الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ماذا تفعل لو كنت رئيسا!

ماذا تفعل لو كنت رئيسا!






■ فى جلسة مع الأصدقاء.. قال لى أحدهم: ماذا كنت تفعل لو أنك رئيس لمصر بشأن خطف الجنود المصريين؟لم أتصور أن أكون رئيسا.. وأيضا حاولت أن استجمع قواى.. لأن هناك فارقًا بين أن تكون كاتبا حراً تكتب ما تريد فى الوقت الذى تريده دون اهتمام لرد الفعل.. وأن تكون رئيسا يتابع العالم ويحسبلك كل خطوة.. بل أيضا هفوة ويعد عليك دقات قلبك!!
قلت: أولا أترك الملف كله للقوات المسلحة للتعامل والإعلان وتحمل النتائج.. خاصة أن انتماء الرئيس مرسى للإخوان المسلمين وطبقا للتسريبات الموجودة أن الخاطفين هم جناح إسلامى أى منتمن إلى التيار الدينى سواء كان متشدداً أوغير ذلك وهو ما يستشعر به الرئيس مرسى الحرج الشديد.. فالرجل لو أمر بتحرير الأسرى عسكريا سوف يجد نفسه والإخوان فى تصادم مع التيار الدينى المتعاطف مع المتشددين وأقل تهمة تسدد للرئيس أنه خائن للعهود التى قطعها والتيار الإسلامى سواء لمساندته والإخوان فى الكثير من المواقف.
الرئيس مرسى هنا واقع فى حيرة ما بعدها حيرة وقد تجسد هذا الواقع فى أول بيان من رئاسة الجمهورية حيث أكد بالمحافظة على أرواح المختطفين والخاطفين وهو ما أزعج القوى المعارضة بشدة حيث لم يفرق الرئيس مرسى بين المجرم والضحية.. برغم أنه تدارك هذا الاعتراض فى بيان آخر.
إذا الرئيس مرسى والإخوان أمام مشكلة واضحة الخروج منها بخسائر مباشرة وفورية ومن الملف أن هناك الكثير من الإسلاميين ممن ساعدوا الإخوان فى المواقف السياسية تؤيد الخاطفين ونعترض طريق التحرير العسكرى إذن الإخوان والرئيس فى ورطة ما بعدها ورطة.. الشعب المصرى يغلى.. والرئيس يعانى من الاصدقاء قبل المعارضين له.
وأضفت للاصدقاء.. الإخوان والرئيس حاولوا التدخل بكل الطرق لوقف لجذب أنظار المصريين بعيدا عن نظرية الثأر من المجموعة التى اغتالت الجنود المصريين فى رفح.. وبرغم أن الأصابع تشير إلى تورط حماس بمعرفة القتلة ودوافعهم إلا أننا لم نسمع كلمة أو موقفاً يجسد لنا كمصريين أن الرئيس مرسى وجه اللوم لإخوان غزة أى حماس وهو هنا اشترى حماس وباع دم الجنود.. هذا هو ما يتردد فى الشارع المصرى.. الصمت الإخوانى زاد من حجم الشائعات المتبادلة حول المذبحة لدرجة أن البعض قال وبوضوح إنها تدبير من التيارات الدينية للتخلص من المشير وعنان!!
قلت: لو كنت من مرسى لتخلصت من تلك الشائعات فوراً.. وخرجت إلى المصريين شارحا لنا ماذا فعل أو يفعل بشأن مجزرة رفح! ومن هم المتورطون.. أعتقد أن المجموعة التى تغضب من صراحة مرسى من التيار الإسلامى المتشدد المتعاون مع الاخوان أقل عشرات المرات من مصريين سيلتفون حول مرسى من المعارضة.
فى عملية الخطف الأخيرة من الواضح طبقا لما هو معلن أن تيارات إسلامية وراء ذلك.. والدليل الانقسام حول العملية ما بين مطالب بالتعامل بحزم ـ حزب النور. وآخرين مثل الإخوان والجهاديين وغيرهم ممن يتحسسون المواقف خوفا من انقلاب المتطرفين الإسلاميين ضدهم وظهور قواعد جديدة للعبة السياسية.
أضاف صديقى: يعنى هتعمل إيه؟
قلت: مرسى أمام خيارين إما أن يستسلم ويمنح الجيش الملف ويتراجع وهو هنا سوف يخسر سياسيا.. بل لا أبالغ إذ قلت أن الرجل أصبحت حياته مهددة.. ليس من المعارضة.. بل من التيار الإسلامى المتشدد!!فى هذا التوقيت سيتفهم المصريون أن مرسى لا يتستر على حماس أو أى تيار إسلامى آخر تكفيرى أو جهادى.
على مرسى أيضا أن يشفى نار المصريين ويتراجع عن ملف تحقيقات مجزرة رفح ويعلن أن الملف والتحقيقات لدى المخابرات الحربية أو القوات المسلحة المؤاءمة السياسية والتستر على المواقف أمر موجود فى السياسة.. لكن التستر على دماء.. ودماء جنود من الجيش جريمة وخيانة عظمى وسوف يدفع المتورط فيها الثمن ـ وهى عملية وقت ـ مهما كان منصبه!! كرامة الجيش تهم مرسى والإخوان قبل المسيحى والانقاذ والسلفيين والكل.. هذه الكرامة هى التى تحمى مصر من مصير العراق..!!

 [email protected]