
صبحي مجاهد
الأزهر والإفتاء ومحاصرة الفكر المتطرف
لاحظت كما لاحظ الكثيرون على مدار الاسبوع الماضى ذلك الجهد الكبير الذى يبذله الأزهر والافتاء المصرية فى مواجهة الفكر المتطرف والتحرك على المستوى العالمى، فمازال الأزهر على مواقفه الجادة و الواضحة من مواجهة الفكر المتطرف ويكفى أنه أعلنها صراحة من أن كل الفرق المسلحة والميليشيات الطائفية التى استعملت العنف والإرهاب فى وجه أبناء الأمة رافعة رايات دينية جماعات آثمة وعاصية وليست من الإسلام الصحيح.
ولقد كانت آخر الجهود المبذولة فى محاصرة فكر المتطرفين ما بذله د.شوقى علام مفتى الجمهورية خلال زيارته لدافوس والتى مثلت نموذجا مهما فى محاصرة الفكر المتطرف عالميا حيث طالب بضرورة إيجاد حرب فكرية يتعاون فيها علماء الدين مع المنظمات الدولية والإعلام وكذلك الأوساط الأكاديمية فى مجال النشر والبحث ضد الأيديولوجيات المتطرفة، من أجل تفنيد تلك الأيديولوجيات وفضح أفكارهم الخاطئة، عبر إتاحة المجال للعلماء المسلمين الوسطيين واستضافتهم ودعمهم لتفكيك تلك الادعاءات الكاذبة والفهم المشوه لتعاليم الأديان.
وأعتقد أن تحقيق مثل هذه المطالبة من شأنها أن تحقق الحرب الفعلية على الإرهاب، فليس معنى الحرب على الإرهاب هو توجيه الجيوش والآلات العسكرية للقضاء عليه لأنه لا يعتمد على عدد يمكن إبادته والانتهاء منه مطلقا، ولكن الإرهاب يعتمد على فكر مشوش ومغلوط للدين بما يجعله عقيدة فى نفوس من يقومون به فيقتلون به وهم على يقين أنهم فى جهاد.. كما يموتون فى سبيله وهم أيضا على يقين بأنهم شهداء لهم الجنة.
إننا بحق وكما قال المفتى فى دافوس جميعا فى سفينة واحدة ضد سرطان التطرف والإرهاب ولن ننجح فى تحقيق أى تقدم ملموس فى هذا الملف الخطير أما أن يتم اتهام الأديان ومنها الإسلام كتبرير لكثير من مظاهر التطرف والعنف يؤدى إلى التراجع فى مواجهة الإرهاب.
إن ما تقوم به دار الإفتاء اليوم لاسيما على المستوى العالمى يمثل خطوة مهمة وكبيرة لمحاصرة الفكر المتطرف، والبقاء عليه فى أماكن تواجده، ومن الواجب أن تقف جميع المؤسسات الدينية فى عالمنا الإسلامى موقف الأزهر والإفتاء الذى لا تقتصر جهودهما على الكلمات داخل القاعات وإنما يجتهدون لإيصال آليات مواجهة الفكر المتطرف إلى العالم اجمع وصناع القرار على المستوى الأممى والعالمى.