الخميس 31 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أوائل الثانوية فى الصعيد

أوائل الثانوية فى الصعيد

بعد أن ظهرت نتيجة الثانوية العامة وظهرت معها المجاميع المرتفعة فى محافظات ومدن الصعيد وأصبح الجميع يتسابق على كليات الطب وكليات القمة كعادة كل عام لكن المثل المصرى الشهير يقول التكرار يعلّم الشطار فهل يتعلم أولياء أمور طلاب الثانوية العامة فى الصعيد من تجارب أبنائهم فى السنوات الماضية بعد أن حصلوا على الدرجات النهائية بالغش والتدليس والتحقوا بكليات الطب سواء فى الجامعات الحكومية أو الأهلية أو الخاصة وكانت النتيجة أشبه بما لم ينجح أحد.



فطب أسيوط وسوهاج وقنا وغيرها من كليات الطب فى محافظات الصعيد خاصة فى الفرقة الأولى شاهدة على ذلك أم أن التكرار سوف يستمر ويستمر معه رسوب أبنائهم من الفرقة الأولى كما حدث هذا العام والعام الماضى.

فى الحقيقة لا أعرف سببًا واحدًا يجعل ولى أمر يعلم جيدا أن مستوى ابنه لا يؤهله لكلية الطب أو كليات القمة لكن يخطط له من الصف الأول الثانوى ليكون طبيبا حتى ومستواه العلمى لا يؤهله لذلك، فيقوم بالاتفاق مع من يبيعون السماعات التى انتشرت بشكل كبير وأصبحت تباع علنى فى الشوارع حتى يستطيع ابنه الذى لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يحصل على 50٪ من المجموع الأصلى للحصول على 95٪ عن طريق الغش بالسماعة ويصبح طريقه مفروشًا بالورود لكليات القمة وبعدها بعام واحد تكون الكارثة غير المتوقعة وهى رسوب ابنه وكل من على شاكلته حتى إن نتيجة الفرقة الأولى فى كليات الطب فى عدد من محافظات الصعيد أصبحت فضيحة تضرب سمعة التعليم فى مصر فى مقتل وبعد أن كان الطبيب المصرى ذا سمعة جيدة جداً مع مرور الوقت سيصبح ذا سمعة سيئة إذا استمر الوضع على ما هو عليه بهذا الشكل دون تدخل حقيقى لمنع هذه الظاهرة المقيتة من الثانوية العامة.

لكن الغريب أن أولياء الأمور لا يبالون بما يمكن أن يحدث لأبنائهم من عملية الغش خاصة إذا علمنا أن هناك طبيب أذن مشهورًا فى أسيوط أعلن أنه فى هذا العام فى مدينة واحدة فقط أصيب ستة طلاب بالتهابات خطيرة فى الأذن كادت أن تؤدى إلى إصابتهم بالصم نتيجة زرع سماعة داخل الأذن اخترقت طبلة الأذن واستقرت فى الداخل وقام بإجراء عمليات جراحية لاستخراجها وحذر هذا الطبيب صاحب الضمير الحى أولياء الأمور من هذه السماعات الخطرة على مستقبل الطلاب والذى يمكن أن يضيع إذا أصابهم الصمم وعندها لن ينفعهم المجموع.

هذا طبيب واحد فى مدينة واحدة فكم طبيب فى نفس تخصصه وراءه عشرات الطلاب ممن يغشون عن طريق سماعات الأذن وكم طالب ضاع مستقبله بعد أن أصيب بالصمم وكم طالب لم يصبه الصمم واستطاع تحقيق أعلى نتيجة أدخلته كلية الطب فى العام السابق وأصبح الآن مهددا بالفصل من الكلية بعد أن رسب فى كل المواد وعليه أن يعيد السنة أو يحول أوراقه إلى كلية أخرى باختياره هذا العام قبل أن يحول مجبراً فى العام القادم بعد استنفاد مرات الرسوب.

أولياء الأمور يحتاجون إلى صحوة ضمير تعيدهم إلى طبيعتهم وإلى حقيقة مستوى أبنائهم وأن التفوق ليس بالمجموع الكبير الذى يدخل أبناءهم كلية الطب بل التفوق الحقيقى هو نجاح ابنه فى التخصص الذى يتماشى مع مستوى ابنه ويكون محببا له وليس بإجباره دخول كلية الطب التى لا يفقه فيها شيئا.

نتمنى من الله أن يهدى أولياء أمور الطلاب أصحاب المجموع العالى والذين حصلوا عليه عن طريق السماعات وأن يرشدهم الصواب فى اختيار كليات تتماشى مع مستوى أبنائهم الحقيقى.

حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا.