
اشرف ابو الريش
نرفض المساومة والابتزاز
ما نشاهده فى هذا التوقيت من قذف مصر بالحجارة من خلال مخطط مكشوف، يحدث فى الخارج أمام السفارات المصرية، وفى الداخل من الطابور الخامس الذى يريد زعزعة الأمن والاستقرار فى البلد، كل هذا التخطيط يفشل على صخرة الشرفاء من شعب مصر العظيم.
نكران الجميل وعدم الاعتراف بما قدمته مصر للقضية الفلسطينية على مدار عشرات السنين، مسجل بعلم الوصول فى كتب التاريخ.
منذ بدأت أحداث 7 أكتوبر 2023 وبدأ العدوان الإسرائيلى كانت مصر أول الحاضرين تطالب بضرورة ضبط النفس بين الطرفين ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى خاصة فى غزة.. يحدثنا رسول الله ﷺ فيقول: «مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ» رواه أبو داود، ويقول النبى ﷺ «لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لايَشْكُرُ النَّاسَ»
يعنى: أن من كان من طبيعته وخلقه عدم شكر الناس على معروفهم وإحسانهم إليه فإنه لا يشكر الله لسوء تصرفه ولجفائه ويغلب عليه فى مثل هذه الحال أنه لا يشكر الله، وهم الآن ظاهرون لنا جميعًا.
وحتى لا ننسى فقد وقف الرئيس عبدالفتاح السيسى فى استاد القاهرة فى نوفمبر 2023 بعد أحداث غزة بشهر واحد لكى يعطى إشارة البدء بنفسه لانطلاق قافلة من المساعدات إلى قطاع غزة، قائلا خلال مؤتمر «تحيا مصر.. استجابة شعب» لدعم الشعب الفلسطينى: «على بركة الله.. على بركة الله.. قافلة مصر إن شاء الله تصل إلى أشقائنا فى فلسطين لقطاع غزة تخفف عنهم ما أمكن».
هذه هى مصر التى تقذفونها حاليا بالحجارة وهى قادرة على قطع أيديكم وأرجلكم من خلاف، ماذا قدم أصحاب الصوت العالى للقضية الفلسطينية على مدار تاريخها؟!.. نحن قدمنا الدم والروح من أجل القضية الفلسطينية، وارجعوا إلى التاريخ، والتاريخ شاهد عيان على ما تحملته مصر من ظلم وكذب وافتراءات لا حصر لها بداية من عهد الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس السادات مرورا بفترة الرئيس مبارك والرئيس عبدالفتاح السيسى.
ذهبت إلى شمال سيناء فى يناير 2024 عبر طريق وسط سيناء، وقبل الوصول إلى مدينة العريش، شاهدت طابورا ممتدا من سيارات النقل وقوافل الإغاثة المصرية بطول 5 كيلو مترات، دخلنا مدينة العريش قوافل أخرى قادمة من الطريق الساحلى لاحصر لها، ابحثوا فى وسائل التواصل الاجتماعى سوف تشاهدون بأنفسكم، الدعم المصرى للأشقاء دون توجيه من أحد.
اذهبوا إلى مستشفيات العريش واسألوا الفلسطينيين أنفسهم ماذا قدم لكم أهل سيناء فى المستشفيات ومن خلال الهلال الأحمر وشباب المتطوعين الذين صنعوا «مطابخ الخير» المتنقلة لتقديم الطعام للمصابين وأسرهم على مدار الأزمة، ارجعوا إلى بعض الفيديوهات على الفيس بوك، وتحديدا منفذ رفح على مدار الأزمة، وكيف نام المصريون فى العراء أمام المنفذ لعدة أيام حتى يسمح الجانب الإسرائيلى بدخول المساعدات.
مصر وشعبها لا تنتظر شكرا من أحد، وتعودت على نكران الجميل، وما تقوم به نابع من الشرف الذى ظلت تلتحف به عبر السنين وفى زمن عز فيه الشرف، وأصبح نكران الجميل الصفة السائدة عند كثير من البشر.
لن نرضخ لأحد.. ولن يملى علينا أحد شروطه.. ولن نقبل بالتهجير ولو ملأوا لنا الأرض ذهبا وفضة، وأرضنا عرضنا لن نفرط فى شبر واحد منها، ومن يريد أن يقترب فليفعل، فاض بنا الكيل من الحقد والغل والكراهية والطمع فى أرضنا وثروات شعبنا العظيم.
قادرون على مواجهة المؤامرات وعلى علم بكل التحركات فى الداخل والخارج ولن تسمح الدولة المصرية بتنفيذ سيناريوهات 2011 وما بعدها، وتحيا مصر رغم أنف الحاقدين.
تحيا مصر