الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مش همشى!

مش همشى!







 
 
■ مع اقتراب موعد 30/6 بدأت الناس تسأل: يا ترى إيه اللى ممكن يحصل؟ الاجابات تدور حول: غشب سلمى.. غضب يتحول إلى غضب وسفك دماء.. وفى الحالة الاولى اصبح لدى الناس يقين بأن السلمية لا تنفع.. والدليل كم الحوارات والمناقشات والقبلات والبيانات، وفى الحالة الثانية.. أى غضب يتحول الى عنف الخاسر هو الشعب.. بدون شك اذا كانت المعارضة وضعت خطة لهذا اليوم لهزيمة الاخوان.. فى المقابل.. الاخوان المسلمون أعلنوا حالة الطوارئ للبحث فى حلول لمرور اليوم وتفويت الفرصة على المعارضة.. وخطة الاخوان تتمثل فى مظاهرات فى الميادين وهى مظاهرات مغلفة برسائل للمعارضة.. وهى اشبه باستعراض قوة!! فى نفس الوقت هناك خوف وترقب وحذر لدى الجانب الاخوانى.. المعارضة والحكومة ليستا اللاعبين فى حسم الموقف.. لكن هناك مجموعة من اللاعبين الاساسيين برغم جلوسهم على دكة البدلاد منهم السلفيون. والجيش والشرطة.. وأعتقد أن الانحياز للشعب يعنى بوضوح لو الشعب قال كلمته.. الجميع سينحاز أياً كانت نوع الكلمة ولونها!!
طبعا حالة من القلق والترقب والحذر فى كل مكان بالبلد.. حتى من الخارج تليفونات معظمها تدور.. تفتكر ايه اللى هيحصل.. فيه ناس هتموت.. الشرطة هترد بالرصاص على زجاجات البنزين الملقبة «بالمولوتوف»؟.. اسئلة أخري.. ماذا لو فشلت المظاهرات! هل الاخوان سيحكمون قبضتهم على البلد؟.. هذه الاسئلة تدور بين الناس وعلى الفضائيات.
بعد صلاة الجمعة الماضية قال لى الحاج محمود قنبيز تاجر ملابس بعد الصلاة وبعد الدعاء إلى الله.. تفتكر هتعمل إيه أنت وأسرتك يوم 30/6 وأضاف: أنا شخصيا رفضت نصيحة بأن يذهب أولادى إلى خارج روكسى.. قلت.. يا حاج.. أنا وأسرتى لن نغادر السكن.. لن نذهب خارج مربع السكن وعيب أن أخاف على أولادى ولا أخاف على من يشارك.. العمر فى يد الله.. وأضفت أن تقيم وسط الاحداث وترصد أفضل من أن تستمع!! خاصة أن معظم أدوات نقل الحدث ممزوجة المهم أن الحاج محمود قال لى أيضا أنا وأولادى لن تترك مكان الاقامة.. يذكر أننا جيران للرئيس مرسي.. ونصلى فى مسجد عمر بن عبدالعزيز المواجه لبوابة قصره على شارع المرغنى.. وأننا أفضل شهود على ما حدث أو يحدث أمام قصر الاتحادية وأن كمية الغاز التى تم ضربها على المتظاهرين جزء منها استنشقته.. واحتفظ فى مكتبى بكل أنواع قنابل الغاز والماركات.
حالة الاستنفار بين المعارضة والاخوان واضحة.. واذا كان هناك داخل الطرفين منعصبون أو متطرفون فالامل فى صوت العقل.
مصر لن تستقر مادام هناك تهميش للمعارضة.. ولو كانت هنا مكاسب للاخوان فهى مؤقتة والدليل لا يمر شهر إلا وظهرت كارثة.. بدء من الاقتصاد المنهار مرورا بارتفاع الاسعار وتوقف عمل أو تجديد البنية التحتية وندرة الموارد المالية بشأن شراء المواد البترولية أو تسديد ديون المستثمرين حتى وصلنا إلى سد إثيوبيا وتهديد الدول الافريقية ببناء سدود أخرى وهو ما يكشف عن ضعف سياسة مصر الخارجية وحالة الارتباك الناتجة عن الاحتقان السياسى الموجود.
من مصلحة الاخوان الاندماج مع المعارضة.. وأعتقد أن تجربة مانديلا فى جنوب أفريقيا لا تصل لمصر والمصريين من تجربة مالكى العراق.. مانديلا أغلق صفحة الماضى ودقق فى خطط المستقبل وأكمل ما عليه.. ومنح الجميع فرصة للمشاركة.. فى العراق علينا قراءة سيناريو تدمير العراق والذى وصل الى مرحلة الحل لمنع سفك الدماء هو تقسيم العراق الى جزء للشيعة وجزء للسنة وجزء ثالث للاكراد.. ما يتم حاليا فى مصر هو سيناريو العراق وأعتقد أن الجيش هو العقبة الوحيدة أمام تمزيق مصر وتقسيمها لأن قيادته أدركت منذ اليوم الاول رفضها لشعارات ترددت منذ الانقلاب على صدام مثل: «هيكلة الجيش وهيكلة الشرطة وهيكلة القضاء» وهذه الكلمة معناها تسريح الجيش وتسريح الشرطة والقضاة.. وأعتقد أن تنفيذ تلك الشعارات بالعراق وراء ما حدث للبلد الشقيق وما يحدث الآن فى مصر.. قيادات الجيش تحديدا كانت مدركة ومتفهمة لكل ما يحدث والحقيقة المؤكدة أن الجيش كان ولايزال ضامنا لبقاء مصر موحدة.