
اشرف ابو الريش
عظمة عمال مصر
للعمال فى مصر القديمة والحديثة تاريخ طويل من النضال لبناء هذا الوطن، قبل 3500 عام كان المصرى القديم صاحب أعظم الحرف التى صنعت تلك المعجزات التى يحاول العلم الحديث كشف أسرارها الآن.
تقف بشموخ أمام الأهرامات، هذا البناء الهندسى العجيب، تجلس بالساعات تفكر كيف صنع العمال الفراعين معجزة خالدة لا مثيل لها فى العالم يأتى إليها البشر من كل مكان على وجه الأرض.
قرأت تقريرا نشر فى إحدى الدوريات الانجليزية لبردية قديمة من عصر الأسرة الرابعة، تقول إن رجال الدولة كانوا يقدمون الأموال بسخاء لكل عامل ساهم فى بناء وزخرفة مقبرته، وأن العامل والصانع الماهر كان يحتل منزلة طيبة داخل المجتمع.
الملك أمنحتب الأول صاحب فكرة تكوين طائفة خاصة من العمال والفنانين، وقد سكن هؤلاء العمال فى قرية تعرف باسم دير المدينة.
العامل المصرى منذ القدم كان متفردا عن جميع عمال العالم شرقا وغربا، والجينات المصرية كانت ولا تزال باقية من العصر القديم، عصر الفراعنة المصريين العظماء إلى وقتنا هذا.
عمال مصر الشرفاء أصحاب تاريخ طويل من الإنجازات التى نشاهدها فى عصرنا الحديث، ومع التقدم العلمى والتكنولوجى لن يستطيع أحد فك رموز كيفية بناء الأهرامات إلى الآن، بناء واحد صنعوه عمال مصر القديمة، يظل أيقونة معمارية فريدة ليس لها مثيل فى الدنيا.
أشاهد الآن عمال مصر الشرفاء من خلال ملحمة جديدة لصنع شبكة طرق عالمية أنجزتها الجمهورية الجديدة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، تشاهد وأنت قادم من طريق الصعيد الصحراوى وتحت درجات حرارة مرتفعة، رجال مصر العمال وهم يقفون كالأسود فى هذا التوقيت، يشقون الجبال ويمهدون طريق الخط الأول من شبكة القطار الكهربائى السريع العين السخنة -العلمين -مرسى مطروح بطول ما يقرب من 675 كم، ويصل عدد محطاته إلى 21 محطة، هذا الإنجاز العالمى الذى ربط بين البحرين الأحمر والأبيض، إعجاز جديد لعمال مصر فى العصر الحديث.
مصر ولادة، أجيال تسلم أجيالا من عصر الدولة المصرية القديمة، إلى عصر الجمهورية الجديدة.. تحيا مصر.