
كمال عامر
أسامة كمال وزير بترول سابق!
■ التغيير الوزارى كان له رد فعل يتفق والخريطة السياسية الموجودة.. المعارضة ترفض والحكومة تبرر.. التيار الإسلامى يرحب علناً ويهاجم سراً.. وتظل العملية تدور حول اعتذار من هم أولى بالوزارة خوفا من غضب الشارع أو الاحتقان السياسى.. أو على الأقل خوفا على مستقبله حيث إن المعوقات الموجودة أكبر من برامج الحل وهو ما يعنى «حرق الوزير».
العمل العام ـ الآن ـ مشكلة.. وبالطبع أشفق على أى مسئول يتولى منصبا.. التقييم دائما على هؤلاء غير عادل مهما حقق من انجاز.الوزير الذى ترك منصبه ليس لأنه لم يحقق أو فشل.. بالعكس أرى أنه شخص شجاع غامر بسمعته وحاول فى حين أن هناك من هرب من المسئولية.أنا أتصور أن الإخوان المسلمين عندما فشلوا فى جذب المعارضين لهم لتولى حقائب وزارية عملوا على تعميق الألم لخصومهم واختاروا الإخوان وزراء أو على الأقل من هم الأقرب لهم.
وزير البترول السابق أسامة كمال بذل جهداً واضحا فى لم شمل القطاع وإنقاذه من حالة العبث والتدخلات وحاول علاج أزمة هروب الشركاء الأجانب.. دفع أسامة كمال ثمنا باهظاً نيابة عن الحكومة والإخوان عندما قام وحده بتسويق خطط البنك الدولى بشأن تحرير سعر الطاقة.. أسامة كمال رفض أن يصرح بأن مشاكل قطاع البترول التى تواجهه ليست من صنع قطاعه.. بل نتيجة تصريحات منفلتة من وزراء فى حكومة قنديل قاد كمال بشجاعة فائقة خطط الحكومة لترشيد الطاقة والمنتجات البترولية.. وتدارك المواطن أن هناك من يسرق قوته وأن دعم المنتجات البترولية لا تذهب إليه بل للأغنياء.
أسامة كمال دفع فاتورة الحكومة والنظام السياسى بشأن عدم وجود سيولة مالية لشراء البوتاجاز أو السولار والبنزين وهى تقارب 51 مليون دولار يوميا.. تحمل سخافة الكهرباء عندما حملت البترول أسباب قطع التيار الكهربى بحجة نقص كمية الغاز الموردة للكهرباء فى حين أن وزارة الكهرباء لم تجد أموالا لاستيراد السولار لتشغيل تلك المحطات فلجأت للحل السهل بالسطو على الغاز مشكلة معقدة معروفة.. أسامة كمال وزير البترول السابق تحمل كل أكاذيب الوزراء بشأن السولار والبنزين والبوتاجاز.
أسامة كمال حاول أن يجد حلا لمشكلة هروب المستثمرين الاجانب وعدم حصول الشركاء على دولاراتهم.. وقد فعل ذلك وحده دون أدنى مساندة لا من مرسى أو قنديل لم يكتف أسامة كمال وزير البترول السابق بالفرجة على ما يحدث فى قطاعه كلما فعل وزراء آخرون من هنا حاول إحياء خطة استثمارية للبتروكيماويات كانت موضوعة منذ سنوات.. وعطلتها الثورة والاحداث السياسية والانفلات الأمنى.. وبذل جهدا مضاعفا لأن يكون قطاع البترول بعيدا عن النيران الصديقة أو من جهات أخرى.. إذا كان أسامة كمال من سوء حظه أن طموحه أكبر من الامكانيات الموجودة وهو ما جعله يبذل معظم جهده فى الترويج السياسى لحكومات الاخوان والنظام السياسى وهو خطأ لأن أسامة كمال برغم مواظبته على الصلاة والصوم إلا أن الاخوان لم يغفلوا عن مصادرة طموحه وظهوره الاعلامى المتكرر وتقديم نفسه على أنه وزير الانقاذ لمشاكل الوطن.. الإخوان لم يغفروا لوزير البترول السابق منعه للعبث بقطاع البترول من أى جهة وغيرته على العاملين ومحاولته وضع قواعد إدارية عادلة، أسامة كمال أراه عضوا فى البرلمان القادم ورئيسا للجنة الاقتصادية فيه.. فهو بالفعل يمكنه أن يمنح هذا المنصب الكثير من الأفكار.
خسارة فالاخوان يفضلون الوزير الملاكى.. والذى يلتزم بالسمع والطاعة.. وأسامة كمال برغم تدينه الواضح.. فقد رفض ألا يسمع إلا ضميره.. وألا يوافق أو يطيع إلا ما يراه لمصلحة قطاعه ووطنه وأجد أن الجميع بدأ ينفض من حوله.
[email protected]