الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سياسة.. حرق مصر!

سياسة.. حرق مصر!






■ تعالوا نتفق على أن قطاعات الدولة تواجه انهيارًا واضحاً.. المقاولات.. الصحة.. البترول.. الزراعة.. والتجارة والاستثمار بشكل عام.. وأن العملية الاقتصادية برمتها تواجه موقفاً صعباً.. وبرغم الجهود المبذولة من المسئولين إلا أن الواقع على الأرض غير مطمئن.
يناير 2011 انحرف عن مساره.. وما نراه لا يبشر بالخير.. عداد المصائب يسجل أرقاماً ولا أحد قادر على وقفه عن العمل.عندما أستمع لمسئول يبشرنا بالخير أدقق فى وجهه أفرق بين أمله وما يحدث على الأرض.
أيام الرئيس السابق مبارك كانت المجموعة الاقتصادية رشيد، ومحمود محيى الدين، ويوسف بطرس غالى وأحمد المغربى وغيرهم فى كل المؤتمرات يجتهدون للبحث عن إجابة لسؤال: لماذا الناس غير راضية برغم النمو الاقتصادي؟
وكيف يصل هذا النمو إلى البسطاء؟وقد وقف د.محمود محيى الدين فى أحد الاجتماعات وشرح أساليب قياس ارتفاع مستوى المعيشة مثل أجهزة التكييف.. الأجهزة الكهربائية.. السيارات وغيرها.
أيام الرئيس السابق مبارك ونظامه.. كانت هناك أجندة إصلاحات.. فى كل أوجه الحياة.. وأعتقد أن وصول النمو إلى 7.5٪ باعتراف وزراء ما بعد يناير 2011 أمراً واضحاً وهو ما يعنى نجاح حكومة د.أحمد نظيف فى تأدية رسالتها.. وأعتقد أن تقليل الصدمات الاقتصادية على الاقتصاد المصرى أثناء الأزمة العالمية 2008 كان نتيجة للإصلاحات الاقتصادية التى تم تطبيقها، والمؤكد أن انتهاج حكومة الحرية والعدالة والإخوان المسلمين واستنساخ خطط حكومة د. أحمد نظيف فى معظم المجالات أمر يؤكد أن هؤلاء الوزراء نجحوا فى عملهم وحققوا لبلدهم الكثير من الإنجازات.
حتى الآن لم نسمع عن خطط جديدة.. ولا حجم استثمارات يقترب مما كان قبل الثورة.. ولا خدمات دخلت على أنظمة الحياة.. ولم تقرأ عن خطط لتطوير التلعليم أو المستشفيات.. بل الأمر ازداد سوءاً والإبقاء على نفس خطط نظام مبارك حتى الآن فى معظم المجالات أمر يخرجنا من نظرية ضرورة تحطيم وتشويه وحرق ما قبل يناير 2011 وهى أمور لم تعد تستقيم مع وجود ما ينعش ذاكرة المواطن من أدوات للتخزين أو لنقل المعلومات.
أعتقد أن حالة السكون التى تواجه مصر الآن راجعة إلى الغليان السياسي.. لأن الأمور الاقتصادية لا تتفاعل أو تتطور إلا فى ظل استقرار سياسى وهو ما كان سيتغله وزراء ما قبل يناير.. ما نواجهه من خلافات سياسية يعطل الانتباه لأمورنا الاقتصادية.. فى ظل حالة من «العند» والشخصنة.. والحقد السياسى الواضح.
طيب وبعدين.. حزب الحرية والعدالة أصبح يدرك أن الأضرار الاقتصادى التى تلحق بالمصريون قد تأتى على كل الإصلاحات السياسية مهما كانت.. المصريين - الآن - تتقدم لديهم المعيشة على الانتخابات وتأمين مصادر الدخل على نائب البرلمان والشعب المصرى ليس بالشريحة السياسية المهتمة بالمنصب أو الكرسى خاصة أن تلك الشريحة محدودة العدد!
المناخ العام - الحالى - يساعد على نشر النفاق السياسى واللا أخلاقى والفتنة والذاتية وبالتالى هذا الأمر لن يصل بنا إلى تغيير سلوكياتنا وبالتالى الحكم الصحيح على الأشياء أو الأشخاص.. وإذا كان نجوم السيرك السياسى يعملون بكل قوة لتغييب عقل الشعب عن طريق تشويه الحقائق.. فالواضح أن تلك الخطة لم تعد تجدى والدليل حالة السخط على الثورة ودجالى السياسة وكذابى الزفة  ومزورين التاريخ من الكتاب والملونين.
تزوير التاريخ لم يعد يصمد أمام الحقائق والأرقام والناس لم تعد تصدق أن مبارك فرط فى حق مصر من مياه النيل.. مواقف الرجل واضح ومسجلة وإثيوبيا شرعت فى تنفيذ النهضة بعد أن تولى مرسى رئيساً.
أنا شخصياً أتمنى أن تنهض مصر.. وتتقدم أكثر مما حققه مبارك ومن عمل فى عصره.. هو أمر طبيعى وأعتقد أن الغضب على تلك الحقبة من جانب البعض لأن هؤلاء ظنوا أن مصر بدون مبارك أفضل.. ولكن مع الأسف - حتى الآن - ليس هناك أى مجال يمكن أن نرصد تغييره للأفضل.. إلا حرية الشتائم وحرية البلاغات الكاذبة وحرية سرقة السيارات وإطلاق الخرطوش وركن السيارات فى نصف الشارع وانفلات أخلاقى فى الكثير من المواقع.. وصراع واضح على السلطة حتى لو كان الثمن حرق مصر.. وهو ما يؤكد أن الغرض من المشهد السياسى أو الصراع هو المناصب والكراسي.. وليس خدمة البلد.
الحالة المزرية التى يعيشها المصريون تحتاج لعلاج.. والرئيس مرسى والحرية والعدالة غير قادرين على النجاح وحدهما.. والمعارضة تحتاج لضمانات ولو استمر الحال هكذا سيصاب الناس بالإحباط وهو أخطر من الإفلاس.
ربي! احفظ بلدى وكل المصريين..
أنت وحدك القادر.. آمين.

 [email protected]