
كمال عامر
30 /6.. وداعاً للخوف
حالة من الاحتقان فى أرجاء المحروسة.. شوارع أصبحت غير قادرة على السيارات.. جنود مرور فى أزمات أقلها أزمات تنظيم المرور.. صحافة مُستنفرة.. فضائيات لم تترك شيئاً إلا وقتلته بحثاً.
شائعات ما قبل 30/6.. وسؤال مكرر تفتكر إيه اللى ممكن يحصل.. التحليلات متنوعة تتوقف على صاحب التحليل ومصلحته أو رؤيته الخاصة أو مصلحته!
الأسرة نفسها أصيبت بالهوس!! أين تذهب؟ هل خارج القاهرة؟ ومن يضمن الطرق؟
الحياة لم تعد مؤمنة.. الحالة الاقتصادية الخانقة تكاد تقتل البشر!! الغلاء يحرق جيوب البسطاء حالة من الغضب بدأت تحل محل كلمات مختلطة بالأمل.. أثناء حالة الغضب قبل 25 يناير 2011 كنت أستمع للشباب.. فى كلماتهم رسموا صورة للمستقبل لمصر كلها.. كنت أحاول وأحاور وأرضخ لم يكن لأى طرف يحذر أو يشكك!
والآن! اختفت كل كلمات التفاؤل.. وحل بدلاً منها الخطر الذى ينتظر مصر كلها ما لم يتم حل المشاكل السياسية الخانقة!
الإخوان المسلمون بدورهم شباب الجماعة ناقم على ما يحدث.. تاريخ طويل صنعوه من خلال خدمة البسطاء.. أصيبت الجماعة بأضرار عندما لجأت إلى المناورة السياسية فى الحوار وفى محاولة للخروج من الحصار بدأت الجماعة تفقد أهم عناصر قوتها.. الإسلام الصحيح والسلوك الحسن.. مع أنها تمارس السياسة بالمفهوم العام.
مصر الآن فى مرحلة مهمة إما أن تخرج من المأزق.. أو تدفع الثمن.
< من خلال رؤيتي.. مصر لن تدخل فى حرب أهلية حتى لو مات ألف مواطن مصري.. لأن من الواضح حتى المتطرفين من الإسلام السياسى لا يمكنهم الدخول فى تلك الحرب ولا تحمل تبعياتها ولا يملكون الإمكانيات لتحقيق ذلك.. فى الوقت الذى نبذ المصريون الخوف ويصرون على المشاركة.. أرى أن المتطرفين لن ينجحوا فى إشعال تلك الحرب لأن خسائرهم هى الأكثر والأهم أن الغالبية العظمى من الشعب أصبح مدركاً بأن الخوف من رصاص الإسلاميين انتهى وقد يدافعون عن أنفسهم.. لو أطلقت طلقة واحدة سوف يخسر الإسلاميونليس معركتهم السياسية مع غيرهم.. بل تعاطف كل المصريين والعالم.. فى ظل أنهم المرشحون لبدء العنف كما جاء فى تصريحات قادتهم.
أنا شخصياً مطمئن بأن 30/6 هو رسالة كما حدث من قبل.. للإخوان المسلمين بأنهم بالفعل جزء من نسيج الوطن.. ولكنهم ليسوا كل الوطن هذه حقيقة مؤكدة فى البرلمان والحياة السياسية.
بدون شك أن تفكيك السلفيين إلى أجنحة وأحزاب هى صناعة ماهرة وأعتقد أن قيادة السلفيين بالأحزاب تعلم جيداً من الذى فخخ وحدتهم ومزق صفهم وخلف وعده معهم!
السلفيون قوة واضحة فى المشهد السياسى ومن حقهم الحصول على نصيب فى إدارة شئون البلاد خاصة أن نصيبهم فى الشارع ازداد مع طرحهم فى سبيل المصالحة وجهودهم للم الشمل.
الليبراليون أيضاً فى مصر جزء أساسى ومن حقهم أن يكون لهم تواجد فى كل الحياة السياسية بالبلد.. ومن غير المنطقى أن يتعرضوا لحملة التشويه الممنهجة.
المشهد يؤكد أن هناك حلولًالو أراد الرئيس مرسى الحل.. بدلاً من الاستقواء بالخارج من أمريكا وإسرائيل وحماس ومن المهم الاستقواء بالداخل وهو ما يدعونى لتقاسم السلطة أى مباحثات بإشراف دولى وهذا لا يقلل من وطنية أى طرف لأن الجميع يتفاوض مع أمريكا.. ويجتمع بالسفيرة الأمريكية والاتحاد الأوروبى وأيضاً.. الضمانة هنا لها أهمية فى الضغط وكبح جماح المتطرفين من الأطراف.. أنا هنا لا أدعو لإنقاص وطنية من يستجيب لأن اللعب على المكشوف.. أمريكا هى اللاعب الرئيسى فى المشهد المصرى ولديها أصدقاء بين ومن الجميع ومصالح أيضاً.. هى الأكثر تأثيراً.
أمر مهم أيضاً الأقباط قوة مؤثرة وأعتقد أن المتطرفين من هواة السلطة والدم لم ينجحوا فى رعب الأقباط لمنعهم من المشاركة.. بل زادوهم قوة فى المشاركة.
< الجيش المصرى هو الضامن لوجود البلد والدولة والشعب.. وقياداته قالت: ننحاز للشعب.. كما سبق وأن فعلوها وحققوها فى يناير 2011، ولولا الجيش المصرى ما تغير النظام السياسى فى مصر كان ومازال اللاعب الرئيسى فى كل الأحداث.. كلمة السيسى أنه ينحاز للشعب.. والرسالة معناها.. الكلمة بيد الشارع.