الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الاكتفاء الذاتى من البلازما ومشتقاتها مشروع قومى بات واقعًًا

الاكتفاء الذاتى من البلازما ومشتقاتها مشروع قومى بات واقعًًا

رغم زخم انتخابات نقابة الصحفيين، لم يكن سهلًا علىّ الاعتذار عن دعوة كريمة، لزيارة مشروع قومى عملاق، يستهدف تحقيق الريادة المصرية فى الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، لتخفيف آلام آلاف المصريين المرضى، وأضعافهم بالدول الشقيقة والصديقة.



 

ذهبت فى زيارة مهنية للوقوف على ما تحقق من إنجاز على أرض الواقع، فالجمهورية الجديدة، تحتفل بأعياد تحرير سيناء، وعيد العمال وغيرهما، بالإنجازات لا الأغانى الحماسية والشعارات.

 

هناك داخل الإنجاز الأكبر «العاصمة الإدارية»، مدينة طبية تكتمل ملامحها، وفى القلب منها على مساحة 105 آلاف متر، قرابة 25 فدانًا، تم إنشاء المعجزة الطبية الأولى إقليميًا، «المركز اللوجيستى لتصنيع البلازما ومشتقاتها».

 

أولًا: ما البلازما ومشتقاتها:

 

البلازما هى السائل الذي تسبح فيه كرات الدم والصفائح، 60% يتشكل هذا السائل الذي يمثل مصدر حياة للإنسان من 92% ماء و7% بروتينات.

 

العالم يعانى خللًا فى جمع البلازما وإنتاج مشتقاتها الدوائية، أمريكا وحدها تتيح 65% من استهلاك العالم، وأوروبا 15%، وأفريقيًا 1% تبرع، وأوربا تستورد 40% من احتياجاتها من بعض الدول أبرزها النمسا والمجر.

 

ما أبعاد المشروع علاجيًا وسياسيًا واقتصاديًا وعلميًا؟

 

المشروع القومى رباعى الأبعاد:

 

علاجيًا: دواؤنا بأيدينا 

 

يحقق لمصر اكتفاء ذاتيا من دواء مشتق من البلازما يخفف آلام عشرات الآلاف من المرضى، بينها أمراض خطيرة مثل الـ«هيموفيليا» وهو مرض النزيف الدائم، خطير يهدد الحياة حال حدوث أى إصابة بسيطة، وكذا مرضى الفشل الكلوى والكبدى، ونقص المناعة الوراثية.

 

تخيل لديك طفل مريض هيموفيليا، معرض للنزيف الذي لا يتوقف حال الإصابة، ستحاصره تخشى عليه من أى حركة منعًا للإصابة البسيطة التي تفقده حياته، المشروع يخدم المصريين وهو حلم للرئيس عبدالفتاح السيسى، الذي وفر الإرادة السياسية فنجحت الدولة فى تحقيقه.

 

سياسيًا: تحقيق الريادة المصرية إقليميًا وأفريقيًا 

 

تحقيق هذا المشروع القومى فى مصر، يعكس تنامى قدرتها الشاملة، فالمشروع يتطلب تكنولوجيا معقدة، وانضباطا إداريا، فى كل مراحله، وارتقاء بالجودة العامة لصحة المواطن، ومن ثم الدولة التي تمتلك تلك الصناعة بمنظومتها الكاملة، تعنى قدرة متنامية.

 

الأمر الثانى: التحرر من دوائر احتكار الدواء محدود المصدر، نملك دواءنا بأيدينا، نعزز استقلال قرارنا، نملك ما يمكننا به دعم اشقائنا العرب والأفارقة، فمصر فعليًا اليوم حققت اكتفاءً ذاتيًا من مشتقات البلازما الدوائية وفى القادم بإذن الله ستكون قادرة على دعم الأشقاء العرب والأفارقة والأصدقاء حول العالم لعلاج المرضى وتخفيف آلامهم.

 

الأمر الثالث: هذه الصناعة تتطلب شهادات اعتماد دولية من منظمة الصحة العالمية وغيرها، تقر سلامة دورة الصناعة وخلو البلازما بشكل تام من الأجسام المضادة وصلاحيتها، وحصول مصر على تلك الشهادات فى حد ذاته شهادة لتنامى قوة مصر، ونجاحها فى الارتقاء بالصحة العامة عبر مبادرات رئاسية بينها القضاء على فيروس سى و100 مليون صحة.

 

اقتصاديًا: 

 

تحقيق الاكتفاء الذاتى من مشتقات البلازما، خفضت فاتورة مصر الاستيرادية 55 مليون دولار كانت تنفق من ميزانية الدولة لاستيراد المشتقات الدوائية، واليوم صفر تكلفة استيراد، والريادة فى تلك الصناعة يجعلها مصدرا للدخل القومى يسهم فى الارتقاء بالمنظومة الطبية لخدمة المواطن المصري.

علميًا: 

توطين تلك التكنولوجيا المعقدة، يمكن مصر من خلق جيل من الفنيين والعلماء المهرة فى ذلك المجال، ولذلك أبرمت مصر اتفاقا مع شريك عالمى شركة «جريفولز اجيبت» الإسبانية الأشهر عالميًا فى تاريخها 100 عام، وامتلاكها للخبرة والتكنولوجيا.

الشريك المصري هو جهاز المشروعات بالقوات المسلحة المصرية بنسبة 51% بينما الشركة الإسبانية 49% ليصبح حق الإدارة مع مصر ومدة العقد 50 عامًا، كافية لأن تتحول مصر للريادة فى هذا المجال عالميًا، توطين لتكنولوجيا عالمية.

 

ما دور شباب مصر؟ 

 

دعم هذا المشروع والتبرع فى المراكز العشرين التي تم انشاؤها فى المحافظات، والوعى بأهميته للصحة العامة.

 

١- يتم فحص المتبرع فحصا شاملا، من خلال أشعة وتحاليل متكاملة مجانًا تكلفتها الفعلية 10 آلاف لمن يريد إجراءها للاطمئنان على صحته.

 

٢- ليس تبرعًا بالدم بل البلازما السائل الذي تسبح فيه مكونات الدم ونسبة المياه فيها 92%، أى يتم تعويضها بشرب كميات من المياه.

 

٣- مدة الجلسة على الجهاز 45 دقيقة، ودورة إنتاج البلازما فى جسد الإنسان لتعويض ما تم التبرع به 48 ساعة، لذلك يمكن التبرع بالبلازما مرتين فى الأسبوع بينما دورة كرات الدم 90 يومًا لذا التبرع بالدم كل ثلاثة أشهر على الأقل.

 

٤- يتم فحص المتبرع بعد تجاوز 18 عاما وأهليته للتبرع، والوزن لا يقل عن 50 كيلوجرامًا، وفحص شامل يمكن المتبرع من الاطمئنان على صحته العامة، وخلوه من أى فيروسات.

 

٥- هذا يعنى أن المبادرات الصحية حسنت الصحة العامة، تحقيق مصر الاكتفاء الذاتى تعنى أن سلامة المتبرعين.

 

٦- مشتقات البلازما ينتج منها ثلاثة أدوية رئيسة منها مضادات وعلاجات الحروق وعلاج نقص المناعة الوراثية والفشل الكلوي.

 

7- المنظومة المتكاملة من التجميع حتى التصنيع تكنولوجيا بالغة التعقيد امتلكتها مصر، عمليات الحفظ والنقل ذاتها إنجاز عملاق يتسع لـ 600 ألف لتر، فى درجة حرارة 30 تحت الصفر.

 

سعدت بزيارة هذا الصرح العلمى الخدمى العملاق بدعوة من القوات المسلحة المصرية، رأيت بعينى وقلبى وعقلى، إنجازات تتحقق على الأرض خدمة للمواطن المصري وتحقيق الريادة، وتعزيز السيادة بامتلاك دوائنا بأيدينا.

 

حياة كريمة لأمة عظيمة، عندما تملك الإرادة تحقق الإنجازات المُبهرة للعالم، وأهم ما يملكه شعب مصر اليوم هو الوعى، والاصطفاف الوطني لمواصلة البناء والتعمير.

 

خالص التحية والتقدير لجيش مصر على ثغور الوطن، وفى ميدان البناء والتعمير، ولجيش مصر الأبيض والأطقم الطبية عماد المنظومة الصحية وما له علاقة بها من مشروعات قومية.

 

حفظ الله مصر شعبها وجيشها وقيادتها وشبابها وإعلامها.