الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مصر.. العلم.. والنشيد

مصر.. العلم.. والنشيد









 
جدل واضح حول سؤال: هل يمكن أن ينخرط الإسلاميون بالعملية السياسية؟ ظهر تيار يناصر شروطا لتحقيق ذلك يجب الالتزام بها علنا.. من تلك الشروط.. تحية العلم المصري واحترام النشيد الوطني.. تلك لقطة لم أتصور أن يكون هناك فصيل سياسي معترف به يرفض تحية علم مصر أو الوقوف تحية للنشيد الوطني للدولة.
إن رفض أي قوي سياسية دينية أو غيرها الالتزام بمقومات الدولة يعني وبوضوح عدم اعترافها بالدولة ككل وليس النظام السياسي وهو ما يقوض الاعتراف بالدولة.
وأعتقد أن هذه الاشكالية خطيرة ويجب التوقف عندها.. حيث لا تفاوض مع من ينكر العلم والنشيد الوطني.. ولا يمكن اعتبار من يفعل ذلك مصريا.. بل يجب ليس استبعاده من العملية السياسية بل وأيضا من التمتع بالجنسية المصرية.
إن هناك بعض الفصائل السياسية الدينية تحاول أن تلعب سياسة للحصول علي مكاسب في نفس الوقت تعمل أيضا علي تقديم نفسها للمتطرفين بالبلد علي أنها لا تفرط في مبادئ المتطرفين.. وهي اشكالية تتحمل هي وحدها النتائج.
مصر نعم لكل المصريين.. لكن هناك شروطا وهو الالتزام بكل مقومات الدولة المصرية وليس جزاء منها ورفض جزء آخر وإذا كنا ندعو للم الشمل.. وعدم إقصاء تيار سياسي نحن هنا أمام ازدواجية واضحة المعالم.. برغم أن أصواتا نجحت في اقصاء الحزب الوطني الديمقراطي بعد يناير 2011 وتسابق السياسة بالمشهد السياسي ممن يدينون بوجودهم في الصورة الي حرق الحزب الوطني.. برغم أن الظروف تكاد تكون متشابهة مع حزب الحرية والعدالة إلا أن من هنا يجب أن يتم نقاش عدم اقصاء أي فصيل سياسي بالمفهوم الشامل وليس ترضية للإخوان.. بدون شك سوف نجد من يحاول التفرقة بين الحرية والعدالة والوطني الديمقراطي وخلق حالة من الغليان بهذا الشأن.
من حق أعضاء الحزب الوطني أن يمارسوا حقوقا سياسية غير منقوصة إذا كنا نبحث للإخوان عن طريقة للاستمرار في العملية السياسية بشكل عام.
الإخوان يحاولون بكل الطرق ممارسة الضغوط وإبراز قوتهم علي الاقل للحصول علي مكاسب عند الجلوس حول منضدة الحوار.. وقد نبهت وطالبت الرئيس المخلوع مرسي والإخوان بتقاسم السلطة مع رفقاء الثورة والاحزاب الأخري.. لكن طمع الاخوان وجشاعة قياداتها استكثرت أن تحقق ذلك.. الآن هم يطالبون بما كانوا يرفضونه سابقا.. يطالبون بانتخابات رئاسية مبكرة.. وتغيير مجلس الوزراء وتقاسم السلطة باشراف أمريكي وعودة المخلوع مرسي.. هم مخطئون لأنهم استيقظوا في الساعة 25 أي بعد فوات الأوان.
درس الإخوان عميق.. وما حدث لهم زلزال.. وقد كتبت قبل أن يتم عزل مرسي بشهور أن الإخوان ألحقوا أشد الاضرار بالمشروع الإسلامي والمسلمين والاخوان أنفسهم ما يحدث في رابعة العدوية وميدان النهضة هو إعلان عن أن الجماعة تتنفس ومازالت موجودة.. وهو أمراً مطلوبا.. حيث إن تلك الجريمة المعنوية مهمة.. الأهم ابقاء شيوخ الجماعة وبهدوء وانسحابهم من المشهد السياسي وهو ما سيصل بأعضاء الجماعة وشبابها إلي طريق قد يجدون أنفسهم دون مرشد وبالتالي قد يقل ارتباطهم وقناعتهم بالسمع والطاعة.. وأعتقد أن قيادات الجماعة الهارية قد تلجأ لشرائط الفديو أو الكاسيت كتأجيج مشاعر الغضب لدي أعضاء الجماعة علي طريقة خميني إيران.
خسرت الجماعة الاسلامية والاخوان الكثير من الرصيد المعنوي لدي الشعب المصري نتيجة ممارسات خاطئة في قراءة المشهد الساسي في مصر والعالم.
أصدقاء أمريكا من المجاهدين أو المعتصمين ممن دربتهم للحرب ضد روسيا في أفغانستان عادوا الي القاهرة وقدمت أمريكا لهم تسهيلات لوجستية ومالية بالاتفاق مع الرئيس المخلوع مرسي للعودة بالإضافة إلي 2000 متهم أفرج عنهم مرسي هؤلاء هم وقود الشغب والتعصب والبلطجة أمريكا بدورها لم تعرف كيف تتخلص من هؤلاء ورأت أن موتهم بيد الجيش أو غيره منفعة لها...!