الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الغطرسة الخاسرة!

الغطرسة الخاسرة!






  كلمة الرئيس مرسي الأخيرة في خطابه أمس الأول تضمنت عددًا من المؤشرات مثل استجابته لعزل النائب العام الحالي وعودة المستشار عبدالمجيد محمود والموافقة علي تعديلات دستورية وقانون انتخابي جديد وتفهمه علي تشكيل حكومة جديدة إلي هنا أعتقد أن هذه الإجراءات كانت كفيلة لعودة الهدوء للشارع قبل غضب 30/6.. الرئيس كعادته لم يفوت الخطاب إلا وقد حوله إلي سبب آخر للانقسام برغم إبداء الرجل لمساحة من التسامح لكن مع الأسف أضاع حتي الجزء المضيء منها بإبحاته الدماء المصرية للمحافظة علي كرسيه تحت مسمي الشرعية.
 
كلمات ومصطلحات غريبة علي رئيس دخل السجن واقترب من الموت وعاني الكثير من المحن وأعتقد أن حياته بهذا الشكل أوجدت داخله مساحة من رغبة في الثأر من المجتمع المصري كله.. بدلاً من أن يكون هو الزاهد في الدنيا والمناصب.
 
الخطاب لم يعجب أكبر المتسامحين والذين لم يعجبهم أن يدفع الرئيس مرسي وحده ثمناً لانهيار البلد لكن كالعادة خسر الإخوان الجولة أيضاً وانحصر خطاب الرئيس مرسي في كلمات محددة «تحدي كل المجتمع وتسفيه المسيرات الغاضبة ضده بالميادين.
 
كلمات الرئيس مرسي المستفزة إلي الجيش والشرطة والإعلام والشباب الثائر مؤلمة.. كنت قد حاولت أن أجمع مجموعة من المبررات للرجل ولكن أنا أشفق جداً علي الرئيس والإخوان وشباب الإخوان تحديداً.. لقد أضر كبار الإخوان وشيوخها بالحركة الإسلامية أشد الضرر!
 
خسر الإخوان الشارع والقضاء والشرطة والجيش والشباب والإعلام.. لم يعد لهم سوي تأجيج مشاعر الشباب واللعب بها ودفعهم للتصادم مع أهلهم!
 
■ القتل جريمة لا تسقط والثأر جريمة لا تسقط بين الناس والدم جريمة يعلم معناها الرجال.. المهم أن كل من حرض علي الدم والقتل والاغتيال لن يفلت من العقاب لأن فيديوهات الأشخاص المحرضين موجودة ونص بيانات والخطابات والتصريحات الصحفية هنا أو هناك والحوارات في الفضائيات المحرضة علي العنف والقتل موجودة والفتاوي الداعية إلي سفك الدماء موجودة إذا ليس هناك إلا بلاغ وشهادة من أحد الأشخاص وتبدأ التحقيقات والنهاية معروفة.. إذا علي رؤساء الفتنة بالمشهد السياسي أن يتأكدوا أن الضرر سوف يلحق بهم الآن أو غداً.
 
الرئيس مرسي في خطابه الحاد لم ينجح حتي في رضوخه للطلبات المشروعة.. وتحدث وكأنه يتجرع السم كما قلت ونشرت هنا.. الموافقة علي جزء من طلبات المعارضة بمثابة تجرع السم عند الإخوان ومرسي.
 
نقطة أخري جاء بالبيان اتهام مرسي للجيش المصري وقادته بأنه يهدده ويهدد الشرعية.. وردي أنه نفس الجيش الذي تدخل وحافظ علي دماء المصريين وانحاز للشارع ودفع مبارك علي التخلي عن منصبه.. وهو الآن يكرر نفس المشهد بانحيازه للشارع والشعب وتدخله لحماية المصريين في الحالة الأولي صفق مرسي والإخوان للجيش.. لأن الموقف كان يصب في صالح مرسي والإخوان.. بينما انحياز الجيش للمصريين بعد 30/6 وجد معارضة من مرسي والإخوان لأن الموقف لا يصب في صالح الرجل وجماعته.
 
هذه هي الأنانية السياسية التي يتعامل بها الإخوان والرئيس مع الأحداث.
 
لقد أثبت المشهد أن الإخوان بالفعل يسعون لمصلحة الإخوان وليس غيرهم.
 
الإخوان يدفعون ثمناً للانتهازية السياسية.. ولمواقفهم المترددة.. ولشهوتهم للسلطة وغرورهم.
 
وأعتقد أن خلافاتهم مع رفقاء يناير 2011 مؤلمة.
 
الإخون فصيل سياسي مهم لهم حقوق وعليهم واجبات وهم مجموعة مؤثرة.. لا يمكن إقصائهم من المشهد السياسي وإلا نقع في الخطأ الذي وقعوا فيه.. وعلي كل الذين يسعون من الانتقام منهم سياسياً أو غير ذلك أن يتفهم أن الساحة السياسية تسع الجميع.
 
خطاب الرئيس مرسي كعادته كان غطرسة سياسية ودعوة تحريضية وهزيمة واضحة لأفكار انتهازية ورغبة للاستحواذ علي كنوز الدنيا بما فيها المناصب والجاه.
 
أكرر مبارك تخلي عن منصبه من أجل نقطة دم من مصري قد تسيل علي الأرض ومرسي رفض المصالحة بشروط محايدة داعياً إلي قطع الرءوس من أجل المحافظة علي منصبه.. سبحان من له الدوام.