الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الجيش بين يناير ويونيه

الجيش بين يناير ويونيه






شقيقة لأحد شباب الإخوان بالشرقية اشتبكت مع شقيقها بعد قوله لها «سأذهب والإخوة إلي الحرس الجمهوري للاستشهاد»، انزعجت الشقيقة واستفسرت «من أين لكم بالسلاح لمقاومة الجيش».. قال لها «كل حاجة عاملين حسابها الإخوة بالقاهرة»..

هذا الحوار واضح ويؤكد أن قادة الإخوان نجحوا في تعبئة الشباب وتجييش مشاعرهم ضد الجيش والمعارضة والشرطة وهو ما يؤكد أن هناك ضحايا للمشهد وثمنا سوف يُدفع.
لا أتصور أن يكون رد فعل الإخوان دموياً علي ما حدث وهو ما يدفعنا إلي إعادة طرح ما قدموه خلال الفترة الماضية من قواعد جديدة للعملية الديمقراطية بشأن المشاركة والتفاعل، وأعتقد أن رد فعل الجماعة أوضح أن هذا السلوك لم يكن إلا مناورة.
نعم هناك دماء قد تتساقط.. وحالات قتل من الإخوان أو المعارضة ومن المهم أن ندرك اتهام قادة الإخوان في هذه الجريمة، فالتحريض واضح وهو ما قد يؤدي إلي محاكمة هؤلاء والحكم عليهم.
خسر الإخوان قيادة مصر.. وأيضا التعاطف مع غيرهم داخل المجتمع وهناك عقلاء بينهم من التيارات الإسلامية ممن شعروا بخيانة الإخوان لهم بطريقة أو بأخري!
المشهد مؤلم، قد يكون هناك تعطيل لمسار الديمقراطية مؤقتا لكنها لن تتوقف، والعالم أصبح أكثر إدراكا وتفهما لما حدث.
الجيش المصري في 25 يناير انحاز للشعب بمعني أدق هو صانع يناير 2011 وليس الإخوان والذين تم استدعاؤهم يوم 28 / 1، وقد كتبت ونشرت وقتها أن انحياز الجيش المصري للشارع وراء الحدث وليس أي فصيل سياسي آخر وقد صفق الإخوان وكل التيارات السياسية الأخري لجيش مصر وأثنوا عليه وأحاطوا رجاله وطوقوا أعناقهم بالورود.
الجيش المصري وراء صعود كل من نشاهد صورهم في المشهد السياسي بدءاً من مرشد الإخوان محمد بديع مروراً بالبلتاجي والعريان، وسلطان وصفوت وماجد وأبوإسماعيل وحمزاوي وكل القيادات الحزبية بالحرية والعدالة أو غيرها.
الجيش المصري وراء الثروات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للموجودين في المشهد السياسي، وأيضا انحياز الجيش للشارع في 30 يونيه كان يجب ألا يقابله الإخوان بإطلاق الرصاص علي المدنيين ومحاصرة ثكناته والتحرش بقواته، إنه نفس السيناريو لانحياز الجيش الذي رحبوا به في يناير وحاربوه في يونيه وهو ما يوضح انتهازية الإخوان وتلوين المواقف طبقا لمصالحهم الخاصة.
ظهور الإخوان كحزب أو تنظيم علني يرجع إلي الجيش المصري.. وانتصاراتهم في كل المواقع التي حققوها هي صناعة الجيش المصري ولا أبالغ إذا قلت إن كل ما حصلوا عليه كان بموافقة ومباركة الجيش المصري، لا أمريكا ولا غيرها وأعتقد أن الجيش المصري تحمل الاتهامات من جانب المعارضين للإخوان لدرجة أنهم اتهموه بأنه «باع البلد للإخوان».
إذاً عندما ينحاز الجيش والفريق السيسي للشارع مرة أخري كان علي الإخوان أن يتجردوا من الانتهازية السياسية التي يمارسونها ويلتزمون بقواعد اللعبة الديمقراطية، وليس علي طريقة ما دام الأمر في صالحي أهلا به، وإذا ألحق الضرر بي فهو مرفوض.
علي الإخوان إذا ما رغبوا في الاستمرار كحزب أن يعودوا لرشدهم ويدرسوا الأخطاء التي وقعوا فيها وأوصلتهم لتلك النقطة علي الأقل ليظلوا ضمن الأطياف السياسية ولو استمروا علي استخدام العنف كمنهج هذا بالتأكيد قد يصل بهم إلي النهاية.
استمرار الإخوان والمؤيدين لهم في انتهاج العنف كوسيلة للحصول علي مكاسب سياسية لن يفيد الإخوان حتي لو حققوا بعض المكاسب، إذا كانوا قد خسروا جولة فهي جولة سبق أن فازوا بجولة، هكذا السياسة وإلا أن الجماعة لا تعترف بتداول السلطة والتي أتت بهم.
إذا كان قادة الإخوان قد أفهموا شباب الجماعة بأن المناصب التي يسعون إليها تستحق الاستشهاد، الأمر هنا جريمة لأن الإخوان ما يشغلهم ليس العمل لله، بل لمصالحهم الشخصية الدنيوية، الإسلام لن يزداد لو كان الرئيس إخوانيا.. ولن ينهزم إذا ما تولي منصب الرئيس سياسيا غير إخواني.. هذه حقائق يجب أن ينتبه لها شباب مصر من الإخوان.