
كمال عامر
انتحار الإخوان
نتفهم الغضب مما حدث أمام الحرس الجمهوري. تشارك أهالي القتلي الألم.. لكن لماذا ذهب الإخوان إلي الحرس الجمهوري؟ لماذا يعتدون بالحجارة والمولوتوف والخرطوش علي جنود الحرس الجمهوري.. أعلم بأن الجنود لم يذهبوا إلي جامع رابعة العدوية إذا المشكلة معروفة.. لو لم يذهب المتعصبون من الإخوان إلي الحرس الجمهوري ما حدثت المجزرة! خاصة أن الموت حصد من الجنود الذين يدافعون عن أماكنهم والإخوان المعتدين!
■ ماذا بعد ذلك؟
الإخوان مع مرور كل يوم يزداد رعبهم وخوفهم عدد منهم، بدأ يتمرد علي السمع والطاعة لقادتهم.. الأعداد منهم بالميادين بدأت تقل.. في نفس الوقت وبعد استجابة الجماهير لدعوة النزول إلي الميادين والشكل الرائع للجماهير أمام الاتحادية وفي ميدان التحرير والمحافظات. هذه الحشود بالطبع كانت الرد الأهم علي حشود الإخوان. علي الأقل أكدت للعالم والداخل أن الرفض والمعارضة لحكم الإخوان أضعاف من المؤيدين للإخوان.. أمام قصر الاتحادية حماس وهتافات.. وأغان وطنية عائلات تحمل أطفالا ولم تهدأ التجمعات في ترديد الأغاني المعبرة.
التصعيد من جانب الإخوان وأنصارهم وراء ما حدث أمام الحرس الجمهوري أعتقد أن الإخوان ـ كما سبق أن كتبت ـ في النزع الأخير بشأن القتال علي عودة مرسي! لقد توقعنا هذا المشهد بل أعنف منه وأن أكثر المتفائلين كان يرشح العشرات قتلي!
الوطنية.. طائرات فوق الجماهير الحاشدة إشادة بالسيسي وهتافات لشيخ الأزهر وبطريرك الكنيسة.. واجماع علي بذل الدم للمحافظة علي مكتسبات 30 يونيو.
بعد تأكيد نجاح حشد المؤيدين.. فقد الإخوان أعصابهم بعد أن تسرب بداخلهم أنهم أقلية وأن الظروف لم تعد في صفهم.. وكان لزامًا التصفية من جانب الإخوان خاصة أن أمريكا وغيرها قد بدأت نبرة الرفض للوضع الحالي تتأخر وتتباطأ إذا افلاس الإخوان وراء الاعتداء علي الحرس الجمهوري وأعتقد أن الجماعة لم يعد أمامها علي الأقل للحصول علي أي نوع من المكاسب إلا تقبل شروط العملية الديمقراطية والاعتراف بالتغييرات الجديدة التي حدثت في 30 يونيو.
الإخوان في مأزق واضح.. وبعد انصراف أصدقاء لهم أو متعاطفين معهم سوف يجدون أنفسهم وحدهم في موقف صعب.. الشارع بدأ يدرك أن الإخوان غير مستعدين لحكم مصر لعدم توافر الخبرة. وأيضًا لفشلهم في استيعاب القوي السياسية الأخيرة.. الأمر الذي وضعهم في موقف صعب مع قضايا ومشاكل الشارع وحدهم.
إذن نشروا شائعات الإخوان بأن الجيش قتل الأطفال جريمة وسقطة أخلاقية من جانبهم، حيث اتضح أن صور الأطفال علي الفيس بوك هي لأطفال سوريا وهو ما يؤكد محاولة الإخوان في تأجيج المشاعر ضد الجيش وهو ما لم يحدث!
الإخوان ينتحرون سياسيًا ودخلوا في خصومة مع الشعب وليس الجيش أو الشرطة فقط بعد قتل عدد منهم.. وأعتقد أن أصدقاء الإخوان أو المؤيدين لهم من الأحزاب سوف يعيدون النظر في موقفهم علي الأقل خوفا من غضب الشارع!
أتفهم أن تعليق الإخوان علي فقدان الدولة ولكن أتعجب من رغبتهم وسلوكهم تجاه العودة للكرسي حتي لو سقط العشرات قتلي.
أي كرسي في الدنيا يستحق دماء المسلمين.. ثم هل هذا هو الجهاد.. المناصب في الدنيا هي غاية الإخوان.. وليس التقرب إلي الله أو الجنة!
الشباب الإخوان ليس كله إرهابيا أو مغيب العقل لكن أيضًا معهم قتلة ومأجورين ومحرضين.. كبار المحرضين ستتم ملاحقتهم. لقد أصابوا الحركة الإسلامية بأضرار بالغة!
لقد كتبت مرارًا وتكرارًا أن الذين قتلوا في الميادين وفي موقعة الجمل ماتوا من رصاص إخواني.. وبعد عام ونصف العام من كتاباتي بدأت الأمور تتضح بعد أن تعارك الأصدقاء فظهرت الحقائق.. التحقيقات بدأت. والقضاء سيلاحق المتورطين. وأتوقع أن يسقط المحرضون من الإخوان وغيرهم في قبضة الشعب.
الآن هناك دعوات لتطبيق العدالة عن طريق المحاكم الثورية وهو أمر لتضييق الوقت. لكن اللافت هنا أن الإخوان طالبوا بهذا منذ فترة.. وسبحان الله أن الدعوة مازالت قائمة لكن للقصاص منهم.
أنا ضد المحاكم الثورية. قضاء مصر يزداد احترامنا له. لأنه يقول الحق حتي لو لم ترضي الحاكم.