الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الكرة.. للمتعة

الكرة.. للمتعة






كرة القدم لعبة للمتعة.. مثلها ومثل الفن وغيرهما من الفنون الأخري.
جمهور الكرة يذهب إليها للمتعة.. ووسط هذا الجو قد تجد حماس أو انفلاتًا.
طيب هل مازالت اللعبة للمتعة؟!
بالطبع لم تعد كذلك.. البعض قد يراها كبرياء وعلمًا وفرحة.. وعلاجًا نفسيًا.. وآخرون يرون فيها ثأرًا يجب حسمه بالفوز!
جمهور الكرة - الآن - يضم مختلف الأطياف والمنظومة فيها ثغرات وديفوهات اختفت أو تراجعت «التطوعية» وأصبحت الأطراف تعمل بأجر.
مدرب .. إدارى.. لاعب.. وحكم.. الجهة الوحيدة المتطوعة هنا هى الجماهير.. وهى تتحمل دفع نفقات متعتها نقدًا وكاش.
كيف نعيد البهجة لمدرجات الكرة والمباريات بصفة عامة؟
أولًا على اللاعب أن يؤمن بأن المباراة فاصل فنى أشبه بالمسرحية هو أحد أبطالها.. فى المسرحية يتسابق النجوم لرسم البسمة على وجوه الجمهور.. ينتزع الضحك.. يتعامل الفنان هنا مع زميله باحترام وحب وتقدير .. لا تقاطعات بينهما.. لأن الهدف هو المشاركة فى متعة الجمهور.
لاعب الكرة والفنان فى المسرحية بينهما تشابهه. ولكن الواضح أن الفنان عارف دوره.. الرجل ملتزم.. لا يصطنع مواقف.. السيناريو يحدد مساره.. ولا خروج عن النص.
بينما لاعب الكرة أصبح يجيد التمثيل يتسابق فى ضرب زميله وإحراجه أمام الجماهير والحكام.. ليحصل على مساحة من دوره للشهرة.
ظاهرة الضرب بالأكتاف موجودة فى ملاعبنا.. والضحك على الحكام وخداع الجمهور.. أمور مؤكدة يجيدها اللاعب المصري.
المدرب أيضًا وهو أشبه بالمخرج دوره توظيف أدوار اللاعبين لتحقيق الفوز بالمتعة للجماهير.. المفروض أن يهتم ويصحح للخارج منهم عن السيناريو أو الخطة.. لكنه انشغل فى توتير العلاقة بين فريقه والجماهير باصطناع موقف إعتراضًا على قرار الحكم.
سلوك المدرب - المخرج المسرحى - بعدم الالتزام بالنص أو إجبار اللاعبين للالتزام أيضًا ترك فراغًا للبعض من غير المهتمين أو المتخصصين فى توتير الأجواء بغرس قيم غير مرغوب فيها لدى الفنان أو اللاعب بالفريق.
المدرب أو المخرج انشغل بالحصول على جائزة المباراة. أيًا كان شكل ومستوى أداء الفريق أو الممثلين بالمسرحية الكروية.. والمدرب هنا قد يتحرش بالحكم.. أو أى شخص يقف فى طريقه للحصول على الجائزة.
جمهور المدرجات.. المفروض أنه يتشابه مع جمهور السينما أو المسرح فى حالة الحب الموجودة بين الطرفين.. والمتعة عندما تشاهد الجماهير المسرحية..أو المباريات النتيجة واحدة.
لكن فى السينما أو داخل المسرح.. جماهير أكثر التزامًا التزامها من الجو العام للعمل الفنى المعروض.. هناك لافتات مكتوبة.. ممنوع الكلام أثناء العرض.. وتناول الأطعمة والأصوات.. بينما الملاعب كل شيء مباح.
المخرج مزق اللافتات.. فوجدت الجماهير نفسها دون أى قواعدأو محظورات.
جماهير الكرة مظلومة.. لأنها لم تجد من ينصحها أو يساندها فى خلق نظام انضباطى يفيد الطرفين.. المتعة للجماهير.. والسلام للاعبين أو الممثلين مع الالتزام بدفع الأجور لمن يستحق..
جماهير الكرة مظلومة.. لأنها فوجئت بأن المخرج يعنى المدرب.. والكومبارس ومدير الفرقة ومدير الإكسسورات والملابس كل هذه المنظومة الحكم.. الإدارى.. لا يملكون قواعد لتطبيق أفكار عنوان الكرة للمتعة.
عدم تأهل المنظومة الكروية وإدراكها بضرورة الإطلاع.. والقراءة والاحتكاك الثقافى.. هذا الأمر أصابها بنوع من الجهل.
أدى تقويض المبدأ والهدف.
وضياع الحقائق وغياب الرؤية والنتيجة لم يلعب أحد دوره فى عملية أو تحقيق شعار الكرة للمتعة.
اختفى العنوان.. وتبدلت الأهداف والرسائل.. أصبحت الآن الكرة للفتوات والبلطجية للرهان والقمار.. للأبيضة والهباشين وهجرتها الأسر.
الكرة للمتعة فصل اجتماعى موجود فى كتاب الحياة..
لكن لم يعد أحد يهتم بقراءة هذا الفصل.. لا المدرب ولا اللاعب..ولا حتى الإداري.