
كمال عامر
الخاطف والمخطوف!
تم الإفراج عن الجنود المصريين المختطفين.. الجيش لم يعلن المسئول عن عملية الخطف.. والرئيس سعيد لأنه نجح فى أن يكون الخاطف والمخطوف براءة وأحراراً وهى إشكالية ليس لها حل. فى البداية أعتقد أن سلامة المخطوفين كانت فى مقدمة طلبات الجميع.. والحمد لله حدث ذلك.من حق الجميع طرح سؤال: ماذا عن الخاطفين؟ وكيف تم إطلاق سراح الجنود، ومن الذين تحدثوا باسم الخاطفين!هذه أسئلة عادية مطروحة.. ويجب التأكيد على أن هناك تبريرات لكل من انزعج من جراء الخطف والتستر على الخاطفين.
فى المؤتمرات الصحفية.. لم نسمع إجابة لسؤال: من الخاطف وماذا ستفعل الدولة السؤال مُهم ونتيجة شعور غاضب من المواطن المصرى تجاه عدم الإعلان حتى الآن عن أسماء قتلة الجنود المصريين فى رفح فى رمضان الماضى.المصريون سعداء للإفراج عن الجنود السبعة.. وأعتقد أن سعادتهم ستتضاعف ويزيد فخرهم بمصريتهم عندما يعلمون أيضا أسماء قتلة الجنود والخاطفين ومعاقبتهم، أما ما يحدث فهو زفة إعلامية لتسويق أفكار بعيدة كل البعد عن الموقف والأزمة.
الأهم أن التسابق نحو تعمير سيناء كلامياً أمر تعودنا عليه ثلاث مرات سنويا.. لأن تنمية سيناء مسئولية الحكومة والرئيس عليه أن يوجه ميزانية لذلك دون أن يكتفى بالكلام ثم لا نعلم حتى الآن لماذا استمرار المعاناة لسكان سيناء؟، وما التخوف من تنمية سيناء؟!الإفراج عن الجنود المخطوفين انتصار سياسى واضح.. مرسى حاول أن يقول «أنا أصدرت الأوامر.. والمخابرات الحربية وراء نجاح تحرير الأفراد.. العملية محدودة وليست بحرب أكتوبر.. وتسابق الجهات لتأكيد أنها وراء النصر».
أمر عادي.. لأننى أرى القوة فى إعلان القاتل والخاطف وهو ما لم نره من أى جهة حتى الآن.قاتل الجنود المصريين أعتقد أن مصر تملك أجهزة بعدد شعر الرأس للرصد والتجسس وهناك إسرائيل يمكن الاستفادة مما لديها من معلومات ووثائق فى هذه النقطة.. وهذا يعنى أنه من السهل تحديد على الأقل المشتبه فيهم بقتل جنودنا وخطفهم، ثم نبدأ التحقيقات، أما الآن فالموقف مؤلم جدا، على الرئيس مرسى أن يعلن للمصريين الجهات المتورطة فى قتل جنودنا برفح.. وأيضا من الذى خطف الجنود وماذا هو فاعل.
أنا لدى يقين بأن الرئيس مرسى على الأقل يعلم مؤشرات عن مجزرة رفح.. وهو الوحيد الذى لم يتحدث فى هذا الشأن على غير عادته، وهو ما دفع البعض بأن يتهم الرئيس بإخفاء المعلومات.نحن سعداء بما تحقق بشأن الإفراج عن الجنود المصريين؟، لكن من يضمن ألا تتكرر تلك العملية فى ظل التكتم الموجود حول العملية! هذا الغموض وراء الشائعات المثارة هنا وهناك.
[email protected]
القضية لن تغلق وسيظل ملف مجزرة رفح مفتوحاً، وستظل الشائعات تطارد كل مسئول طالما أن الحقائق لم يتم الكشف عنها.. وسيظل الإعلام يهاجم الرئيس مرسى ويضغط عليه حتى ينتهى هذا الملف.