
كمال عامر
العالم يحاصر مصر؟
■ كيرى وزير خارجية أمريكا قال بوضوح فى أديس أبابا المساعدات المالية لمصر مقابل الإصلاحات السياسية.. دول العالم أصبح لديها قناعة بأن حكم مصر يجب ألا يقتصر على فصيل سياسى خاصة فى تلك المرحلة.. وقد يتبدل الحال فيما بعد!
دول الخليج بدورها تنتظر أيضا عودة الهدوء السياسى إلى مصر والسعودية والإمارات والكويت دول تحتاج لرسائل اطمئنان.. فى نفس الوقت العراق وليبيا وإيران دول مهمة نعم.. لكن لايمكنها التعويض وستظل مساهمتها بتروليا أو غير ذلك فى حدود!
إذا يجب على الإخوان المسلمين البدء فورا ودون انتظار فى إيجاد صيغ للتعاون مع القوى السياسية الموجودة فى صفوف المعارضة.. خاصة أن هناك يقيناً بأن الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها مصر وبالتالى الحصار الاقتصادى عليها قد يطيح بكل انجازات العملية السياسية.. مع التأكيد بأنه لا ديمقراطية فى ظل الفقر والمعاناة الاقتصادية.
سبق أن نبهت إلى أن سلوك الإخوان السياسى يتطور بالنسبة للتعامل مع المعارضة، لكنه بطئ للغاية وهو ما يجب أخذه فى الاعتبار.. وأعتقد أننى دعوت الرئيس مرسى للتنازل عن بلاعاته ضد الإعلاميين وباسم يوسف سواء عن طريق الرئاسة أو مؤيديها وعليه أن يفتخر أمام العالم بأن فى مصر باسم يوسف لا يترك كبيرة وصغيرة فى حياة مرسى إلا وانتقدها لو قال ذلك فى الدوحة ـ مؤتمر القمة ـ أو أثناء زياراته للخارج لحصل على تأييد واضح من الدوائر المهتمة بالديمقراطية والحرية.. لكنه كالعادة تنازل بعد فوات الأوان وبعد أن نال قسطا من الهجوم المتنوع، على الإخوان الانتباه إلى ضرورة أن يكون القرار فى الوقت المناسب وإلا فقد قيمته وقوته وهو ما يحدث بالنسبة للتقييم فى سلوكيات الإخوان تجاه المعارضة.
رسالة كيرى والعالم واضحة.. على الإخوان المسلمين البدء فى ادخال إصلاحات سياسية تؤدى إلى التوافق وهذا معناه التنازل للمعارضة وجذبها بمجموعة حوافز سياسية.. وهى أمور تستدعى تنازل الإخوان عن الغرور السياسى المواكب لعملها تجاه المعارضة.
إذا الأمر واضح.. التوافق السياسى وإلا المزيد من الآلام الاقتصادية وهو ما قد يزيد من حالة الغضب والرفض الشعبى للإخوان فى الشارع!!
التنازل عن جزء من السلطة للمعارضة رسالة للمصريين بأن الإخوان غير مهتمين بالسلطة بل هدفهم خدمة الشعب عن طريقها، على كبار الإخوان المسلمين تغيير الفكر والرؤية تجاه المعارضين.. وكفى أنانية سياسية قد تطيح ليس بهم فقط بل قد يدفعون ثمنا باهظا لها.
المشروع الإسلامى فى خطر.. والإخوان أظهروا رغبتهم فى الاستحواذ وهو أمر ضد النظام العالمى وإذا كانت طالبان أفغانستان تبحث عن التوافق.. فلماذا لا يفعل الإخوان مثلها!
لدىّ قناعة بأن العالم كله ينتظر خطوات الإخوان نحو التوافق السياسى مع المعارضة واقتسام السلطة والتأخير لا يفيد الإخوان.. واللف والدوران أصبحا من الظواهر المؤلمة المكشوفة.. الإخوان أمامهم فرصة للمصالحة مع الشعب كله.. فهل يبدأ مرسى والإخوان فى لم شمل الأمة المصرية؟!