
كمال عامر
إنقاذ.. الإنقاذ
■ الجمعة الماضية وفى نفس المكان وتحت عنوان «معارضة حائرة» قلت فيها حرفيا على المعارضين للإخوان أن يتحدوا وينسقوا فيما بينهم واختيار قوائم لخوض انتخابات البرلمان.
أيضا قلت إن رهان المعارضة على الجيش المصرى أو أمريكا أو البنك المركزى الدولى أمر لن يحدث إلا بعد أن تقدم نفسها للداخل والخارج.
طالبت الانقاذ بعدم المقاطعة لأى حوار أو انتخابات.. تصوروا لو أن هناك داخل الشورى عشرة أو عشرين معارضا كانوا زمانهم فرشوا الملايات والأهم جذبوا الانتباه وفضحوا خصومهم بشأن تمرير أو سلق القوانين.
وعلى المعارضة ألا تقاطع الانتخابات القادمة لو فعلت ذلك سوف تتلاشى وستصاب بالكثير من الاخطار والضرر.
المعارضة الآن تحتاج لمساندة الشعب والشرطة والجيش.. المساعدة هنا ليست بانقلاب.. لكن فى حدود استعراض القوة.. وتلك العناصر تحديداً لا تحترم الضعفاء.. وهى كما أعلنت تنحاز للشعب.. وهذه الكلمة تعنى أن ضرورة تلاحم المعارضة مع الشعب وكسب ثقته وهى مهمة لا أراها الآن فى خطط المعارضة والتى تتخذ الاسلوب الاسهل فى التواصل مع الشعب عن طريق الفضائيات!!
عندنا تجربة فى السودان.. المعارضة السودانية قاطعت الانتخابات والاجتماعات.. والنتيجة انفراد الإسلاميين بالحكم فى غياب تام للمعارضة.. وأعتقد أن الانتخابات الشفافة هى التى حسمت الموضوع لصالح الإسلاميين!
الأهم أن زعماء المعارضة بالسودان لو خاضوا الانتخابات الآن لن ينجحوا.. لأن الشارع بدأ يلتف حول مصالحه ثم إن انحسار المعارضة وتراجعها يترك الخيار أمام الحكومة والنظام للاستحواذ على كل الأمور.
المعارضة فى مصر تواجه ظروفا صعبة.. والمشاكل بين قياداتها أكبر وأعمق من مشاكلها مع الإخوان.. ثم إن الإخوان لن يتركوا المعارضة متماسكة سوف يصدرون لها الانقسامات بكل الطرق كما فعلوا مع السلفيين عندما استشعروا أنهم خطر عليهم!!
المعارضة فى مصر فقيرة ولا تملك خبرة تتيح لها التواصل والاستمرار ولا امكانيات ورغم تعاطف الاعلام معها.. وجهات أخرى إلا أن هذا التعاطف لن يستمر بل سيضعف بمرور الأيام هكذا هى التجارب..
إذن الحل.. أن تلغى المعارضة كلمة المقاطعة من كل خططها.. وأن تعلن من الآن خوضها الانتخابات المقبلة على الاقل ليبدأ الشعب الاهتمام والمواصلة.. ولتظهر المشاكل مبكرا لوضع حلول لها.
المشاركة هى الحل.. شعار يجب على المعارضة أن ترفعه وتلتزم الانسحابات لا تفيد.. الناس الآن لا يتذكرون من انسحب ولماذا؟.. أنا غيور على بلدى.. أريد معارضة قوية على الاقل لتوضح سلبيات القرارات.. المعارضة من داخل البرلمان أقوى 5 مرات من المعارضة حول أسواره حتى لو بالمولوتوف العالم لا يحترم المقاطعين.. والشعب ايضا أنا شخصيا أؤكد للمرة العشرين.. لو استمرت المعارضة فى المقاطعة سوف يفوز الاخوان بالصناديق الشفافة ودون جهد وبالتالى لن ينفع الصراخ ولا الدموع وستفقد المعارضة كل مؤيديها.
بالفعل لدينا عشرات الأحزاب.. وعشرات الآراء.. وعشرات المشاكل.. وهى أمور عادية ولكنى أرى أن لا أحد مهتم بحلول.. حكومة ومعارضة.. الحكومة تحاول.. والمعارضة تحاول المعارضة وما بين الطرفين يقف الشعب حائراً ينظر مرة للحكومة ومرة للمعارضة هو يستنجد بأى منهما لمساعدته.. المعارضة تطارد الحكومة.. والحكومة بتلف حول نفسها لوجود ظروف معاكسة متنوعة تبطئ من عملها أو تعطل العمل تماما والحل؟
أكثر من مرة المشاركة.. أو تقاسم السلطة أو تحت أى مسمى.. عاوزين الحكومة والمعارضة معا.. وقتها سنقف ونهتف حكومة ومعارضة إيد واحدة.. فهل نبدأ؟