
كمال عامر
مصر بين برادلى وأوباما
■ سرسوب أمل وفرحة للمصرين بعد فوز المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم على زيمبابوى 2/4 واقترابه من التأهل لكأس العالم 2014 بالبرازيل.برادلى الأمريكى يستحق وسام الاحترام.. رفض العودة لبلده بسبب الانفلات الأمنى فى مصر.. لم يخش على حياته.. بل شاركنا ومازال كل المشاكل والهموم والأزمات.برادلى الأمريكى هو ظاهرة.. السفارة الأمريكية قالت له: غادر.. رد: لن أترك منتخب مصر.. أنا فى مهمة للوصول لكأس العالم.
■ الحكومة أوقفت الدورى مما صعب مهمة الاختيار.لم نقرأ للرجل كلمة تذمر.. لم يلجأ الرجل مثل غيره إلى تلميع شماعة ليعلق عليها ما قد يصادف المنتخب ولو فعلها لعذرناه.. برادلى لم يخرج منه تصريح انهزامى واحد.
لقد كتبت هنا منذ خمسة شهور فى تلك الزاوية أن برادلى يستحق وسام الاحترام وبالفعل المدير الفنى الأمريكى تحمل وتعامل مع الموقف الملتهب بشجاعة أرى أنها غابت عن بعض المصريين ممن سافروا بعيداً عن الخرطوش والرصاص وقنابل الغاز.لم يخف الأمريكى برادلى من غضب الشارع ضد أمريكا بل إصراره على مواصلة عمله بتفان هزم عددا من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد المصرى لكرة القدم ممن حاولوا التحرش الإدارى بالرجل ومساعده!
الأمريكى برادلى نجح فى حجز مكان له فى قلوب المصريين ليس محبو كرة القدم فقط.. بل وغيرهم.. قدم نموذجاً للأمريكى العاشق لعمله والمصر على النجاح.. رغم أن بيننا من لم يكن على ثقة من نجاح المنتخب والمدير الفنى فى اجتياز التصفيات الإفريقية للوصول إلى نهائيات المونديال.
آه لو وصل الفراعنة لنهائيات مونديال البرازيل على يد الخواجة الأمريكى برادلي.. فرحة ما بعدها فرحة.برادلى «بيض» وجه الأمريكان.. إذا كانت السياسة فرقت بين أمريكا وبعض المصريين.. إلا أن الأمريكى برادلى نجح فيما لم ينجح باراك أوباما.
السياسة جافة وعنيفة ولها ضحايا ودم وقتل وسحل وقنابل ورصاص وفى الثورات أو الفوران السياسى من غير الممكن أن يحدث توافق على موقف واحد.. وهو ما حدث بالنسبة لموقف أمريكا من التغيرات المصرية.
البعض متفهم وآخرون مؤيدون وهناك من يرفض.. بينما فى الرياضة أجمع الشعب المصرى كله على عمل الأمريكى برادلي.. المصريون سعداء بما حققه الرجل من انتصارات للفراعنة فى مشوار تصفيات القارة للمونديال.
سعادتى أكثر لأن برادلى مدرب محترف ومختلف.. لم ينصت لصوت العقل مغادراً لمصر خوفاً على حياته.. بل أصر على التواجد مع المصريين وهو موقف شجاع من أمريكى شجاع.. لم يلتفت للمحافظة على حياته بقدر رغبته فى أن ينجح مع المنتخب المصرى وبالتالى رسم الفرحة والبسمة على وجوه المصريين عشاق كرة القدم.
■ إلى كل المصريين. مباريات التصفيات نحتاج منها للفوز.. لا اللعب والاستعراض.. لقد فعلنا ذلك وانهزمنا ولم نصل إلى كأس العالم.. تعالوا نجرب اللعب للفوز وليس للمتعة.. لقد تحمل برادلى توقف الدورى ونحن نعلم ماذا يعنى عدم وجود مسابقة على الأقل للحكم الصحيح على مستوى اللاعب.. تحمل أيضاً مشاكل اللاعبين مع أنديتهم وتحمل أيضاً السخافات الإدارية .. والتصريحات المستفزة.. لم يعلق.. بل زاد تركيزه على عمله.
من قلبى أتمنى أن ينجح الأمريكى برادلى فى تحقيق حلم المصريين بالوصول إلى نهائيات مونديال البرازيل.. بعد غياب 32 عاماً!!آه لو فعلها الأمريكى برادلي.. أتصور أن الرئيس مرسى وقادة المعارضة البرادعى وعمرو موسى وأبوالفتوح وصباحى وغيرهم سوف يخرجون فى مظاهرات معاً رافعين أيديهم مرددين بصوت عال «بيب بيب مصر.. رافعين علم مصر الستارة».
وقتها يكون الأمريكى برادلى وحد المصريين جمع شملهم أذاب الخلافات بينهم والتى صنعها باراك الأمريكي.هل يفعلها برادلى والفراعنة.. من قلبى يارب عاوزين نفرح. كفاية.. حرام.. لم تعد لدينا قدرة على استيعاب المشاكل أو حل المصائب. أمل المصريين الآن فى يد الأمريكى برادلى ومنتخب مصر اعملها يا برادلي.اصنع مع الفراعنة التاريخ.
أولادى العاشقون للمنتخب انتهوا من العلم الستارة لمصر.. هم مستعدون للخروج بعد الفوز فى ميدان روكسى وأمام الاتحادية.. ليس لقذف القصر بالخرطوش.. بل للهتاف بيب بيب مصر.. ودعوة مرسى بأن ينضم لحركة الانتصار.افعلها يا برادلي.. وأنت الأقرب لذلك.. لقد تحملت وعانيت ولم تشك أو تغضب.. المصريون فى حاجة لهذا النصر.اعملها.. وتأكد أن انتصاراتك والمنتخب تمت دون رشاوى أو مساندة من السياسيين..اعملها يا برادلي..أولادى فى شوق إلى رؤية الفراعنة بين الكبار.
[email protected]