الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإخوان.. ورقصة الموت

الإخوان.. ورقصة الموت






حالة الغليان والهستريا التي أصابت الإخوان والمتعاطفين معهم ونبرة التهديدات والاعتداء علي متظاهري التحرير من ناحية ميدان عبدالمنعم رياض.. واغتيال أحد المصريين بطلقة رصاص من شاب يرتدي جلبابا أبيض أمام الحرس الجمهوري.. وما يحدث في الاسكندرية.. كلها مشاهد توضح أن الإخوان يؤدون رقصة الموت.. وهي آخر مشهد لهم في الحياة السياسية.. العنف لن يفيد الإخوان.. ولن يؤدي إلي عودة الرئيس السابق مرسي ولن يزيد من التعاطف مع التيار الإسلامي.. والأهم لن ينجح هذا الابتزاز!!

الإخوان في مأزق واضح.. بعض من كانوا يوفرون لهم الحماية رفعوا أيديهم.. ومناورات أوباما موجهة للشارع الأمريكي.. والأصوات المؤيدة للإخوان بدأت تنحسر وتتراجع.
مع كل طلقة من خرطوش إخواني أري أنهم يفقدون متعاطفا.. وفي النهاية لو استمر الإخوان علي هذا السلوك مع الشعب والجيش والشرطة أري أنهم ينتحرون ومع الأسف لن يذهبوا إلي الجنة.. خاصة أن البعض بدأ في بيع القضية والمتطرفون في تأييد الإخوان يعيدون النظر في مواقفهم وهي أمور دنيوية!!
رصاصات الإخوان أو الإرهابيين ضد المصريين جريمة لا تسقط بالتقادم وحرق مصر لتولي منصب رئيس الجمهورية جريمة لن تحدث لسبب أن المصريين مسالمون ولكن في نفس الوقت لديهم غضب قد يتحول في لحظة إلي نار تحرق الإرهابيين والمتطرفين!
علي الإخوان أو المتعاطفين معهم أن يفهموا رسالة الشعب التي أعلنها الفريق السيسي وزير الدفاع أن الشعب المصري لن ينكسر أمام متطرف أو إرهابي أو جاهل.. والدليل موقفه في ثورة 30 يونيه.. وخروجه بالملايين للتعبير عن الرفض والغضب من الانحراف في مسار الثورة.
المحرضون علي قتل المصريين معروفون بالاسم وهم الذين أعلنوها حربا أمام الفضائيات وعلي المنصة.. فتاوي قتل المصريين موجودة علي شرائط فيديو.. ومن السهل محاسبة هؤلاء وعلي شباب الإخوان إدراك الموقف والتراجع والعودة للدعوة والجامع وخدمة المجتمع كما كان يحدث وهو ما نجح فيه الإخوان برغم الفشل في السياسة إلا أن الدعوة بالمساجد أولي.
الإسلام يحتاج إلي التيارات الإسلامية لزيادة وعي الناس ونشر السماحة بينهم.. عندما ترك الدعاة المساجد ماذا حدث: انتشر العنف وسقط القتلي!!
نحن الآن ندافع عن أنفسنا.. لا الثورة أو التغيرات السياسية.. نعم للدفاع عن النفس برغم أنه بكل شيء.. إلا أن العنف مرفوض مرفوض.. لأن القاتل والمقتول مصريان.. وهو ما نهي عنه الإسلام الصحيح!
الناس هتنزل الميادين.. في استعراض قوة.. ولبث رسالة للمعارضين لعزل مرسي.. وهو أمر عادي.
حتي لو مات الألوف من المصريين الثمن يستحق.. والموقف يستحق والنتائج تستحق.. لكن لماذا الإصرار علي القتل؟ أهذا هو الإسلام!
وهل هذا ما علموكم؟
لماذا ذهب متظاهرو رابعة العدوية إلي الحرس الجمهوري وهم يعلمون جيدا أن هناك أوامر مشددة بالرد علي أي اقتحام.. هم في اللحظات الأخيرة قرروا الانتحار.
رقصة الموت الإخوانية الأخيرة تعني الاحباط وانحسار الأمل وضياع الثقة.. وتخبط في الرؤية والحل كما قلت.. اندماج الإخوان والأحزاب الدينية في المسار المرسوم.. نعم هناك خسائر ومكاسب.. لكن هذه هي السياسة.. يوم لك.. وآخر ضدك.
الإخوان فازوا بمكاسب واضحة منذ يناير.. حصلوا لأنفسهم علي كل مكاسب التغيير.. باعوا الشركاء.. هاجموا الذين ساعدوهم.. وانقلبوا علي الجميع.. إذن موقف الإخوان الآن من صنعهم.. الحصار المضروب حولهم من صنعهم!
إذن لماذا الغضب؟
علي الإخوان أن يعيدوا التفكير في الموقف.. ينظمون صفوفهم ويشاركون في صنع مستقبل الوطن.
أخطاء مرسي وراء عزله.. وأخطاء شيوخ الإخوان وراء المصيبة التي أصابتهم.. الشعب بريء مما حدث للإخوان.. عليهم محاسبة أنفسهم قبل غيرهم.