الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المواطن أنس الفقى..

المواطن أنس الفقى..






■ ناس اتظلمت.. عانت دفعت ضريبة من سمعتها وحياتها وبين أهلها.
ناس أصيبت بالمرض.. لم تتحمل.. طاردتها عيون الناس المملوءة بالغضب نتيجة عناوين وصفحات تسابقت فى النيل من الأشخاص.. على غير الحقيقة.
طيب لو كنت مكان هؤلاء.. وصحيت من النوم لقيت أكثر من15 الف موضوع صخحفى والمئات من البرامج الفضائية تتسابق فى إلصاق التهم بك.. وأهلك وأولادك..
■ شعورك ايه..عندما تجد نفسك وحيدًا فى حربك مع إعلام البلد كله.. والذى دخل فى صراع ليس لمصلحة البلد.. والتنمية من أجل الفوز بكأس الأسوأ لكلمات فى حق المسئول..
الإعلام بنشره اتهامات ضد المسئول انتقلت رسالته إلى 90٪  من المصريين.
يعنى لو المسئول  السابق نزل أى شارع.
أقل حاجة هيسمعها «امسك حرامى» - وأسوأها.. عيون.. تطارده بإتهامات.
وشوف النتيجة عليك لو زوجتك معاك.. أو ابنك وبنتك..
وزير سابق دخل السجن على سبيل قضية خرج منها بأمراض مزمنة.
وآخر كانوا يتاجرون بمرضه ويسخرون من ضعف قلبه وعدم تحمله لآلامه.
■ وتصور مرة تم تحويله لمستشفى قصر العينى للكشف.. ظل بجوار المستشفى جسده فوق الترولى وزوجته بجواره تبكى لخمس ساعات فى الشارع بجوار الاستقبال.. لأن الأوراق ناقصة!!
■  عشنا أسوأ الأيام فى حياتنا..
تاهت فيها الحقيقة.. وظهرت تجارة جديدة فى عالمنا وهى تجارة البلاغات.. بزنس مهم!!
يبدأ بلاغ من شخص ضد مسئول سابق.. وتبدأ إجراءات القضاء ويدخل المسئول السجن والجرائد تتسابق فى قتل بقايا الرجل بتحريض الناس البسطاء ضده وهدم وتمزيق أسرته وإما يتحمل أو يموت أو يصاب بصدمة ومرض!!
لو أنت عشت تلك الظروف... ماذا يكون شعورك لو حصلت على البراءة بعد 3 سنوات من العذاب!!
■ شخصيًا كان أمامى خياران.. إما أن اقف فى الصف وادخل سباق القصف واصطياد الأشخاص والمسئولين.. وانضم لكتائب اغتيال الناس والمسئولين وربما تنال ثقة المسئول الجديد!!
لك اخترت الطريق الأصعب.. أن تكون كلمتى فى قضايا المسئولين السابقين حيادية.. بمعنى أن امنح نفسى فرصة قبل الحكم فى قراءة الأوراق وحضور جلسات المحاكمة.. من هذا المنطلق.
■ أثناء محاكمة أنس الفقى وزير الإعلام الأسبق قلت كلمتى ببراءة الرجل من الاتهامات التى طاردته على «يد» مجموعة بينها من لا يفهم بنفسه..ومن حاول اغتيال الرجل معنوياً لصالح مواقف ومشاكل شخصية.. أو  المجموعة رافضة لكل من عمل فى منصب أيام نظام الرئيس الأسبق مبارك.
أنس الفقى تحمل ما هو فوق طاقة البشر.. اتهامات من كل الأنواع «أقلها» حرامى و«أبشعها» خائن للوطن وللقيم وأسهلها إهدار مال عام بقرارات!!
والحقيقة التى تأكدت منها وقت محاكمته أن أنس الفقى من أنجح وزراء الإعلام.
■ حقق نجاحات قد لا يراها «حاقد» أو «جاهل» أو مدفوع أعماه حقده.
أنس الفقى تهمته أنه ساعد الفضائيات المصرية الخاصة بمنحها اشارة مباراة الكرة مجانًا كمساعدة منه كمسئول من الإعلام المصري.. برغم ان القانون لم يحدد ثمنًا لها وترك للمسئول حرية الموافقة على منحها للغير والرجل استخدم هنا اختصاصاته.
مساندة الفضائيات المصرية تؤدى إلى قوة الإعلام المصرى بشكل عام وفى النهاية يصب هذا النجاح لصالح البلد..
لقد كنت شاهدا على توفير أنس الفقى للتليفزيون المصرى 110 ملايين جنيه بعد أن هبط بسعر الدورى الممتاز لكرة القدم إلى 22 مليون جنيه فقط من 132 مليونا كان سمير زاهر قد اشترطها للبيع.
أنس الفقى جنايات القاهرة منحته البراءة من تهمة الكسب غير المشروع.
■ أنا أتساءل:من يعوض أنس الفقى عن السجن والهجوم الكاسح لآلة إعلامية لم ترحم.. ومجموعات سياسية وإعلامية تحركها المصالح.
من يعوض أهله.. زوجته السيدة سحر صلاح الدين وأولاده فرح وإسلام، أنس الفقى أيام مؤلمة لم يعرف فيها الليل أو النهار.. من معه أو ضده..
الرجل كان يستيقظ كل يوم على اتهام جديد.. ايمانه بالله وثقته فى سلوك وظيفى له خلال مشوار عمره وراء تماسكه.. وتمسكه بالأمل.
■ البراءة ورقة مكتوب فيها سطور بحكم قضائى.. المعارضون للرجل سيلتزمون الصمت.. ودائرته المقربة التى قل عددها بمرور الأيام سيصافحونه بكلمة مبروك.
الحقيقة أن أزمة المسئول السابق .. أنس الفقى وغيره.. هى عادية.. وموروثة فى أن كل جديد يمكن أن يحاكم ويشوه القديم كمشروعية وجود.
كان أنس الفقى أحد الضحايا كل ذنبه أنه عمل وزيرًا فى عهد الرئيس الأسبق مبارك.
وهى تهمة كافية ليس للهجوم الشرس ضده وأسرته وكل عالمه.. بل وأيضًا لتشويه كل ما كان قبل يناير.
الإخوان لعبوا الدور الواضح والمؤكد فى عملية تشويه واغتيال المسئولين السابقين.. للعب بمشاعر الشارع والحصول على تأييده.
والله لو علم الإخوان أن ما فعلوه بمن سبقوهم سوف يرتد الأسوأ عليهم لربما تراجعوا.
■ مبروك لأسرة أنس الفقى براءة رب الأسرة مبروك للزوجة، وللابن وللابنة.
أعتقد أن  سوق الاتهامات وتسابق فى نشرها دون استقبال عقلى من الإعلاميين لن يعتذر.
والموقف درس  لى ولغيرى.. الله هو العادل.. والقضاء المصرى هو العدل.