
كمال عامر
الحل.. عودة مصر للعرب!
حياتنا كلها تمحورت حول خطابات مرسى وتحركات مرسى وأخطاء مرسى ومؤامرات الإخوان والبحث والتدقيق فى الأخطاء من وراء التصريحات أو العمل.. حياتنا أصبحت تدور فى فلك رد الفعل وكأننا استسلمنا لما يحدث ورضينا أن نقف فى موقف المتفرجين دون أى مشاركة فعالة فى الحدث!!
المعارضة بدورها كان لها تجربة مع المقاطعة وقد خسرت الكثير من النتائج كان من الممكن أن تحققها لو شاركت وهى تناور من أجل الضمانات.. نعم حقها لكن يجب الانتباه أن كوادرها لا يمكن أن تتلقى الأوامر وتنفذها عندما تقول المعارضة نعم للمشاركة.. وأخشى أن يكون قرارها فى الساعة 25 أى بعد نهاية الفيلم أو المسرحية أو اليوم.
أصبحت حياة المصريين روتينية جرائد تحمل لنا أخطاء القرارات والنتائج السلبية لقرار وزير أو مسئول.. وهو ما يزيد الغضب وأيضا يدفع الوزير أو المسئول للتقليل من الحركة.. حيث أصبحت الحركة مؤذية وليست بركة! ومعذور المسئول عندما يمتنع عن العمل والرجل بشر!!
ماذا يحدث أو سيحدث لنا؟
نعم نعيش أسوأ أيام حياتنا وهى أمور عادية طبقا للموقف المؤلم الذى يواجه البلد بشكل عام والأخطر ليس فى الأفق سرسوب ضوء وهى أزمة.
بدون شك دوائر دفع ضريبة الحدث اتسعت لتشمل العامل وبائع الجرائد وسائق التاكسى وكل الطبقة الوسطي!! هى أمور توقعناها منذ يناير 2011.
الحكومة بدورها تحاول أن تنجح لكن قوة الرفض للموقف بشكل عام قوى ومؤثر ومعه إعلام فضائى مساند وفى النهاية لا أحد فى مصر راضٍ عما حدث أو يحدث لنا باستثناء مجموعة من كبار الإخوان دون شبابها!! وبعض بهلوانات السياسة الجدد ممن لم يكن لهم صوت أو صورة من قبل!
السؤال: ماذا سيحدث لنا لو استمر الوضع الحالي؟
الإجابة: مصر ستفقد الكثير وسنخسر جميعا.. مؤيد ومعارض والأخطر ستزداد مشاكلنا فى العمل والشارع والمنزل!! وفى النهاية سوف يدخل قاموس الحياة المصرية جرائم جديدة وأساليب حياة عنيفة.مصر الآن محاصرة من الخارج والداخل.. الدول العربية علاقتنا معها شبه مجمدة بمعنى الكلمة برغم التصريحات الرسمية الوردية.. ليس لمصر صداقات حارة إلا مع قطر وأمريكا وحماس والرئيس مرسى يحاول كسر الطوق المفروض حول البلد بزيارات خارج الطوق إلى الصين وروسيا والهند والبرازيل.. وهى زيارات طرق أبواب للتعويض عن الحصار العربى الناتج المتنوع الأسباب لكن فى النهاية لا الصين استثمرت ولا البرازيل جاءت بالتجربة ولا الهند وافقت على نقل التكنولوجيا ولا روسيا فتحت أبواب الغاز!!
استمرار الوضع هكذا قد يسعد المعارضة والرافضين لحكم الإخوان أو المستبعدين من الحكم.. لكن إلى أى مدى يمكن أن يستمر هذا الوضع؟
وأعتقد أن زيادة التوتر أو استمرار ما يحدث سندفع كلنا الثمن ليس الإخوان أوالرئيس ولكن الإنقاذ قبل السلفيين أو الصوفيين.
على الرئيس مرسى أن يبدأ فى تقسيم الأدوار للم الشمل أعلم أنه يعانى والإخوان أيضا لكن هذه المعاناة ضريبة عادية لحكم بلد ضخم مثل مصر.. على المعارضة ألا تستنكر على الإخوان الحكم وعليها أن تتحاور حتى لو غاب احترام الاتفاقيات من جانب الإخوان لأن فى النهاية عدم الثقة من جانب الإخوان المسلمين تجاه الآخرين أمرا واضح ويجب التخلص منه.
الإخوان لديهم مشاكل مع الجميع.. وعليهم الانتباه أن الخلافات تعنى ثورة جديدة بجد وهم لا يرغبون ذلك.. وأيضا المعارضة عليها أن تستوعب ما يحدث وتتعامل مع المعطيات الجديدة.
أعتقد أن عودة العلاقات المصرية - العربية يجب أن تكون على رأس اهتمامات مصر كلها إخوان وغيرهم وإذا كان الإخوان قد ارتكبوا أخطاء تجاه هذا الملف فهذا راجع إلى انعدام الخبرة وهى أمور عادية لكن يجب تدارك الموقف وفورا.. من الممكن أن يختار مرسى لعمرو موسى لهذا الملف ويختار معارضين بجانب مؤيدين للتحاور مع الدول المحاصرة لمصر مثلما يحدث فى أمريكا لكن أن يتفرغ الإخوان لقتل خصومهم هذا أمر يلحق الضرر بالإخوان قبل المعارضة فهل نبدأ.. وبوضوح الدول العربية هى الحل للأزمات التى تواجهنا.. السعودية، الكويت، الإمارات أبرز المساندين لمصر يمكنهم لعب دور مهم فى إيجاد الحلول لأزمة مصر الاقتصادية علينا الدخول فى حوار جاد وهادف لعودة الدفىء لتلك العلاقة.
انتهى زمن العناد.. إغاظة دول الخليج بقطر أو إيران والعراق أمر لم يعد يجدى.. لا إيران دفعت ولا العراق جاء ببتروله وحتى لو حدث فهم يشترطون قبل الدفع.. مصر الآن تقف فى مفترق طرق.. وعلى الرئيس مرسى والإخوان إعادة مصر للعالم العربى فهى الأقرب لهم.