
كمال عامر
معاقبة وزير شجاع!
نعم تعرض أسامة كمال وزير البترول السابق لمؤامرة واضحة المعالم.. كنت قد حذرته منها.. الرئاسة والحكومة منحاه الضوء الأخضر لتسويق أفكار الإخوان حول إلغاء الدعم البترولى.. وغير البترولى.. فى الوقت الذى تهرب من المهمة كبار الإخوان من الوزراء أو السياسيين خوفاً من غضب الشارع، إلا أن م. أسامة كمال لم يهتم بما قد يصيبه من أضرار فى الشارع أو مع الإعلام.. تحرك بتلقائية نابعة من وطنيته ورغبته فى عودة الهدوء والتنمية لقطاع البترول ليقود قاطرة التنمية كما كان يحدث قبل الثورة.
أسامة كمال حارب على عدة جبهات.. أراد أن يحافظ على تماسك قطاع البترول واستقرار العاملين بالشركات بالتزام إنسانى خاصة بعد أن بدأ عدد من الجهات التسابق فيما بينها لتمزيق القطاع وصناعة حرب معنوية بين كوادره.. ومع هروب الاستثمارات الأجنبية وتوقف النشاط والحركة ترقباً لما يحدث فى ظل ظهور مجموعات لتعطيل نمو القطاع كما حدث فى موبكو ومحاصرة الحقول والشركات وغيرها.. وهى أمور حاول أسامة كمال وزير البترول السابق أن يحصرها بكل الطرق بعد إدراكه أنها لتعطيل العمل ووقف نمو القطاع مما يسهل قيام ثورة غضب بين العاملين فيه.
وزير البترول السابق كان مدركاً للمشاكل الموجودة والتى غذاها بعض الأشخاص والجهات أو الجو العام للبلد.لم يدرك أسامة كمال أنه فى كل خطوة بشأن تنفيذ الحوار المجتمعى لتهيئة المصريين لقرارات الرئيس أو مجلس الوزراء بشأن تحريك الأسعار كانت أسهمه ترتفع فى المقابل تشهد تراجعاً وزارياً من الذين تقع العملية ضمن اختصاص عملهم.
المدهش أن وزراء التموين والمسئول عن الأسعار والكهرباء وغيرهما.. حتى رئيس الوزراء د.هشام قنديل لم يجرؤ أى منهم بالدخول فى أى حوار حول تحريك الأسعار لخوفهم من رد الفعل.أسامة كمال بيض وجه الحكومة عمل وتحرك فى تلك المساحة المكهربة وحده دون أى مساندة. فى قطاع البترول نجح أسامة كمال فى لم الشمل بنسبة كبير.. رغم ندرة الموارد.. وتراجع نسبة الأموال السائلة.. وأبقى على قطاعه متماسكاً.
وزير البترول السابق واجه نقص الموارد المالية لشراء المنتجات البترولية المطلوبة لمعادلة السوق.. حاول أن يدافع عن الحكومة بكل الطرق والوزراء داخل الحكومة متحملاً كل سخافات الموقف من هجوم مشروع وغير مشروع وبرغم إدراك الحكومة والإخوان والوزراء أن الأزمة مالية إلا أن أسامة كمال لم يلجأ للأسلوب السهل ويبرئ نفسه ويورط غيره.. لكنه ظل صامتاً وصابراً ومجتهداً.
الرجل الآن خارج منظومة الحكم.. وابتعدت عنه الأضواء والكاميرات.. وهى أمور أرى أنها غير مؤثرة عند الحكم على سلوك وزير أراد أن يحمى قطاعه من العبث والمغرضين والمبتزين.. وزير دفع ضريبة رغبته فى العمل والإنتاج والأهم شجاعته وصراحته.. وأعتقد أن قطاع البترول والنجاحات الموجودة هى حلقات لمجموعة قيادات.. هناك من يضع بصمة.. لكن أسامة كمال جاء فى ظروف صعبة وواجه أسوأ ظروف قد يتخيلها المسئول.. لكنه عمل بشجاعة وحاول وبذل مجهودات واضحة ليحقق مع قطاع البترول شيئاً ما لصالح البلد.
أسامة كمال وزير دفع ضريبة رئيس وحكومة وإخوان ومجموعة غير مدركة لخصوصية قطاع البترول.. والأهم أن الرجل حاول ونجح فى ملفات ولم ينجح فى أخرى.. لكن يجب أن ندرك أن الرجل كان يملك رغبة وقدرة للنجاح.أنا أكتب عنه بعد أن ترك منصبه رغم أننى قد حذرته بأنه سيدفع الضريبة وحده.. لكن متى كانت الأعمال عاملاً محدداً فى شعبية أو الحكم على المسئول! لو كنت من الإخوان والرئيس مرسى وهشام قنديل لقدمت لوزير البترول أسامة كمال عرضاً للاستعانة به فى مكان يمكنه النجاح فيه هو طاقة وعقلية وعراب البتروكيماويات والأهم شخص مخلص وشجاع لعمله ولمجتمعه. أنا شخصياً أشعر بأن أسامة كمال كان ضحية مجموعة وزارية لم يكن مدركاً أن هناك قواعد غير أخلاقية مختلطة بالمنصب.. يتساوى فيها الوزير الإخوانى وغير الإخواني.
أشعر أن معاقبة أسامة كمال واستبعاده من منصبه جاءت لنجاحه فى عمله وفوزه على ظروف مؤلمة أحاطت بقطاعه من صنع أحداث ووزراء غيره.. أسامة كمال برغم أنه بريء من انقطاع الكهرباء إلا أنه رفض حتى مجرد التوضيح بأن وزير الكهرباء هو المسئول وليس البترول.. شجاعة واضحة.. نعم أسامة كمال وزير البترول السابق شجاع!!
[email protected]