الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الغضب: نعم هناك حل..

الغضب: نعم هناك حل..






سؤال: هل يمكن للرئيس مرسى أن يحل المشكلة والآن، أم لا؟
 
الإجابة نعم يمكنه بالفعل أن يمتص غضب المصريين.
 
أنا أسأل: ماذا يضر الإخوان فى الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة؟ طالما أن المعارضة تطلب ذلك والإخوان لديهم ثقة فى أغلبيتهم؟
 
رفض الطلب يؤكد أن الإخوان فقدوا الشارع.. وبالتالى هم الأكثر رفضاً لهذا الطرح.
 
قلت مراراً على الإخوان تقاسم السلطة مع المعارضة.. دعوت قبل الغضب بشهور.. لكن كبار الإخوان وعواجيز الجماعة لم يثقوا فى أحد باستثناء الإخوان.. وهو ما أوصلنا لهذا الموقف المتأزم.
 
الغضب الشعبى ليس بسبب الفلول أو البلطجية أو غيرهما كما يدعى الإخوان وهو تبرير خاطئ.. الغضب شعبى عشوائى لم يحركه إلا سلوك الإخوان فى إدارة البلد.. ولكن بدلاً من أن يتحلى الإخوان بالشجاعة معلنين اعتذارهم للشعب.. مبررين ذلك بعدم الخبرة أجد أنهم يوزعون الاتهامات شمالاً وشرقاً وفى كل الاتجاهات.
 
هناك حقائق مؤكدة.. أن الرئيس السابق حسنى مبارك لن يعود لحكم مصر ولا ابنه جمال مبارك راغب فى ذلك.. وأيضاً لا أحمد نظيف ولا العادلي أو غيرهما.. بمعنى أدق أن تبريرات عودة نظام مبارك وهم وإفلاس وحجة ضعيفة!
 
طيب هو فيه إيه؟
 
نعم هناك أشخاص عاشوا فى ظل نظام مبارك.. هم الآن عملوا مقارنة.. وجدوا أن كل الاتهامات التى طالت النظام السابق تم الرد عليها، بل والأخطر أن القضاء قال كلمته فى الشعارات أو الاتهامات، وهنا وقفة أن الممارسات التى حدثت بعد يناير 2011 أكثر ألماً مما كان قبل ذلك.
 
بمرور الوقت توافرت الحقائق وكما قلت إن ممارسات الحكم وطريقة إدارة البلد وحالة الغضب التى عمت كل المصريين.. أعادت الاعتبار للرئيس السابق مبارك بعد عام واحد وهى سابقة لم تحدث فى العالم.
 
يكفى أن الملك فاروق انتظر خمسين عاماً حتى يهدأ المصريون تجاهه.. أعتقد أن سبب الغضب أيضاً هو أن بارونات المشهد السياسى الجديد اتضح أن معظمهم شارك فى الضحك على الشعب.
 
الغضب الموجود فى الشارع ناتج عن ضياع الحكم.. والغش والتدليس.. المواطن البسيط يعيش معاناة زادتها الأحداث سوءاً.
 
أنا شخصياً أعتقد أن على كبار الإخوان الانتباه للمشهد ودراسته بعقل مفتوح.. أكرر الناس لم نعد تخشى عنف الإخوان ولا تهديدات الإرهابيين ولا رصاص أو خرطوش.. الشعب أصبح قوى وجامد.. يشاهد الدم أمامه وخلفه والموت يحيط بأى شخص.. على الإخوان تغيير تعاملهم مع الشعب.. عليهم احترام قوته.. واتقاء غضبه.. هو ليس مديناً لهم.. الشعب منح الإخوان فرصة العمر.. لم يشاركوا فى الثورة ولكنه منحهم صوته وتأييده، والنتيجة أن كبار الإخوان ابتعدوا عن الشعب وعاملوه بقسوة وعدم اهتمام.
 
أى مصرى يشعر بالحزن والغضب على دماء ذكية قد نفقدها من المعارضة أو الإخوان.. هذه بديهيات لكن المحرض يجب أن يحصل على العقاب.. المحرضون معروفون والتسجيلات موجودة.. نعم سوف يأتى يوم يدفعون ثمناً لهذا التحريض الإجرامي.
 
إلى كبار الإخوان: الوقت لم يمر بعد.. أتمنى ألا تستيقظوا بعد ضياع ساعات اليوم.. الحل يبدأ من الآن بقرارات مضمونة وحماية معروفة.. تقاسم السلطة والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة.. والبدء فى تعديل الدستو..ر على الأقل لو فعل الإخوان ذلك قد تنقسم المعارضة وتتمزق ويؤجلون رحيل الرئيس!
 
على الإخوان البحث عن خروج آمن من المأزق حتى تتوقف خسائرهم. عليهم أيضاً عدم الدفع بشباب الإخوان إلى التصادم، دماء المصريين جميعاً عار على كل محرض وكل بلطجى أو صاحب مصلحة سياسية.
 
المحافظات تغلى والأحزاب الدينية تجيش شبابها لمذبحة أمام الاتحادية.. ولو حدث ذلك فالجريمة لا تسقط بالتقادم.. إذا كانت تمرد هزمت الإخوان بالنقاط.. فهذا راجع إلى سلمية الطرح وانتقاء الألفاظ فى التعامل والإعلان.
 
الإخوان خسروا اليوم حتى قبل حسم الغضب كان يمكن ومازال احتواء الموقف الشعبى بطرح جاد.. وأؤكد أن خصوم الإخوان ليسوا فلول.. ومعارضيهم ليسوا علمانيين.. هذه الإشاعات لم تعد تؤثر.. الخطأ إخواني.. والمشكلة إخوانية ومن جماعة ظلت بعيدة.. وعندما تولت حكم مصر اتضح أنها لا تؤمن بالمشاركة ولا تداول السلطة وهو ما كانت ترفعه!