
كمال عامر
معارضة حائرة!
▪ المعارضون للإخوان المسلمين لا يجيدون إلا الكلام والخناقات أمام كاميرات الفضائيات والأهم أن الخلافات بين المعارضين بعضهم وبعض أعمق من خلافهم مع الإخوان ولو استمرت المعارضة على خطتها الحالية بالمقاطعة مع التركيز على المؤتمرات الصحفية دون الشعبية سوف تجد نفسها بعيدا عن المشهد السياسى وأن الإخوان بالفعل «ركبوها» بالصندوق الشفاف وليس المختلف عليه.
لو المعارضة بالفعل عندها عقل عليها أن تتحد وتوحد جهودها فى قوائم واضحة لانتخابات البرلمان.. على الأقل لنعرف حجمها الحقيقى بالتالى التعاطف الدولى سينعكس على تلك النتائج ثم سيتم حسم عملية من له الغلبة والشعبية!
والعملية تحتاج إلى جلسات عمل وتنظيم بقلوب صافية ثم الإعلان الآن عن توجهها وكيفية عملها.
على المعارضة التوقف عن أسلوب نقل المعارك إلى الفضائيات فقط دون أى تحرك مع الشارع.. نعم الفضائيات تصنع موقفاً بين النخبة.. لكنه مؤقت!
أتابع بدقة تفاصيل البيانات والاجتماعات للمعارضة.. ولم أرصد إلى الآن أى حركة للأمام فى سبيل تكريس دور المعارضة فى الشارع وبالتالى فى الحياة السياسية.. على المعارضة المصرية أن تبرهن للناس عن قدرتها فى معالجة الأمور بوطنية.. لأننى أرى فقط أشخاصاً يبحثون عن أدوار وأيضاً شخصاً أو اثنين منهم يبحثون عن الخير للوطن.
المعارضة المصرية فى مأزق.. هى تنتظر عوامل خارجية أو داخلية بعيداً عنها لمساعدتها فى حسم الخلاف مع الإخوان وهى عملية خطرة خاصة أن تلك الجهات بالطبع تنظر لحجم وقدرة المعارضة على تغيير الأوضاع بالطرق المتعارف عليها.. والمعارضة فى مصر - الآن - تسعى جاهدة للطريق السهل لحسم الصراع لصالحها لعدم وجود ما لديها إلا أن الأمر لا يؤكد أن ذلك ممكن.. فالتغيير يجب أن يكون ببصمات صاحبه وليس اعتماداً على الغير.
حتى الآن الإخوان يسيطرون على الحكم.. والمعارضة تسيطر على الإعلام.. والإخوان يحققون الفوز بالنقط.. والمعارضة تواجه الخسائر بمزيد من الخسائر وهو ما يؤكد عدم امتلاك المعارضة للخبرة أيضاً فى هذا الصراع.
على المعارضة فى مصر ألا تنتظر قراراً من أوباما أو أوروبا أو صندوق النقد الدولى بمنحها سلطات ومناصب.. عليها أن تعتمد على نفسها لتحقيق ما تريده.
ما أراه الآن فى الشارع السياسى منظر عبثى.. محاولات متواضعة التأثير.. الأهم أن قيادات المعارضة تفقد يومياً من رصيدها.. والحل الاتفاق الآن وليس بعد ساعة على توحيد الرؤية من خلال خطة عمل.
▪ التظاهرات أمراً مهماً فى عملية الحشد والتعبير عن الغضب.. أعتقد أن الخروج إلى تلك المظاهرات راجع إلى احتقان شخصى.. وليس جماعي.. وقادة الإنقاذ لا يمكنهم الحشد ولا يملكون القدرات لذلك.. الإخوان يحشدون بالأتوبيسات والوجبات الغذائية وأحياناً بدل سفر.. والإنقاذ أيضاً يحشدون وهناك عدد منهم يتحمل نفقات عدد محدود ممن يرفع شعارات أو صور لأشخاص.. أى الدفع لمن يحمل الاسم أو الصورة وقد شاهدت كل هذه المشاهد بنفسي.. وقد تأكدت أن لا أحد يخرج إلى التظاهرات إلا بمقابل واضح وصريح!
الإخوان والإنقاذ يدفعون الرشاوى من أجل صورة تليفزيونية لمليونية.. خلاص وصلنا للربع النهائى من الفيلم الهابط وعلينا أن تتعاون للبحث عن حلول.. لأن استمرار الوضع الحالى خراب للمصريين قبل القيادات.