
كمال عامر
الشعب هو الفائز
هناك مخاوف لدى التيار الإسلامى السياسى من دعوة تمرد 30/6. بعض التيارات من خلال حواراتهم اتضح أنهم «مرعوبون» أو مذعورون جدا، لدرجة أن أحدهم فى محاولة منه للتغطية على خوفه هدد الجميع.. علانية وهو غير مدرك أن المجتمع لم يعد يخاف.. والتهويش عنوان لضعف الشخصية أو الحجة! التهديد من جانب عدد من المتطرفين بالاعتداء الجسدى على من يشارك فى مظاهرة 30/6 أمر يؤكد انهزام أو استشعار المتطرفين بالهزيمة مبكراً.
العنف يولد العنف.. بالطبع كل التيارات مفتوحة.. العقلاء من الإخوان ومسانديهم والمعارضة كل منهم يحاول نزع فتيل الأزمة والعنف.. وهى محاولات وليست قرارات.. وزير الداخلية هو أيضا يحاول ورئاسة الجمهورية. ولكن أنا أعتقد من خلال المعلومات المتوافرة أن هناك تصميماً من لكل طرف على تحقيق ما يدعو له.. وكل طرف عمل حسابه لتحقيق ذلك!
أسئلة متنوعة مطروحة ماذا سيحدث فى 30/6 من الفائز.. هل الإخوان أم المعارضة. أنا أتصور أن الفائز فى 30/6 هو الشعب.. الذى لم يعد يخاف أو يخشي.. أصبح أكثر إصراراً على المشاركة. أعتقد أن هناك إيجابيات من وراء الدعوة للحشد والتظاهر فى 30/6 أن الحكومة والإخوان أدركوا ضرورة إعادة التفكير فى كيفية أو طريقة إدارة البلد.. وأن هناك شوكة فى الحلق مازالت موجودة صناعة المعارضة.. وأن الرقابة مستمرة فى نفس الوقت المعارضة بدورها حصلت على مساحة تأييد واسعة وقد أصبح لديها يقين بضرورة التوحد ومحاصرة الخلافات بعد تواضع أداء المعارضة قبل الدعوة لـ30/6.
نعم هناك تغييرات ادخلت على كل عناصر العملية الديمقراطية.. لم تعد الأكاذيب تصلح للضحك على الناس. الإخوان فى مأزق.. ولو لم يعترفوا بذلك فالثمن المطلوب قد يكون باهظاً.. عليهم التعامل مع الموقف بجدية.. الثقة المزيفة لا تصلح.. البحث عن مبادرة فيها التنازل بضمانات دولية قبل أن تكون محلية قد يكون فيها المخرج من الموقف.نعم مازلت أقول أن تقاسم السلطة بين الإخوان والمعارضة هو الحل الأفضل للبلد.. لا يمكن لأى طرف أن يفوز فوزا مطلقا فالعملية السياسية معقدة وغير واضحة المعالم.. هذه فترة الريبة.. وقد أثبت الإخوان المسلمون أنهم فى حاجة للوقت لاكتساب الخبرة.
الإخوان والمعارضة كل طرف يسعى للتحالف وجذب فصائل أخرى ولتحييد البعض أو تفخيخ التحالفات المعارضة لها.. والنتيجة الشاطر كما فخخ السلفيين لرفضهم حصة فى عضوية المجلس النيابى نجح الرجل فى إرباك المعارضة بلقاء موسي. الشاطر بالفعل أثبت أنه مهندس تمزيق المعارضة وهى أمور نجح فيها المهندس بدرجة مرضية.. ولكن دعوة التظاهر فى 30/6 ليست صنيعة المعارضة التقليدية.. بل وجوه جديدة وهو ما أحرج الكبار فيها وهذا السبب تحديدا كان وراء حصار أو محاصرة تداعيات اجتماع عمرو موسى والشاطر فى أضيق الحدود.
من حق الإخوان السعى إلى إذابة الجليد مع أى فصيل معارض.. وأيضا للمعارضة التحرك بكل حرية كل طرف يسعى لتحقيق أهدافه بأقل مجهود أو على الأقل تمزيق المعارض له!!برغم أن مصر تتحمل كل فاتورة العملية السياسية المرتبكة وأن المواطن البسيط يتحمل الجزء الأكبر منها.. إلا أن المشهد بشكل عام يتجه لانفراجة.. مهما كان شكلها.أنا شخصيا أتمنى من شيوخ الإخوان التخلص من العناد والغرور والأفق الضيق والانصات لشباب الإخوان لأن رؤيتهم متجددة برغم السمع والطاعة والالتزامات الأخري.
ليس عيبا أن ينصت شيوخ الإخوان للمعارضة والموافقة على طرحها والدخول معها فى تفاهم واتفاق.. الحل وقبل الخسارة لكل العملية.. هناك بارقة أمل اقتسام السلطة هو الحل.. برعاية دولية أو عربية.. لأن الأحداث تؤكد أن كل طرف لا يثق ولا يضمن الآخر.. الإخوان والمعارضة أتمنى ألا تزداد المساحة الزمنية للاختلاف والصراع.. وعلى المعارضة أن تدرك خطورة الموقف.. التحديات التى تواجه مصر لن ينجح الإخوان المسلمون فى علاجها.. الاقتصاد والسياحة.. والاعتصامات والتصادمات وحتى النيل كلها ملفات ثقيلة ومؤلمة وحتى الآن لم ينجح الإخوان فى إدارتها مهما كانت المبررات.
[email protected]