتفت إلى عملية مسلم ومسيحي.. لم أتوقف عند الاسم أو المهنة أو الديانة.فى العمل العلاقة منسجمة.. ابتسامة الإخوة المسيحيين وتبادل النكات والآراء والسخرية من كلمة هنا واتهام هناك.. أمور عادية.فى بداية الحياة تعجبت عندما قال صديقى المسيحى عن الفتنة الطائفية.. وظل فؤاد الكدوانى المدير العام الأسبق بهيئة الآثار المصرية صديقاً وفياً لي.. نتقاسم النكتة والحلم والأمل.جارى المسيحى صاحب الابتسامة أشرف بطرس الجميلة ووالد صديقة ابنتى إسحاق الغرباوى الذى لا يترك مناسبة لى ولأسرتى إلا وكان هناك.
الإخوة الأقباط شركاء لنا فى الحياة فوق تراب مصر وأعتقد أن لا أحد منا كمسلمين رفض ذلك وإذا كان هناك بعض المتطرفين ضد هذا التعايش فالأمر هنا عادي حيث هناك تطرف إسلامى ضد المسلمين أنفسهم.. انكسرت كل المحاولات للنيل من العلاقة القوية بين المسلمين والمسيحيين!أحد الإخوة المسيحيين بالعمارة توفى الأسبوع الماضى وكنا نطلق عليه مستر لويس إدوار وقد كان المقرب لي، نتبادل الأفكار ويحمل لى أخبار العالم من خلال ابنه المقيم بإسبانيا.الجار لويس له رؤية ويملك حكمة وانزعج جداً من العنف فى الشارع.. وعندما مات افتقدته وذهبت وزوجتى إلى منزله للعزاء.
اللواء رفيق أسعد جارى فى جراج السيارة أحمد وجمعة وصفوت يحملون بيننا الإعجاب والاحترام.إسحاق الغرباوى رجل مسيحى مهموم بالشأن المصري.. لم أسمع منه كلمة عن التعصب ولا مجرد فكرة.. صديق للجميع مهموم بمصر ومشاكل المسلمين.الأهم أن معظم هؤلاء الإخوة المسيحيين صداقاتهم مع المسلمين أكبر من أصحاب الديانة المسيحية.. الغرباوى وابنته كارول وزوجته غادة أسرة مسيحية لم أر فى تعاملى معها أى تعصب، وأحرص فى كل عيد أو مناسبة على طرح الأسئلة التى تراودنى على الإخوة المسيحيين بسماحة واحترام.
مهندس خالد نجيب يعمل فى قطر.. صوته يصل إلى فى كل مناسبة للاطمئنان على أسرتي.. وكأنه يعيش معي.. أثناء حفلات الشعب أمام الاتحادية ومع المولوتوف والخرطوش والقنابل يصلنى صوته.. صارخاً.. أولادك.. انت فين.. الضرب بعيد عنك!!.. نعم هم جزء مهم من الحياة.. استغرب من الأخبار التى أقرأها بشأن الفتنة.. ولأننى متأكد بأن هناك من يرغب فى الوقيعة بيننا والإخوة المسيحيين الأمر يستحق الانتباه.
أنا هنا أكشف عن شخصيات أتعامل معها دون أى تعصب.. يحمل كل منا للآخر الحب والاحترام.. لم أواجه أى مشكلة مع أولادى فى الجامعات والمدارس لم أسمع شكوى منهم ضد مسيحي.. بل إن لكل منهم مجموعة أصدقاء منهم.إذاً مصر آمنة وستظل لأن المسلم والمسيحى «يد واحدة».. قلب واحد.. ويعيشون أملاً واحداً.. لم نعرف الفتنة.. لكن علينا أن نتوقف عند الخلافات الإسلامية - الإسلامية.. مسلم قتل مسلماً.. أو سرق مسلماً لا أحد يهتم.. لكن الإعلام يقوم الدنيا ولا يقعدها عندما يحدث أن يعتدى مسيحى على مسلم.. أو مسلم يسرق أو يقتل مسيحياً.
فى المجتمعات المفتوحة كل الأمور عادية.. وعلى المتلقى لتلك الأخبار أن يعلم بأن كل ما يحدث من مشاكل أو خلافات أمور عادية.. التعصب ينشئ تعصباً.. والمسلم إذا تعصب ضد مسيحى فهناك أيضاً تعصب مسيحى ضد تعصب إسلامي.. لا خوف على مصر من ذلك.. لكن فى الآونة الأخيرة وجدت كباراً يصطنعون الخلافات مع المسيحيين للحصول على تأييد أو مكانة وهذه هى الخطورة.. هناك من يلعب بورقة مسلم ومسيحى وأعتقد أن النار سوف تحرق صاحب هذه «اليد» مهما طال الزمن.. مصر لكل المصريين.. التاريخ يقول ذلك والإسلام والمسيحية أيضاً.لن يبنى مصر إلا مقاول مسلم ومقاول مسيحى ولن يعمرها إلا طبيب مسلم وطبيب مسيحى ولن يعلم أولادنا إلا معلم مسلم ومعلم مسيحي.كفاية وحرام عليكم يا أهل الفتنة.. ارفعوا أيديكم عن المصريين مسيحى ومسلم.
[email protected]