
كمال عامر
السعودية والإمارات والكويت
■ منذ يناير 2011 وبعد التدقيق فى المشهد الذى نعيشه فى مصر..كتبت أكثر من مرة أناشد النظام السياسى السابق بضرورة بذل الجهد فى سبيل عودة العلاقات المصرية مع كل من السعودية والإمارات والكويت إلى سابق عهدها..ناشدت الإخوان عدم الخلط بين ما هو خاص وما هو عام وأعتقد أن توتير العلاقات مع الدول الثلاث هو نتيجة رغبة إخوانية من أفراد!!
قبل ثورة 30 يونيو كتبت أكثر من مرة فى هذا الشأن خاصة أن السعودية والكويت والإمارات ثالوث مؤثر ومهم للأمن القومى المصرى ومعاندة تلك الدولة يعنى ضربة موجعة للأمن القومى المصري.
الآلة الإعلامية الإخوانية تبارت فى صناعة الأزمات مع تلك الدول.
ومع الأسف التيارات الدينية الأخرى المرتبطة بالإخوان برغم قناعتها بموقف الدول الثلاث.. إلا أنها التزمت الصمت خوفًا على مشاعر الإخوان كنت أتألم وأنا أرى السعودية بعيدة عن مصر وأشاهد الإخوان وهم يلحقون الضرر بالإمارات وتصريحات لمراهق إخوانى بالبرلمان هجوماً على الإمارات لأن المسئولين هناك اصطادوا خلية إخوانية تعمل ضد قوانين البلد.
المضايقات الإخوانية ضد الدول الثلاث اتخذت شكلًا مضايقات رجال الأعمال من تلك الدول الثلاث عن طريق دفع القضاء الإدارى لتأميم استثمارات رجال الأعمال العرب ضد العرف والقوانين الاقتصادية المعروفة.. إثارة الشائعات وتسويقها بين الشعب المصرى مثل اشتراط الدول الثلاث تسليم الرئيس الأسبق حسنى مبارك شرطًا للمساعادات الاقتصادية.
الإخوان حاولوا تصدير القلق والاضطراب للدول الثلاث لكنهم فشلوا.. لا أحد يزايد على موقف المملكة العربية السعودية نحو الإسلام والمسلمين والدفاع عنهم.. ولا أحد يزايد على مواقف المملكة مع الشعب المصرى فى حرب أكتوبر والأزمات الاقتصادية.
نفس المشهد مع الإمارات المتحدة.. آل زايد معروفون بمواقفهم الوطنية مع مصر ومساهمتهم فى خطط التنمية.. الإخوان حاولوا ابتزاز الدول الثلاث لصالح خزانة الإخوان وليس الخزانة المصرية الوطنية.. عندما رفضت تلك الدول مساعدة الإخوان وصنعوا سيناريو لحرق العلاقات المصرية العربية.
الإخوان حاولوا ابتزاز الكويت أيضًا بعدما ايقنوا أن انحياز الكويت وشعب وحكومة الكويت للشعب المصرى وليس الإخوان أو أى نظام سياسى موقف الكويت من الأحداث ووضوحها بضرورة أن يكون النظام معبرًا عن الشعب المصري. لا فصيل سياسى .. السعودية والإمارات والكويت، لم يبتلعوا الطعم الإخوانى عندما حاول الرئيس المخلوع مرسى اللعب بورقة إيران والعراق، حاول النظام الإخوانى المخلوع حرق العلاقات المصرية مع السعودية والإمارات والكويت بكل الطرق.. مرة بتصدير أزمات ومرة بتشويه المواقف وأخرى بالدفع بالأقلام الإخوانية لتشويه مواقف تلك الدول.
كتبت منذ عام ونصف وآخرها قبل ثورة 30 يونيو بأن الأمن القومى المصرى يبدأ من الرياض والكويت والإمارات . والعكس أيضًا.. هذا ليس شعارًا بل حقيقة أكدتها المواقف وشهد عليها التاريخ .
أهلاً بعودة العرب إلى أحضان مصر.. وعودة مصر إلى الأشقاء المخلصين.
أهلًا بالسعوديين والكويتيين والإماراتيين فى القاهرة.. وأعتقد أن مواقف الدول الثلاث بعد ثورة 30 يونيو فى مساعدة الشعب المصرى وعلاج أمراض الاقتصاد المصرى واضح.
لم تنتظر الدول الثلاث طلبًا مصريًا بمساعدة القاهرة للخروج من المصائب الاقتصادية بل كانت المبادرة منها وهو ما يؤكد متانة العلاقات المصرية مع السعودية والإمارات والكويت.
أنا سعيد لأن رهانى على الدول العربية للخروج من مشاكل مصر الاقتصادية كان صائبًا.
لم أفقد الثقة ولو لدقيقة فى عروبة ووطنية تلك الدول وقد اثبتت الأحداث أن السعودية والإمارات والكويت يشكلون جزءًا مهمًا جدًا من الأمن القومى المصري.
إنهم يساعدون مصر دون شروط تعجيزية ودون إعلام أو إعلان.. لأن مصر تمثل الشقيقة الكبري.
حزمة المساعدات الاقتصادية من الدول الثلاث تصب لصالح الشعب المصري. وليس رجال الأعمال بعينهم أو فصيل سياسى محدد!!
الشعب المصرى بالتأكيد سعيد بتحركات السعودية والإمارات والكويت لتخفيف العبء والضغوط الاقتصادية عن المواطن المصرى الذى يعاني.. فى المقابل الشكر للسعودية ملكًا وحكومة وشعبًا وللإمارات قيادة وشعبًا وللكويت أميرًا وحكومة وشعبًا..شكر لمن ساهم فى مساعدة مصر قبل ذلك مثل قطر وتركيا وغيرهما.. مصر لا تنسى من وقف بجوار شعبها وقت المصائب وما واجهناه أكبر المصائب