
كمال عامر
أوكازيون الانتهازية
قالى لى وزير مخضرم: لماذا لا تسير فى الزفة ؟
التفت إليه، وقلت: كيف؟.. رد: أن لا ترى أو ترصد بعينك إلا ما هو ملون بعيداً عن المشاكل.. وأن تبحث لنفسك عن دور ومكانة.. وشرح لى كيف كان فلان وكيف غير من جلده وأوجد لنفسه مكانا جديدا تقدم من خلاله الصفوف.. وأضاف: انظر حولك لتر تجسيداً للانتهازية السياسية والإعلامية.. هؤلاء كيف كانوا أوأصبحوا.. هم الأكثر قدرة على امتصاص الأحداث والتكيف.. انظر ودقق من كان يعلن تأييده لمبارك وجمال مبارك.. الآن هو الأكثر تطرفا فى الهجوم على الرجلين ليس اقتناعا بل ليقدم مصوغات جديدة للحكم الجديد.
أضاف الرجل قائلا: لى دقق فى السطور وانظر كيف تحولت الأقلام من وصف مبارك والثناء عليه إلى التفتيش فى ماضى الرجل للنيل منه!
وحكى لى عن البرلمانى والكاتب والإعلامى والحزبى وغيرهم.. والخلاصة كما حددها لى صاحب الخبرة والمنصب أن الدنيا ترحب بمثل هؤلاء ولا تمنح من يملك غير ذلك من مقومات فرصة للمواصلة.
قلت: نعم علينا أن نعترف بأن الموقف والحدث والظروف جديدة على حياتى.. وقد كانت علاقتى وغيرى بالتظاهر والقتل والمولوتوف وخطط تدمير البلدان والأفراد والشخصية والهوية هى ما اقرأه أوأطلع عليه من الصحف أو تقارير خبراء متخصصين.. لكن الآن أصبحت داخل المشكلة.. وعشت الأزمة، والأهم أن الموت اقترب منى ومن غيرى.
قلت أيضا من كان يصدق أن التظاهرات السلمية تنتهى بالموت.. الميت شخص وحيد أهله أو العائل أو مثقف ظن أن التظاهر حق مكتسب لنا!
وأضفت: كنت أتمنى ومازلت أن أرى المسئول فى بلدى صادقاً عقلانياً، فاهماً على الأقل قيمه الاختلاف، لكنى شاهدت المسئول وهو يكذب ويلف ويدور وكأن نجاحه مرتبط بمدى براعته فى الكذب!
قلت أيضا: لم أتصور بأننى سوف أشهد هذا التحول اللا أخلاقى كنت أتصور أن الغد أفضل.. والتغيير هو خطوة فى الطريق الصحيح، وأنها عملية وقت ولكن مع الأسف مصر الآن فى مفترق طرق.. الصراع من أجل مناصب وليس هناك أى اهتمام بالخسائر.. والدليل أن الكبار يرفضون الاعتراف بأن هناك مشاكل، إنهم يسوقون الأكاذيب.. أزمة السولار والبنزين وراءها تهريب النوعين إلى الصحراء وعمل بحيرات فيها تصوروا التهريج وصل إلى تبريرات ساذجة من مسئولين كبار.. انقطاع الكهرباء قالوا الغاز! هروب المستثمرين وامتناعهم عن الاستمرار فى مصر وتدخل القضاء الإدارى لتأميم مشروعات سبق أن تم بيعها.. قالوا تبريرا مؤامرة
أمور يتم تبريرها بسذاجة يمكن للطفل أن يكتشفها لم أرصد شجاعة فى التبرير، المواد البترولية تحتاج إلى فلوس تصل إلى 52 مليون دولار يوميا، محطات الكهرباء تعانى من نقص السولار ووزارة الكهرباء عاجزة عن توفير أموال لاستيراده، على الدولة 7مليارات دولار للمستثمرين الأجانب فى البترول ولم تجد أموالاً للتسديد.. ارتفاع الأسعار وتحرير سعر الصرف بناء على أوامر البنك الدولى.
وأخطر الأكاذيب ما يتم تسويقه لتبرير تداعيات سد النهضة.. انهم يكذبون مثلما يأكلون!
ومع الأسف الضحية هو المواطن المصرى ومستقبل البلد.
كنت أتصور أن هناك تغييراً إلى الأفضل.. لكن ما يحدث هو حرق حتى لما هو موجود.. انظر إلى الطرق وكيف بدأت تتدهور.. غياب الأمن والعناد أو الغباء السياسى أمر بدأ ينتشر حتى فى عملية قتل الجنود المصريين كنت أتصور أن العالم سوف يرحب بما حدث فى مصر.. لكن من خلال الحصار وتوتر العلاقات بين مصر والسعودية والإمارات والكويت والعالم كله بات معروفا أن لا أحد يرحب.. هذه هى حالة البلد وحالة المواطن وحالتى أيضا.
السؤال: هل يستمر الوضع هكذا؟!
نعم سوف يستمر طالما أن بيننا الكذب ذا المرجعية الدينية وسيادة الوزير الكذاب عديم الخبرة والانتهازى الذى غير جلده بسهولة وارتدى الجلباب واشترى «الزبيبة» واعتقد أن تلك المرحلة التى تتداخل فيها الألوان لن تستمر هى لفترة حتى لو استمرت خمس سنوات.. مصر لن تحترق ولن تتمزق، سيناريو الحل موجود.. أنا شخصيا أتمنى أن نكون أكثر شجاعة فى عرض مشاكلنا.. الشعب لن يساند إلا لو احترمنا عقله، فى كل الموضوعات.. أنا لن أغير جلدى ولن استسلم لأننى مؤمن بأن الغد دائما أفضل لى ولغيرى.