
د.حسام عطا
أطفـال تبنـى وطـنًا
تلقيت دعوة غالية من أ.د.أيمن وزيرى أستاذ علم المصريات ورئيس اتحاد الأثريين المصريين لحضور مؤتمر «أطفال تبنى وطنًا» والذى هو مبادرة وطنية ومؤتمر دولى تعاون فى تنظيمه مؤسسة غادة فتحى للتنمية والتطوير مع مؤسسة حصاد للتنمية المستدامة وبرعاية اتحاد الأثريين المصريين.
وقد شاركت فيه بكلمة عن التربية السياسية للأطفال، وذلك فى مساء الخميس الرابع والعشرين من يوليو 2025، وفى جمع مهتم بقضايا الطفولة تمت استضافة أطفال من غزة للاحتفاء بهم وهم فى رعاية المجتمع المصرى فى بلدهم الثانى مصر.
وقد أسعدنى هذا الاتصال بين أستاذ علم المصريات وثقافة الطفل المصرى، إذ تأملت هذه العلاقة النادرة لأستعيد الأهداف الأساسية فى ثقافة الطفل المصرى الذى يجب أن يعرف جيدًا أن جده المصرى القديم هو الذى بنى المجد بين الأهرمين، وأنه حفيد هذا المصرى العظيم.
إذ راكمت عدة أقلام لسنوات طوال انقطاع الجينات الوراثية المصرية عبر كل تلك القرون وكتب كتاب كبار عن ذلك الانقطاع، بينما تؤكد ملامحنا أننا أحفاد هؤلاء الذين تم نقشهم على جدران المعابد، كما تؤكد اللغة العامية المصرية والعادات والتقاليد استمرار الموروث الثقافى الجينى المصرى منذ مصر القديمة إلى مصر المعاصرة.
وهكذا فيجب التركيز فى مؤسسات التعليم والثقافة والفنون على تلك الحقيقة فى التربية للطفل المصرى.
إذ يجب أن يعرف أنه مصرى ينتمى لصناع أول حضارة فى التاريخ، ثم يجب أن يعرف أنه عربى ينتمى لهذا الوطن العربى الكبير، وليس العالم العربى كما يرد فى الأدبيات السياسية.
ثم يعرف موقعه فى العالم وماذا يدور حوله، وما هى الحرب وما هو السلام العادل ومن هم الأعداء والأصدقاء حتى يعرف معنى الوطن.
وكنت قد استعدت فى كلمتى بالمؤتمرعملية التنشئة السياسية للطفل المصرى والتى خطط لها د.علاء حمروش فى المركز القومى لثقافة الطفل عام 1990 وكنت آنذاك مستشار المركز للمسرح.
كان حمروش يحلم بالتدريب على الفعل الديمقراطى للأطفال وعلى شرح مفهوم الأنا والآخر وتقبل الاختلاف والتعبير الحر عن الرأى والتدريب على صندوق الانتخاب فى كل شأن يخص جماعة الأطفال، لأن هذا التدريب على الحرية هو ما سيسكت كل الأصوات التى تقول إن المصريين غير جاهزين للديمقراطية.
واستعدت من قلبى ذكرى هذا المسار مع الراحل الكبير الفنان عبد الغفار عودة الذى أنتج لى مسرحية السلام 1993 على مسرح البالون، وفيها شرحنا للأطفال ببطولة الفنانة الكبيرة عفاف راضى مفهوم الحرب والسلام ومفهوم الوطن والدفاع عنه، فلها من قلبى سلام، وللناشطين المصريين من المجتمع المدنى كل التقدير والاحترام على استحضار التاريخ مع المستقبل وعلى احتضان أطفال فلسطين الحبيبة فى القاهرة.