
كمال عامر
يارب.. اتخنقنا!!
لم أكن أتصور خلال كل مشوار عمرى أن أرى مصر بهذه الصورة.. مشاهد حتى عقلى الباطن لم يتخيلها.
كنت أقرأ أو أشاهد لقطات عن دول أخرى.. لكن لم أتصور أن أعيشها أو تحاصرنى.
كنت أقرأ عن سيارات تتحول إلى حديد خردة.. ولكن حدث أن قطعت أمس مسافة ثلاث كيلو مترات فى شارع صلاح سالم فى ساعتين ونصف!
فى مصر ـ الآن ـ فوضى فى الشارع لا مثيل لها.. أى شخص قد يتعرض للموت.. ولا أحد مهتم.. يحكم الشارع الآن الفوضى والبلطجة ليس شرطا أن تكون عضلية.
الناس وصلت لمرحلة حرجة.. المشاكل تحاصر الجميع.
لم يعد مكان فى مصر آمناً يمكن اللجوء إليه.. وكأن الله سبحانه وتعالى يعاقبنا ويختبر قوة صبرنا حالة هستيريا سياسية.. خوف وقلق ورعب، والأهم أن الإخوان فى محاولة منهم لامتصاص الغضب الشعبى فشلوا فى تقديم أى حلول.
ماذا يحدث فى مصر الآن؟ القتل أصبح برخصة وفتوى ملاكى وللبيع من رجل دين حشاش أو مجنون؟ تحولنا إلى أفغانستان أو باكستان.
أنا شخصيا أشعر بالغضب على مجموعة ألحقت أكبر الضرر بمصر.. أضروا بالمشروع الإسلامى نفسه وألحقوا به أكبر الخسائر ولو دفع أعداء الإسلام مليارات الدولارات لتشويه الإسلام ما نجحوا.. بينما التاريخ سيذكر أن مجموعة من المصريين فعلوا ذلك.. كان هناك تفكير واضح فى اقامة امبراطورية إسلامية فى مصر السودان، وليبيا والجزاء والمغرب والأردن وسوريا.. ومع الأسف عندما منح الغرب الفرصة لإخوان مصر للبدء فى تحقيق هذا الهدف حدث ما لم يتوقعه أحد.. ألحق الإخوان أكبر الضرر بالاسلام والمسلمين وايضا بمصر والمصريين قالوا لن نعين من العشيرة.. وفوجئنا بتعيين الإخوان فى المحافظات والوزارات.. وغيرهم خانوا الوعود.. كذبوا.. ولا أعلم ما هى الأحاديث أو الآيات القرآنية التى استندوا عليها لتبرير الكذب وتسويقه أمام الناس والأولاد داخل عائلاتهم!
اتخنقنا.. ننتظر الموت دفاعا عن كرامتنا.. هذا شعور الناس وأنا منهم.
لم أتصور أن أرى فى حياتى هذا الكم من الغضب والاحقاد.. وتصفية الحسابات.
لم أتصور أن أرى الناس تترحم على أيام نظام مبارك.. كنت أتصور أن هناك سنوات حتى يقف المواطن مع نفسه لتقييم نظام مبارك والحكم الصحيح عليه كما حدث للملك فاروق أو أحفاد أو أولاد محمد على.. والذى تم انصافهم بعد عشرات السنين.
الإخوان المسلمون نجحوا فى زيادة الكراهية بين المصريين.. والاخطر بين المصريين والجماعة.. ورطوا المشايخ.. وطوعوا الفتاوى.. وصنعوا الفتنة.. فشلوا فى إدارة الدولة وفخخوا السلفيين ومزقوا وحدتهم.. وقدموا للتاريخ أضعف أداء سياسى تندر عليه العالم.
الإخوان أغضبوا كل العالم.. حتى الدول العربية المقربة.. «السعودية والإمارات والكويت وغيرها...» صنعوا الفتنة بين مصر الدولة وتلك الدول.. وحاولوا اللعب بورقة إيران ـ العراق انتقاما، لكن المحصلة تؤكد غضب الدول العربية بل والعالم من التجربة الإخوانية.
فى محاولة منهم لمنع الغضب الشعبى يحاول الإخوان بث الخوف بين المصريين لكنهم لم ينتبهوا أن الخوف لم يعد يشغل المصريين.
الإخوان بالفعل فشلوا فى إدارة البلد.. ولم يفرقوا بين الدعوة والدولة.. نعم ليست لديهم خبرة.. ويتمكلهم الخوف وهناك رفض واضح لهم من حيث المبدأ.. ولكن أيضا هم الذين أبعدوا الشركاء وغدروا بالاصدقاء وتكبروا على الشعب.
الغضب الشعبى مبرر وهو الحاسم فى موقعة عودة مصر للمصريين دولة آمنة يحترمها العالم ويقدر قيادتها عودة التنمية والطمأنينة والسلام للشارع وللمواطن هذه الحقوق مشروعة ومتفق عليها.
التغيير للأسوأ هذا هو ما حدث.. بدليل أن هناك أصواتا تقارن بين ما نحن فيه وما سبق أن كنا وقد انكشفت المواقف وظهر جليا أن مصر فى حاجة إلى قيادة يمكنها تدارك الموقف بسرعة.. بعد حالة الانهيار الذى بدأ ومازال مستمراً.
أنا شخصيا طرحت مبادرات قلت تقاسموا السلطة.. قلت لا صدام مع أى إعلامى.. قلت لا تستخدموا الدين مبررا للقتل وتصفية الخصوم.. قلت نزلتم الشارع وتركتم الدعوة للجهلة والافاقين ولم يجد المواطن مكانا يتجه إليه للحصول على جرعة إيمان تمكنه من مواصلة الحياة.
الإخوان فصيل مصرى.. لكنهم ليسوا كل المصريين.