
كمال عامر
انزعاج.. غير مشروع
■ عدد من المتابعين للمشهد السياسى أعلنوا انزعاجهم من انخفاض نسبة المشاركة فى انتخابات البرلمان عن مثيلتها ما بعد 2011.
السبب المؤكد أن حالة الاسترخاء السياسى التى تواجه مؤسسات العملية الديمقراطية بالبلد لقيت دورًا مؤكدًا انعكس على ما حدث.. من المعروف أن المصريين خرجوا فى المعارك الديمقراطية، دستور 100 استفتاء برلمان عندما استشعروا الخطر الذى يحيط بالبلد وبأهله خاصة أن هذا الخطر كان قد اقترب من المنازل والأسر، خطر داخلى شكل تهديدًا مباشرًا لى ولأسرتى، نتيجته قد يصادفك الموت حول قصر الاتحادية من رجال نظام الرئيس السابق مرسى وجماعته.. أو من سائقى الميكروباص فى شارع صلاح سالم.. أو من حرامى استغل الفراغ الأمني.. أو من سارق سيارات بالإكراه.
الخطر الداخلى كان يعنى رصاصة طائشة من فرد داخلية من أمام فندق سميراميس وهو يرد على متظاهرين يقذفونه بالحجارة والرصاص من فوق كوبرى قصر النيل.
الخطر الداخلى من مظاهرة فى شارع قصر العينى تهتف ضد الصحافة القومية واقتربت من «روزاليوسف» لحرقها.. رافعة لافتات من صناعة الإخوان.
فى هذا الوقت.. خرجت أسرتى وأولادى وأنا نجرى فى اتجاه الصندوق.. هو التصويت هنا للإنقاذ.
الأن انحصر الخطر.. لم يعد الميكروباص أو التوك توك سيدى الموقف بل تراجعت سطوتهما.
الشرطة تقوم بدورها.. محور الشر والنظام العنصرى والطائفى تم إسقاطه بإرادة الناس وبأعداد أكثر مرات من الذين أتوا بهم.
إختفت المظاهرات المسلحة بعد أن أيقن الناس بضرورة المحافظة على الحياة كهدف وأن الاختلاف السياسى يجب ألا يختلط بالدم.
الآن الأمن يخيم على أرجاء البلد، ولم يعد الأمن الشخصى مهددًا.. الجيش والشرطة يقومان بعملية قتال المتطرفين نيابة عن الناس بمعنى أوضح، تراجع الخطة، وكان من النتيجة رفع شعار «نام وحط فى بطنك بطيخة صيفى» وقد كان هناك الالتزام بهذا الشعار.
■ بالطبع فى المعركة الانتخابية.. البرلمان المقبل.. اختفاء نجوم.. مثل هذا المشهد وظهور جدد أثر بشكل كبير على مظاهر العملية برمتها.
مع اختفاء النجم أو البطل الأكثر شهرة.. تراجعت أرقام مبيعات التذاكر.. هذه قاعدة فى الفن.. وأيضا فى السياسة.
■ المشاكل الاقتصادية التى تواجه الناس قللت من الاهتمام بمشاكل البلد سواء برلمانًا أو خططًا مستقبلية عندما تعانى فى منزلك.. يختفى الاهتمام بما هو دون ذلك.
■ بالطبع هناك من تضرر من 30/6.. شرائح مختلفة منهم ناشط.. حقوقى.. استاذ جامعة تاجر.. أحزاب.. إعلاميون.. أمور طبيعية.. ومن حقهم أن يغضبوا.. لكن أن يقودوا هجومًا بشكل عام ضد من ناصر 30/6 ويواصلون حالة الحقد قد يكون مقبولًا لو أن مثل هؤلاء في الخارج.
أحدهم يطل علينا يوميًا بسطور حاقدة.. الرجل معذوره ظهوره فى المجتمع تصادف وجاء مع 2011.. وارتبط اسمه بصفات ومواقف على الأقل مجتمعنا يرفضها ولكن لأنه درس فى أمريكا وعمل فى بيروت وأعتقد أن تلك الخلفية وراء الاختلاف حول معظم أمور ثقافتنا.
الرجل كان نجمًا وبرلمانيا واستديوهات الفضائيات تحت أمره لكن منه لله عبدالرحيم على وتسجيلاته التى كشف الجانب المظلم من حياة النجم الصاعد فى حماية الإخوان خاصة علاقته بالإخوان وكيف كان يعمل لديهم وينفذ خططهم سرًا ويتصرف عكس ذلك علنا.
شرائط عبدالرحيم على رئيس تحرير البوابة نيوز وعضو البرلمان كشف لنا أسماء الخونة والجواسيس والذين حصلوا على الدولارات مقابل مواقفهم!
كشف أيضًا عن سلوك مجموعة أظهرت للناس أنها معهم ولكن شرائط عبدالرحيم على كانت وثيقة بأنهم كاذبون.. مخادعون.. مجرمون.. باعوا ضمائرهم من أجل المناصب والمكاسب.
■ سيظل هناك صراع واحتقان من جانب شريحة.. أرى أن 30/6 صادرت أحلامهم وشرائط ووثائق عبدالرحيم حرقتهم بجاز أسود أمام الناس بعد أن كشفت كيف أنهم تلاعبوا بمشاعر المصريين.