الأحد 3 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فشل المخطط الإسرائيلى

فشل المخطط الإسرائيلى

ما يدور فى منطقة الشرق الأوسط يبدو أنه لعبة بلا قواعد شىء من تفكيك النظام الإقليمى وسط خلل فى النظام العالمى وشىء من إدارة فوضوية مقصودة للخروج بمشروعات اقتصادية كبيرة. مشروع اقتصادى أمريكى ممر يربط بين الشرق والغرب، مرورا بإسرائيل فى مواجهة مشروع الحزام والطريق الصينى، الذى يحقق لها مكاسب اقتصادية كبيرة.



العالم مثل شاشة السينما تمتد من غزة إلى الهند إلى أوكرانيا إلى لبنان للخليج لإيران لإسرائيل فيها نبش الماضى والحاضر وفيها الدماء والدموع والضحايا أمريكا منهمكة فى الحصول على أضخم الأموال وأوروبا منشغلة بتخفيض الرسوم الجمركية مع أمريكا والشرق الأوسط تحترق فيه غزة وتطمع إسرائيل فى الضفة الغربية وروسيا منشغلة بحربها وأمنها القومى مع أوكرانيا وإفريقيا غارقة فى فقرها والصين عازمة على تسيدها للعالم.

 والغريب والعجيب أن بعض الفلسطينيين يهاجمون مصر بدعوى إغلاق المعابر «معبر رفح» لم يتم إغلاقه وإنما المعابر التى تشرف عليها إسرائيل هى المغلقة والتى لم تسمح بعبور المساعدات الغذائية للفلسطينيين وعندما سمحت إسرائيل بمرور المساعدات الغذائية إلى الفلسطينيين عرف العالم كله والفلسطينيون قبلهم أن مصر لا تبخل بشىء على الفلسطينيين ولم تتراجع عن مواقفها بفتح المعبر وتقديم كل المساعدات، وهذه المواقف ليست وليدة اليوم بل أنها مواقف على مدى تاريخ مصر كله وما قدمته مصر للقضية الفلسطينية من شهداء ومواقف يعرفها الجميع لا تبيح لأحد مهما كان أن يتجرأ على الدولة المصرية ومهما كانت النوايا الخبيثة التى تقف وراءها الجماعة الإرهابية فإن الرد عليها جاء من الكنيست الإسرائيلى نفسه الذى اتهم مصر بأن موقفها ليس محايداً فى المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية بل أكثر من ذلك أن بعض أعضاء الكنيست اتهموا مصر بأنها تصف إسرائيل أنها العدو هذه هى مصر دائما كبيرة فى مواقفها والكبير دائما يعانى من الصغار والتوافه عديمى النظر والسمع، المأزق الآن الذى يعانى منه الصغار والإسرائيليون هو أن الحرب فى غزة انتهت أهدافها إلى جرائم حرب بصورة أجمع عليها العالم كله وهو التجويع المتعمد فى غزة وأن العالم كله لا يرى إلا صورة طفل جائع وهى صورة لا يمكن تفسيرها بأى منطق يمكن للعقل البشرى استيعابه.

إسرائيل لم تحقق أى هدف من أهدافها لا تحرير للرهائن ولا انهيار حماس ولا ضمان لسكان جنوب إسرائيل من انتقام الفلسطينيين والضغط العسكرى الإسرائيلى قتل الرهائن ولم يحررهم والمشاهد القادمة من غزة أطفال جائعون عائلات مشردة دمار كامل كل ما يحدث نتج عنه غضب عالمي لا تستطيع إسرائيل احتواءه، العالم كله لم يعد يركز على من بدأ الحرب بل من يجعلها مشتعلة.

الخبراء يحذرون من أن كثيرًا من العمليات الإرهابية والتخريبية سيشمل عددا من دول العالم نتيجة طبيعية لما يحدث فى غزة فالمشروع العملاق الذى تبناه ترامب لم يستطع إيقاف هذه العمليات التى يتوقعها الخبراء وسياسة الترهيب والترويع لم تقف حائلا أو التطرف فى العالم، وهذا ما أكده هانز بايدن نجل الرئيس الأمريكى السابق جون بايدن قائلا إن اليهود أصبحوا أقل أمانا عالميا بسبب نتنياهو وأشار إلى ردود الفعل العالمية المعادية لليهود وربطها بقيادة نتنياهو قائلا ما حدث هو أن اليهود فى جميع أنحاء العالم يربطون بين نتنياهو والأفعال المروعة وأنهم يتعرضون للاستهداف بسبب سياسات نتنياهو وقال ما يحدث فى غزة لن يؤدى إلا إلى العنف وأن هناك جيلا بعد جيل سيطارد إسرائيل مطاردة مبررة.

جدير بالذكر أن ابن بايدن زوجته يهودية وابنته يهودية فى المحصلة النهائية ستفشل سياسة الابتزاز الدبلوماسى والضغط العسكرى الذى تمارسه إسرائيل ليل نهار بمساعدة أمريكا.