الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
30/6 الأمل أو الموت

30/6 الأمل أو الموت






■ مصر كلها في توتر.. حكومة ومعارضة.. وممتنعين.. الإعلام خلق حالة أيضاً من التوتر بعد أن طرح أسئلة دون إجابات. المعارضة حددت الموعد 30/6 يوماً لإصلاح خلل حدث عندما ورث الإخوان الثورة بكل مفرداتها.. والإخوان بدورهم يحاولون إجهاض الموقف والخروج بأقل الخسائر.

المعارضة طرحت الخروج الآمن للإخوان.. والإخوان ردوا بالدعوة لتقاسم السلطة.. وهي دعوة كالعادة متأخرة.. مما أفقدها قوتها.
المعارضة أعلنت بوضوح.. كارت أحمر.. والإخوان يحاولون لم شمل الأقرباء لهم من الأحزاب الإسلامية أو المتعاطفين معهم.
حرائق بين النخبة السياسية.. وأيضاً في الشارع.. حالة من الاستنفار تعم البلد.. والشلل أيضاً.. لدرجة أن هناك بعض الأسر تركت القاهرة هروباً من سيناريوهات الغضب.
قصر الاتحادية أيضاً تزين انتظاراً للحفل الديمقراطي في 30/6 لدرجة أن البلدية غسلت الأسفلت ونظفت السور وتم بناء حجرة 2×2 متر فوق غرفة الحراسة الموجودة علي البوابة المطلة علي الميرغني مع غلق فتحات غرفة الحراسة دون أي إضافة في ارتفاع الأسوار.. مع بناء بوابات مصفحة لأبواب القصر واستمرار العمل لتركيبها 72 ساعة حول قصر الاتحادية.. عدد من الأسر المقيمة وجدت لنفسها مكان إقامة آخر.. أصحاب المحلات استعددوا بالتحصين ونقل البضائع.. ويبقي نادي هليوبوليس داخل الحصار.
الشوارع المحيطة بقصر الاتحادية وأماكن الحرائق استعدت للخيام والإقامة.. ويدفع جامع عمر بن عبدالعزيز ثمن الغزو البشري.
روكسي استعد ليوم الغضب.. كاميرات الفضائيات حجزت لها أماكن في العمارات المرتفعة.. والأسوار الخرسانية جاهزة لغلق محيط القصر فيما لو ارتأت الجهات الأمنية ذلك.. سكان روكسي في المربع المواجه للاتحادية يعيشون مع اقتراب 30/6 في رعب.. هم وأولادهم في موعد مع الموت.. الرصاص لا يفرق بين الإخوان والإنقاذ.. وفرق الاغتيالات تعرف جيداً الأسماء بالقائمة المختارة.. والمحصلة القلق والخوف بين الأسر!
تليفونات من الداخل والخارج.. ماذا ستفعل في يوم الغضب؟ لماذا لا تغادر؟ وأين سيذهب الأولاد؟ ردي علي كل من يسأل عني.. لا أحد في مصر آمن علي نفسه؟ من الممكن أن يطاردك الموت في كل لحظة.. هناك غاضبون ومجانين وعقول مغيبة بيننا يغذيها حقد وتحريض أعمي.. التحريض ليس حكراً علي شخص أو عالم دين.. لكن أصبحت هناك شريحة سياسية تخصص لتحريض بالدين هو الأخطر.. وفي المقابل لم يعد أحد يخشي الموت بالمولوتوف أو بالرصاص.. الموت واحد.. والحياة آمنة من الله سبحانه وتعالي.
نعم ما يحدث في مصر يحتاج للتضحيات ولكن أيضاً اللاعبون في العملية السياسية يدركون جيداً أن كل طرف من الأطراف ليس هو كل التغيير.
والقوات المسلحة وهي اللاعب الرئيسي في يناير 2011 تحملت الإهانات والدجل السياسي والابتزاز ولم تكشف دورها وتراجعت لمنح الجميع فرصة.. في نفس الوقت عليها واجب أخلاقي في ضمانة المحافظة علي دماء المصريين والوعد قاطع وواضح وهو الانحياز للشعب وهذه كلمة السر.
بعض الأحزاب والسياسيين يحاولون مهاجمة القوات المسلحة لتكرار سيناريو ترك الساحة.. هؤلاء لا يسعدهم حماية الدم والحياة وضمانة وحدة مصر وشعبها.. الجيش لن يسمح بالفوضي أو انهيار الدولة ولن يقف صامتاً.
المشهد ملتهب لكني علي يقين بأن هناك حلولا.. أعتقد أن 30/6 سوف يكون دافعا للإخوان للتعامل بواقعية مع المتغيرات العالمية والإقليمية علي الأقل هم الآن أكثر تقبلاً لتقاسم السلطة.
مع الأسف هم لا يتعلمون.. قراراتهم بطيئة.. وعادة ما يصدرونها بعد فوات الآوان.. مع اقتراب 30/6 بدأ عقلاء الإخوان في الدعوة للم الشمل.. والأهم اعتراف الرئيس مرسي بأن حكم مصر ليس لفصيل واحد.
■ كانت شجاعة من أهالي الأقصر وكل المصريين عندما صرخوا ضد محافظ الأقصر عادل الخياط وأجبروه علي الاستقالة.. نعم هناك فخ تم نصبه لحزب البناء والتنمية من جانب اختيار هذا المحافظ.. لأنه كان مدركاً لغضب المصريين وبالتالي هو هنا أرضي الحزب بقبول التعيين وأرضي الناس بالاستقالة.
مازال عندي أمل في سماع الإخوان لصوت العقل.. تقاسم السلطة الآن هو الحل الوحيد والمضمون.