الخميس 31 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مصر وجماعة إخوان الصهاينة

فشلوا فى اختراق الداخل فلجأوا إلى التظاهر أمام السفارات بالخارج

مصر وجماعة إخوان الصهاينة

المدقق فى المشهد المتصاعد فى الأسابيع الأخيرة، يكتشف بما لا يدع مجالا لأى شك أن جماعة «إخوان الصهاينة»، الإرهابية، تكثف تحركاتها وفقًا لمخططات معادية، تؤدى فيها دورا وظيفيا لمحاولة ابتزاز الدولة المصرية.



 

تحركات جماعة إخوان صهيون المكشوفة، تستهدف تشويه الصورة الذهنية لدى الرأى العام عن الدور المصري الدائم والداعم بكل قوة وشرف للقضية الفلسطينية والحقوق المشروعة.

 

ولتحقيق ذلك تتخذ العديد من الآليات، وفى مقدمتها التعاطف الإنسانى مع معاناة الأشقاء الفلسطينيين، لمحاولة النيل من الدولة المصرية بتزييف الحقائق، وحملات التحريض الممنهج، والاستهداف المعنوى والمادى.

 

بدأت دلائل المخطط تتأكد بتحركات على الأرض، بالقافلة التي حاولت أن تصل إلى الأراضى المصرية، وصولًا إلى معبر رفح، دون أى تنسيق مع الدولة المصرية، ومع تحركها بدأت الحملات الممنهجة ضد مصر، التي تعاملت مع تلك الحملة الممنهجة بكل شفافية وحرفية.

 

ربما ظن البعض، فى تلك الفترة أنها جهود داعمة للأشقاء، لا تحركها أصابع شيطانية، لكن سرعان ما انتقلت جماعة إخوان الصهاينة من الاستهداف المعنوى إلى محاولة الاستهداف المادى، عبر فيديو بثته حركة «حسم» إحدى الأذرع الإرهابية لتنظيم الإخوان، وفيه تهدد بعودة تنفيذ العمليات الإرهابية فى مصر.

 

لكن عيون مصر الساهرة، وأجهزتها التي ترصد وتحلل وتتعقب الإرهابيين، نجحت فى إحباط المخطط، ورصدت عناصر التنظيم وأعلنت وزارة الداخلية كل تفاصيل الرصد والتتبع وإحباط المؤامرة فى بيان للرأى العام الداخلى والخارجى.

 

تواصل الجهات المعادية للدولة المصرية، المشغلة لجماعة الإخوان الإرهابية آليات الاستهداف، بحملة جديدة منظمة تستهدف السفارات والبعثات الدبلوماسية المصرية فى العديد من العواصم خاصة الأوروبية.

 

لكن المثير للسخرية من غباء هذا التنظيم ومن يحركه ويستخدمه، دعوة نضال أبو شيخة الذراع الإخوانى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة عرب 48، للتظاهر أمام السفارة المصرية فى تل أبيب « تل الربيع»، ضد مصر!!

 

الطريف أن هذا الإخوانى ورفاقه المتسترين خلف كيان وهمى يسمى «اتحاد أئمة المساجد فى الداخل الفلسطيني»، يتظاهرون ضد مصر فى عاصمة الاحتلال الذي يمارس جرائم ضد الإنسانية فى قطاع غزة لقرابة عامين، ويلتهم مساحات إضافية يوميًا من الضفة الغربية، دون أن يحرك أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابى ساكنًا.

 

لم نشهد لهم مظاهرات ضد نتنياهو وحكومته، ولا دعوات للتظاهر أمام مقر حكومة الاحتلال الذي يمارس جرائم إبادة، استخدم فيها آلاف الأطنان من المتفجرات، قبل أن يستخدم سلاح الجوع لتنفيذ مخطط التهجير.

 

الشعب المصرى خلف قيادته -  «صورة أرشيفية»
الشعب المصرى خلف قيادته - «صورة أرشيفية»

 

هم ليسوا «إخوان مسلمين»، فالدين منهم براء، بل إخوان الصهاينة، هذه هى الحقيقة، فمن رحم المخابرات البريطانية ولدت جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر، ومن قبلها الكيان الصهيونى فى فلسطين، وللهدف ذاته، وهو أداء أدوار وظيفية للاستعمار القديم فى تقسيم الأمة العربية.

 

الاحتلال الصهيونى، كيان موالٍ للغرب يفصل مصر عن امتداد اليابسة إلى الشام، وجماعة الإخوان أداة تزييف الوعى وتمزيق النسيج الوطني باسم الدين.

 

الصهاينة يستهدفون الدولة الوطنية العربية، للتمدد وفرض السيادة، وتنظيم الإخوان الإرهابى بعناصره وخلاياه داخل الدول العربية يستهدف الأوطان من الداخل لإضعافها وتسهيل تدميرها لصالح المشروع الصهيونى.

 

إنهم إخوان الصهاينة، يستترون بعباءة الدين، للتغلغل فى النسيج المجتمعى بالدول العربية، لأداء أدوار وظيفية، بلغت ذروتها فى مخطط إسقاط الدول من الداخل في 2011، استثمروا الحراك الجماهيرى بدعم محركيهم للوثوب على السلطة فى مصر.

 

كانت الخطة تحويل الصراع العربى الصهيونى، دفاعًا عن حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة إلى صراع مذهبى سنى شيعى يمزق الوطن العربى والعالم الإسلامى، ليقع الوطن العربى فريسة سهلة بين أنياب الصهاينة.

 

كان المخطط أن يكون الإخوان الإرهابيون، رأس حربة مشروع سنى متأسلم، فى مواجهة رأس حربة شيعية تقوده إيران مع أذرعها فى سوريا ولبنان والعراق واليمن، وإشعال صراع داخلى مذهبى بين المكون الشعبى،  حتى تتآكل الدول من الداخل.

 

أحبطت مصر هذا المخطط، بوعى شعبها وشرف جيشها ومؤسساتها التي انحازت لإرادة الشعب، الذي خرج أكثر من 30 مليونا منه فى مختلف الميادين فى ثورة 30 يونيو، ونجت مصر بفضل الله ووعى شعبها وقوة مؤسساتها.

 

 

مصر تقدم المساعدات للأشقاء منذ بداية العدوان
مصر تقدم المساعدات للأشقاء منذ بداية العدوان

 

لم يستسلم الصهاينة وإخوانهم، فحاولوا استهداف الدولة المصرية، لكسر الإرادة الشعبية، استخدموا كل الأدوات والأسلحة الاقتصادية، وحروب الشائعات، ومحاولات الحصار الدبلوماسى فى المؤسسات الأممية والإقليمية، لكن مصر كانت الأقوى بوحدة شعبها خلف قيادته.

 

نجحت مصر فى تنفيذ خريطة الطريق، صاغت الدستور، ثبتت أركان الدولة، والاستحقاقات الديمقراطية الرئاسية والنيابية، قضت على الإرهاب، دون أن تتوقف عن البناء والتعمير، لتعزيز قدرتها الشاملة بمعدلات نمو تسبق تعاظم التحديات.

 

لكن لماذا يتم استهداف مصر عبر سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية اليوم؟

 

للإجابة عن هذا السؤال يجب التدقيق فى المشهد: 

 

أولًا: محاولة الاستهداف عبر المظاهرات والتحرش بمقرات السفارات والبعثات المصرية بالخارج، يؤكد أنها خطة بديلة للمتآمرين على مصر، بعد فشل استهدافها من الداخل.

 

فقد فشلت الكيانات والأجهزة المعادية المشغلة للإخوان الإرهابيين فى تحريك الشعب المصري ضد قيادته ومؤسسات دولته، رغم المحاولات المتكررة منذ يونيو 2013، رغم التحديات الاقتصادية والأزمات الناجمة عن صراعات دولية وجائحة كورونا ومؤامرات حيكت لخنق مصر. 

 

فشلت محاولات العزف على الوتر الإنسانى لاختراق مصر عبر القافلة المزعومة التي عادت أدراجها بعد أن تصدت لها السلطات الليبية، ومع اليقظة الأمنية فشلت حسم الإرهابية، فى اختراق الداخل لتنفيذ عمليات تستهدف الأمن.

 

ومع قوة الجبهة الداخلية، ويقظة مؤسسات الدولة، لم يجد إخوان صهيون، غير السفارات والبعثات الدبلوماسية بالخارج لتحريك عناصرهم لتنظيم المظاهرات أمامها، وصولًا للدعوة للتظاهر أمام مقر السفارة المصرية فى الأرض المحتلة!!

 

والسبب الثانى: محاولة ابتزاز سياسى لمصر، بتشويه دورها، عقابًا لها على موقفها الشريف الصلب الرافض لمخطط التهجير، المتمسك بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وهو الموقف العربى الذي يتنامى عدد الدول الداعمة له حول العالم، فبالأمس أعلنت فرنسا دعمها لحق الشعب الفلسطينى فى دولته المستقلة.

 

الرئيس عبدالفتاح السيسى، تحدث بكل وضوح عن موقف مصر الداعم بشكل دائم للأشقاء فى فلسطين، مفندًا مزاعم منع مصر دخول المساعدات عبر معبر رفح، فى كلمته التي بثها التليفزيون المصري الاثنين الماضي، قائلًا: «لا يمكننا أن نمنع دخول المساعدات.. لا أخلاقنا ولا قيمنا تسمح بذلك، ولا حتى الظروف والمسؤولية الوطنية تسمح بذلك». 

 

وهنا يذكر الرئيس السيسي بموقف مصر: «يجب أن أذكر الناس بمواقفنا التي كانت دائمًا إيجابية، وتدعو لوقف الحرب، وحل الدولتين، وإيجاد حل سلمى للقضية الفلسطينية»، مؤكدًا على وضوح موقف مصر الرافض للتهجير الذي يؤدى إلى تصفية القضية الفلسطينية، و«تفريغ حل الدولتين». 

 

مصر تواصل تقديم المساعدات للأشقاء، وتمارس الضغوط الدبلوماسية، لدفع الاحتلال لفتح المعبر من الاتجاه الفلسطينى، وغيره من المعابر فيوجه الرئيس حديثه لشعب مصر العظيم: «أريد أن أقول لكل المصريين؛ لا تتصوروا أبدًا أننا يمكن أن نقوم بدور سلبى تجاه الأشقاء فى فلسطين.. مصر لها دور محترم وشريف ومخلص وأمين، لم يتغير ولن يتغير».

 

هناك على المعبر آلاف الشاحنات التي تنتظر العبور، أغلبيتها دعم من مصر وشعبها للأشقاء، والمباحثات والضغوط المصرية والدولية متواصلة ليسهل الاحتلال عبورها من الجانب الفلسطيني.

 

الحقيقة أن الاحتلال هو المجرم الذي يجب أن تمارس عليه الضغوط أمام سفاراته فى الدول الأوروبية، وأن تمارس الضغوط على الحكومات التي تمده بالأسلحة والدعم فى أوروبا وليس مصر، لكن إخوان صهيون يضغطون بتوجيهات على مصر أولًا فى أن تتراجع عن موقفها الرافض للتهجير.

 

الرسالة واضحة مصر لم ولن تتراجع عن موقفها الثابت الرافض للتهجير وتصفية القضية الفلسطينية، ولا حل للصراع إلا بوقف إطلاق النار وإنقاذ الشعب الفلسطينى من المجاعة، فلا يمكن بعد هذه التضحيات على مر الأجيال أن يسمح صاحب ضمير بتصفية القضية الفلسطينية.

 

وهنا المواجهة لهذه المخططات ومؤامرات ابتزاز مصر ومحاولات تشويه دورها الحقيقى الشريف، تكون بوعى شعبها وتلاحمه خلف قيادته السياسية ومؤسساته، فهذا الشعب المصطف كالبنيان المرصوص، هو الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها مؤامرات الأعداء.

 

حفظ الله مصر..