الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأزهر فى مواجهة التشيع

الأزهر فى مواجهة التشيع






فى بعض الأوقات كنا نسمع أن الأزهر لم يعد له صوت مثلما كان فى الماضي، وظللنا نستمع لتك الجملة فى ظل عهد قريب لاسيما مع علو صوت المؤسسات الدينية الشيعية، والحديث عن التقارب المزعوم مع الاستمرار فى نشر فكر الشيعة على المستوى الشعبى فى بلاد أهل السنة.. ولكن منذ أيام تأكد الجميع أن الأزهر له صوت عال وأنه يقف بالمرصاد لحماية منهج أهل السنة والجماعة، فوجدنا حديث شيخ الأزهر د. أحمد الطيب وهو يتحدث بجرأة واضحة تكشف الحقيقة بأن قضية التفاهم والتقارب بين السنة والشيعة فى الجانب المذهبى أصبحت غير واقع.
ومما زاد إعجابى هو الحقيقة التى أكدها شيخ الأزهر والتى تجعل المراجع الشيعية تعيد حساباتها التى كانت تعتقد بها أنهم استطاعوا إقناع الأزهر بانتشارهم فى بلاد أهل السنة، حيث أكد الإمام الأكبر أن دعوة التشيع الآن جزء من خطة كبرى هدفها التدخل فى شئون الدول والهيمنة على المنطقة، وهو ما نرفضه تماما.
 وقال بوضوح إن الأزهر لا يعترض على المذهب الشيعى للشيعة كمذهب، ولكن يعترض على ترويج هذا المذهب ليسود فى مناطق أهل السنة، انطلاقا من منطلقات سياسية بحتة والتى لم ولن تتحقق.
وفى الحقيقة وكما قال شيخ الأزهر فإن عملية التقريب بين السنة والشيعة وإن كنا فى حاجة ملحة اليوم لمواجهة حالة التربص العالمية للمسلمين سنة وشيعة إلا أن هذا التقارب والتفاهم الذى اصطنعه الأزهر مشروطا بأن يكون التشيع محصورا فى أهله، حيث لم تكن له دعوات مدعومة داخل أرض أهل السنة كما يحدث الآن.
إن وجود الشيعة فى مصر أو السعودية أو غيرها من بلاد أهل السنة لا نعترض عليه ما داموا يلتزمون أنفسهم ولا يحاولون أن ينشروا هذا المذهب داخل بلاد أهل السنة من منطلق أن يكون العالم الإسلامى شيعيا.. وعلى من يفكرون فى تشيع بلاد أهل السنة أن يذهبوا بفكرهم وجهدهم وأموالهم لمواجهة حملات العداء ضد الإسلام، فهذا هو الدفاع الحقيقى عن الدين لا أن ينفقوا الأموال الطائلة لتشيع سنة ومن ثم السيطرة باسم المذهبية على الدولة.
إننا بحاجة لأن يخرج علينا مراجع الشيعة ليعلنوا بوضوح وجرأة مثلما فعل الإمام الأكبر ويصدرون فتوى تحرم نشر التشيع فى بلاد أهل السنة حتى تطمئن قلوب علماء السنة، ويحدث ما نريده من تفاعل وتقارب لا ينبنى على محاولة الإقناع بالمذهب ما دمنا متفقين على أصول الدين.
وأعتقد أن المراجع الشيعية لديهم من الفسحة فى أن يفعلوا هذا مثلما فعلوا فى تحريم تكفير الصحابة وسب أم المؤمنين عائشة، والتى كان تمتلئ بها كتب شيعة قديمة تناقلها غلاة الشيعة عبر الزمان.