السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حيرة الفضائيات: تفاهات وهيافات!

حيرة الفضائيات: تفاهات وهيافات!






عليه العوض ومنه العوض فى بعض الفضائيات وأغلب برامجها التى تتكلف الملايين من الجنيهات من أجور فلكية لمذيعين ومذيعات وديكور وإضاءة وتصوير وإخراج وجمهور وظيفته التصفيق لا أكثر ولا أقل والصراخ عمال على بطال أوووه!
فما أسهل أن تجد أى فكرة تافهة أو عبيطة طريقها إلى الفضائيات عبر برنامج يمتد لساعة، بين تفاهة الموضوع وعبط المذيعة وهبل الضيوف! وتصفيق وتشجيع عبيط من الحاضرين!
وما أكثر البرامج التافهة بطول وعرض فضائيات العالم العربى السعيد بأزماته وآلامه وهمومه من حروب وكوارث باسم الثورة والربيع العربى والبطولات الوهمية التى اخترعتها الفضائيات!
وسط ذلك كله يفاجئك برنامج ومذيعة وفنانة ربما كل رصيدها خمسة مشاهد فى خمسة مسلسلات فتسألها المذيعة عن تجربتها الفنية العميقة والعريضة، وتجيب المذيعة بثقة شديدة كيف إنها ظلت لشهور طويلة عاجزة عن النوم لأنها مشغولة بالبحث عن مفاتيح الدور ورسم الشخصية واختيار الملابس المناسبة لطبيعة الدور! وقراءة المراجع النفسية لسبر الأغوار المعقدة للشخصية!
أما الدور نفسه لهذه الفنانة وكما نراه على الشاشة عندما يرن جرس باب الشقة فنسمع صوتا يقول: افتحى الباب!! فنسمع صوتها قائلا: حاضر يا ستى!! «بس خلاص!».
كلمتان فقط هما كل تاريخ «الست هانم» لكنها تتحدث عن أبعاد الشخصية وعلاقتها بالمضمون الانفعالى، وتجسيد اللحظة الدرامية بكل أبعادها الدرامية. وهكذا!!
مذيعة أخرى أكثر ثقافة وجرأة لا تخرج نوعية اسئلتها التافهة لمن تستضيفهم عن: كيف تتعاملين مع القبلة فى المشاهد الساخنة؟! وهل هى قبلة حقيقية أم قبلة كده وكده!
وتتمادى فى السخافة وتسأل عن زيجات الضيفة وما الفرق بين كل زوج؟! وأسباب الانفصال أو الطلاق.
المصيبة أن الضيفة تجيب بكل بساطة وأريحية عن هذه التفاهات والسخافات.. وربما تضيف وتتبرع برواية تفاصيل أخرى لم تسأل عنها المذيعة المثقفة الواعية!!
ولا تندهش من هذا العبط المرئى والهبل التليفزيونى كله بحسابه والحسابة بتحسب، فلا أحد من الضيوف يظهر مجانا، وهو يعلم مقدما سخافة وبذاءة الأسئلة، ولا يخدعك الدهشة المصطنعة التى يبديها البعض من سؤال مبتذل فهو عالم وعارف سوف يتقاضى مبلغا محترما نظير هذا العك!!
أما الأعجب والأغرب من ذلك كله فهو البرامج التى تعتمد على أفكار طائشة وتافهة يمتلئ بها عالم فيسبوك والنت والتت، واحدة هايفة تافهة لا تجد شيئا جادا تفعله فتدعو على صفحتها البنات إلى مشاركتها فى موضوع: كونى عانس بإرادتك!! وسرعان ما تجد هذه التفاهة تصل إلى عشرات البرامج ويتم استضافة البنت التافهة ومناقشة فكرتها «الأتفه» وكأنها «بنت الشاطئ» أو «أمينة السعيد» أو «د.سهير القلماوى».
ويزيد الطين بلة المكالمات التليفونية بالبرنامج مؤيدة للفكرة أو معارضة لها تفاهة ما بعدها تفاهة!! وهيافة ما بعدها هيافة!!
ولست ضد برامج الترفيه والتسلية والمسابقات لكنى ضد كل هذا الهطل المدفوع الأجر!! وكل هذه التفاهة التى تسرق عمر ووقت المشاهد!! وكل السفالة فى موضوعات مكانها الطبيعى غرفة نوم لا استوديو على الهواء مباشرة؟!
هل الجمهور عايز كده؟! أنا مش عايز كده!