الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
دعوة لاغتيال رجال أعمال

دعوة لاغتيال رجال أعمال






■ أنا فى حيرة.. السياسيون الجدد وجعوا دماغنا بأن هناك تغييراً على الخطاب السياسى والحياة بوجه عام.. أبلغونا بأن هناك ديمقراطية حقيقية.. وتحصيناً للرأي.. وترحيباً بالمعارضة.

 

السياسيون الجدد فى محاولتهم لتبرير التغيير لم يذكروا جزءاً كان موجوداً مع مبارك إلا وأبشرونا بالتغيير للأفضل.لكن الملاحظ أن هناك انفصاماً واضحاً بين الشعارات المرفوعة من هؤلاء والعمل على الأرض.نعم هناك تغيير.. لكن هو تغيير سطحى دون معنى.. السياسيون الجدد يتضايقون ويفقدون أعصابهم عندما يستمعون لمجرد شعار بالتغيير.. وقد حددوا المسموح.. والمسموح به.. نعم قوضوا الديمقراطية.. أفرغوها من كل مضمون أبلغونا عنه.
فى مؤتمر التيارات الدينية استعداداً لـ 30/6 لاحظ سيناريو التحرش السياسى عندما جاء فى البيان الصادر منهم أن رجال الأعمال فريد خميس ومنصور عامر ومحمد الأمين.. يقودون ثورة ضد النظام الإخواني.. وقرأت بإمعان أنهم يدفعون الملايين من الجنيهات لتمرد.. هذه الاتهامات لم تعد تجدى حيث إن فى البلد أجهزة وداخلها إخوان.. يعنى لو الأمر صحيح لتحركت تلك الأجهزة.. لكن هذه الاتهامات توضح وتؤكد على النهج الإخوانى للتبرير وجذب العيون بعيداً عن المشكلة الحقيقية التى تواجههم وخاصة دعوة تمرد لمظاهرات فى كل المحافظات فى 30/6.

 

اتهام فريد خميس أو منصور عامر أو محمد الأمين بأنهم ممولو تمرد سذاجة سياسية مفضوحة.. وتكشف تحديداً أن هذا الثالوث ربما يسبب حالة من الغيظ للنظام الإخوانى الحاكم.. أو ربما رفض أحدهم تمرير صفقة لصالح رجل أعمال إخواني.. أو ربما رفض أن يقف مع تجرد ضد تمرد!التحرش السياسى برجال الأعمال ويشمل تصفية الحسابات الشخصية أمر معروف.. وهو نفس السيناريو الذى عشناه من شكاوى وبلاغات.

 

الرسالة الإخوانية لرجال الأعمال فريد خميس ومنصور عامر ومحمد الأمين أراها منقوصة.. والتحرش بالثالوث مكشوف.منصور عامر رجل أعمال له سجل واضح فى مساعدة البسطاء والفقراء.. فى الوقت الذى لم نسمع فيه عن رجل أعمال إخوانى اقتطع جزءاً من ماله لصالح البسطاء لم نسمع عن الشاطر أو مالك أو غيرهما أن قام أحدهما ببناء مدرسة أو وهب ثلث ما لديه للفقراء والبسطاء.. منصور عامر فعل ذلك.. لم يقدم الخمور فى محلاته.. بل وألغى تقديم حتى الشيشة.

 

■ منصور عامر الذى ينظم ندوات دينية فى منزله أسبوعياً منذ أكثر من خمسة عشر عاماً دون أن يتأخون أو يتقرب من أى تيار سياسي.منصو عامر رجل أعمال أراد الله له أن ينجح.. ورجل يملك القبول.. فلماذا الاحتقان والحقد.. أنا أرى أن هناك تفصيلة اقتصادية سرية بين الإخوان وعامر.
■ فريد خميس رجل أعمال معروف جمع ثروته من أفكاره.. أرى أنه من رجال الأعمال الذين ظلموا.. الرجل لم يتاجر فى مشروعات ذات مكسب سريع مثل الاتصالات أو غيرها.. لم يقدم له النظام السابق الاستثمارات السريعة مضمونة المكسب.. فى الوقت الذى حصل رجال أعمال على المليارات من الجنيهات نتيجة السمسرة والوساطة إلا أن خميس ظل يعمل ويطور من صناعة بطيئة العائد ومحددة النتائج.. لم يستول فريد خميس على أموال البنوك أو أراضى الدولة.
ومحمد الأمين كما قال بوضوح.. أموالى معروفة لكل الجهات بالدولة.أنا أرى أن اتهام التيار السياسى الدينى لرجال الأعمال هو إفلاس ومحاولة للخروج من المأزق الذى يحاصره!ولا أعتقد أن هؤلاء بالذات سيدفعون لحرق أتوبيسات الإخوان التى تنقل الشباب من المحافظات للقاهرة.. أنه توقع قد يحدث ومحاولة لإرهاب رجال الأعمال ليس الثلاثة.. بل آخرين.
التحرش السياسى بالمعارضة من جانب الإخوان أمر يؤكد أنهم ينتهجون المبررات السطحية ويسوقون الأكاذيب لحفظ ماء الوجه أمام تيار جديد بعيداً عن قوالب تاريخية.. تيار يضم شباباً وهم أصحاب التغير الذى حدث فى مصر لا غيرهم. شباب تمرد بالفعل أزعج الإخوان والتيار السياسى الإسلامى وأحرجهم وكشف زيف حقائق كانت تتداول بأن الشارع والشباب تحديداً تركوا الميادين والسياسة للكبار والعواجيز
30/6 بالفعل كابوس واضح والدليل أن البعض تغير عقله.. واتزانه وأصبح يوزع الاتهامات يميناً ويساراً لعل وعسى!مندهش من استمرار حالة الاستعداء والتجييش ضد البعض والدعوة لاغتيال البعض.. وهو أسلوب ساذج وأعتقد أنه غير مُجد الآن لأن الشعب أصبح لديه قدرة على كشف التحريض والمحرض.. أعتقد أن الهجوم بهذا الشكل على رجال الأعمال فريد خميس ومنصور عامر ومحمد الأمين هو دعوة لكوادر أصحاب الاتهام لاغتيال الثلاثة.. فالأمر هنا يحتاج وقفة وشجاعة هذا يندرج تحت اتهام التحريض وبالتالى يوجد فى البلد قانون وكشف المحرضين ضرورة.. ومعاقبتهم فوراً.. هو العدل.. فهل سيمر الموقف - كالعادة - دون حساب.. وخوفاً من أن تستيقظ على محاولات لاغتيال رجال الأعمال الثلاثة من جانب متطرفين على الجميع أن ينتبه بأن تلك اللعبة قد تمتد لتحرق آخرين دون تفرقة.

 
 [email protected]