
صبحي مجاهد
المتشددون وميلاد المسيح
اعتاد الشعب المصرى على الاحتفاء بالرسل والأنبياء، فنسمع من قديم المقولة الشهيرة للمصريين : «محمد نبى وعيسى نبى وموسى نبى» هذه هى السماحة الدينية فى نموذجها المصرى البسيط احتفاء بالأنبياء والرسل، احتفالاً بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، واحتفاء بمولد المسيح، وطاعة فى عاشوراء وهو اليوم الذى نجى الله فيه سيدنا موسى من فرعون وجنوده، وظلت تلك هى سمة مصر حتى يومنا هذا.
ولا يكاد المصريون يفرحون بميلاد انبياء الله حتى يخرج علينا المتشددون بفتاويهم التى تكفر وتفسق كل من يحتفل بنبى الله عيسى ويقولون إن الاحتفال بالعام الميلادى مخالف للعقيدة، وليس غريبا عليهم ذلك فقد حرموا من قبل الاحتفال بالمولد النبوى وقالوا انها بدعة وزيادة فى الدين، مع ان الاحتفال بمولد الأنبياء هو تذكير بأيام الله التى امرنا الله به فى قوله تعالى «وذكرهم بأيام الله»
ونقول لهؤلاء المتشددين فى فتاويهم وآرائهم إن الاسلام لم يحرم الفرح والاحتفال بمولد الأنبياء، فهى وإن كانت من الموروثات فإنها لا تؤثر فى العقيدة او التدين، فنحن نؤمن بجميع الأنبياء واحتفالنا بسيدنا عيسى ومولده فى العام الميلادى الجديد تعبير بسيط عن هذا الإيمان.
وأتساءل كيف لا أقول لأخى المسيحى كل عام وانت طيب فى عيد الميلاد؟ وهو من يشاركنى حياتى وهمومى اليومية، وكتفه بكتفى فى بناء الوطن والدفاع عنه وعن مستقبله، كما نقول لمن يتشددون ويحرمون على المسلمين الاحتفاء مع اخوانهم المسيحيين بميلاد المسيح أن الدين ليس ضد الحياة أو الفرح والود، ولم ينهنا عن الاحتفاء بالأنبياء السابقين وفى احتفاء الرسول صلى الله عليه وسلم بيوم نجاة موسى وهو يوم عاشوراء أكبر دليل على ذلك فقد كان صوم ذلك اليوم واجبا قبل فرض رمضان ثم أصبح سنة بعد فرض الصوم فى شهر رمضان احتفالا بنجاة رسول الله موسى.
أقول لمن يدعون الفقه فى الدين ويتشددون فى فتاويهم.. إن الإسلام دين مودة ورحمة وتسامح، وليس من التسامح أن نكون عبوسيين الوجه لا نقدم الود والبر لإخواننا المسيحيين، كما أنكم بفتاويكم التى تحرم كل شيء ومنها الاحتفال بمولد المسيح وتهنئة اخواننا المسيحيين فى اعيادهم مخالف ما أمرنا الله به من بر لهم... ونقول لكل مسيحى كل عام وانتم بخير بمناسبة ذكرى ميلاد المسيح عليه السلام.